• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / منوعات رمضانية / أمجاد رمضانية


علامة باركود

رمضان ونصرة دين الله

أ. إبراهيم عبدالفضيل


تاريخ الإضافة: 27/8/2011 ميلادي - 28/9/1432 هجري

الزيارات: 8841

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان شهر الانتصارات؛ ففيه وقعَتْ المعارك والفتوحات الكبرى؛ كغزوة بَدْر، وفتح مكَّة، وعين جالوت، وغيرها من أيام الإسلام الكُبْرى.

 

وإذا ما سُئلتَ يا عبد الله: هل تتمنَّى نصرة الإسلام؟

الكلُّ سيقول: نعم وربِّ العرش وخالق الأنام!

 

فلماذا أنت تَخذله بمعاصيك؟

ألم تسمع قولَ عليٍّ - رضي الله عنه -: "ما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، وما رُفع إلاَّ بتوبة"؟!

أمَا مرَّ عليك قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]؟!

 

يا من امتنَعْتَ عن المشتهَيات - المباحة أصلاً - في نهار رمضان لله؛ فكان الجزاء: ((كلُّ عمل ابن آدم يضاعَف؛ الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - عزَّ وجلَّ -: إلاَّ الصوم؛ فإنه لي، وأنا أَجزي به؛ يدَع شهوته وطعامَه من أجْلي))؛ رواه مسلم، هلاَّ امتنعت عن الحرام أصلاً في رمضان وغيره!

 

ألَم تعلم أنَّ من أعظم أسباب نصر دين الله - تعالى - القيامَ به قولاً واعتقادًا، وعملاً ودعوة؟ قال - تعالى -:﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40 - 41]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 7 - 8].

 

قال العلامة السعديُّ - رحمه الله -:

"هذا أمرٌ منه تعالى للمؤمنين أن يَنصروا الله بالقيام بدينه، والدَّعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله؛ فإنَّهم إذا فعلوا ذلك، نصَرَهم الله وثبَّت أقدامهم؛ أيْ: يربط على قلوبهم بالصبر والطُّمأنينة والثبات، ويُصبِّر أجسامهم على ذلك، ويُعينهم على أعدائهم، فهذا وعْدٌ من كريمٍ صادق الوعد، أنَّ الذي يَنصره بالأقوال والأفعال، سينصره مولاه، وييسِّر له أسباب النصر، من الثبات وغيره"[1].

 

وقال سيد قطب - رحمه الله -:

"وكيف يَنصر المؤمنون اللهَ؛ حتى يقوموا بالشَّرط وينالوا ما شرط لهم من النَّصر والتثبيت؟

إنَّ لله في نفوسهم أن تتجرَّد له، وألاَّ تشرك به شيئًا، شركًا ظاهرًا أو خفيًّا، وألا تستبقي فيها معه أحدًا ولا شيئًا، وأن يكون الله أحبَّ إليها من ذاتها، ومن كل ما تحبُّ وتهوى، وأن تحكمه في رغباتها ونزواتها، وحركاتها وسكناتها، وسرِّها وعلانيتها، ونشاطها كله وخلجاتها، فهذا نصر الله في ذوات النُّفوس.

 

وإن لله شريعة ومنهاجًا للحياة، تقوم على قواعدَ وموازينَ وقِيَمٍ، وتصوُّر خاصٍّ للوجود كلِّه وللحياة، ونصرُ الله يتحقَّق بِنُصرة شريعته ومنهاجه، ومحاولة تحكيمها في الحياة كلِّها، بدون استثناء، فهذا نصر الله في واقع الحياة"[2].

 

ألاَ تستلهم عزم ورَقة بن نوفل على النُّصرة عندما جاءه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبَره خبرَ ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذْ يخرِجُك قومُك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أوَمُخْرِجيَّ هم؟!))، قال: نعم، لَم يأتِ رجلٌ قط بمثل ما جئْتَ به إلا عُودي، وإنْ يُدرِكْني يومُك، أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا.

 

أمَا لك في صَحب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سرعة امتثال الأمر أُسوةٌ؛ انظر إلى صنيعهم عند تحريم الخمر، وقد كانت في حياتهم أقربَ إلى الماء فينا؛ فعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: "كنتُ ساقِيَ القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرُهم يومئذٍ الفضيخ، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مناديًا ينادي: ألاَ إن الخَمْر قد حُرمتْ، قال: فقال لي أبو طلحة: اخرجْ فأهرِقها، فخرجْتُ فهرَقْتها، فجَرتْ في سكك المدينة"؛ البخاري.

 

وفي رواية مسلم قال: "فما راجَعوها ولا سألوا عنها بعد خبَرِ الرجل".

 

أما تَملك شجاعة هذه المرأة وصدقَ إيمانِها وثباتَها؛ هذه المرأة من جهينة التي أتَتْ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - وهي حُبْلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله، أصبْتُ حدًّا فأقِمْه عليَّ، فدعا نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ولِيَّها، فقال: ((أحسِنْ إليها، فإذا وضعَتْ فائتني بها))، ففعل، فأمر بها نبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فشُكَّتْ عليها ثيابُها، ثم أُمِر بها فرُجِمتْ، ثم صلَّى عليها، فقال له عمر: تصلِّي عليها يا نبي الله وقد زنَتْ؟! فقال: ((لقد تابتْ توبةً لو قُسمَتْ بين سبعين من أهل المدينة لوَسِعتْهم، وهل وجدْتَ توبةً أفضل من أن جادَتْ بِنَفْسها لله تعالى؟))؛ مسلم.

 

لقد جادَتْ بنفسها لله تعالى، فبماذا جُدتَ أنت؟ وماذا قدَّمتَ لدين الله؟

فلتعْلَم يا عبد الله أنه لا عذر لك أمام الله إن تخاذَلْتَ في نُصرة دينه، وأولُ ما تفعل من ذلك هو أن تتوب إلى الله - عزَّ وجلَّ - وتستقيم على شرعه.

 

وأختم لك بوصيَّة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - قبل خوض المعركة الفاصلة مع الفرس؛ ففيها الخطوط العريضة لأسباب انتصار المسلمين على عدوِّهم أو هزيمتهم، قال - رضي الله عنه -:

"أمَّا بعد، فإني آمُرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كلِّ حال؛ فإنَّ تقوى الله - عزَّ وجلَّ - أفضل العُدَّة على العدوِّ، وأقوى العدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدَّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوِّكم؛ فإنَّ ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما يُنصَر المسلمون بمعصية عدوِّهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوَّة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عُدَّتنا كعدَّتِهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإن لا نُنصَر عليهم بفضلنا لم نَغلبهم بقوتنا، واعلموا أنَّ عليكم في سَيْرِكم حفَظةً من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا: إنَّ عدونا شرٌّ منَّا ولن يُسلَّط علينا وإن أسأنا؛ فرُبَّ قومٍ سُلِّط عليهم شرٌّ منهم كما سُلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله - كفَرةُ المجوس، فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولاً، اسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النَّصر على عدوكم، أسأل الله ذلك لنا ولكم...".

 

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.



[1] "تفسير السعدي"، (1/ 785).

[2] "في ظلال القرآن"، (6/ 3288).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة