• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

دلالة العيد

محمود ربايعة


تاريخ الإضافة: 24/12/2018 ميلادي - 15/4/1440 هجري

الزيارات: 29017

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دلالة العيد


ورد ذكر العيد في القرآن الكريم مرةً واحدةً في قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة: 112، 114].

 

معنى العيد:

العيد أصله اللغوي من عاد يعود؛ أي: رجع، وأصل الياء في عيد واو، إلا أنها جاءت ياءً للفرق بين عيد وعود الخشب، وقد سمي يوم الفطر والأضحى عيدًا؛ لأنهما يعودان كلَّ سنة.

 

وقيل: العيد هو كل يوم يجمع الناس فكأنهم عادوا إليه، وقيل: سمي عيدًا للعود في المرح والفرح، فهو يوم سرور الخلق كلهم[1].

 

وقال شيخ الإسلام: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، فهو عائد: إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك[2].

 

وقال ابن عابدين رحمه الله تعالى: سُمِّي العيد بهذا الاسم؛ لأن عوائد الإحسان فيه لله تعالى؛ أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة ولحوم الأضاحي، وغير ذلك[3].

 

والعيد الوارد في سورة المائدة هو طلب عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء يأكل منها قومه، وتكون عيدًا لأولهم وآخرهم، وقد طلب ذلك الحواريُّون، وجاء طلبهم بصيغة غريبة ﴿ هَلْ يَسْتَطِيعُ ﴾، وقُرئ: (تستطيع ربك) على معنى: هل يطيعك ربُّك إن طلبت؟

 

أما على قراءة حفص: ﴿ يَسْتَطِيعُ ﴾ من الاستطاعة، فهي القدرة، ولا يصح أن تنسب الاستطاعة إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن فيها بذل الجهد والطاقة، فلا يُوصَف بها ربُّ العالمين؛ لأن أفعاله وتصرُّفاته كلها كلام؛ إنما يقول للشيء كن فيكون، فأمره بين الكاف والنون؛ لذا نبَّه إلى هذا المعنى نبيهم عيسى عليه السلام بقوله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ فكيف إذًا يقول الحواريُّون، وهم المشهود لهم بالإخلاص؟


قيل: الذي قال ذلك الجهلة منهم، كما قال الجهلة من الأعراب للرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة معهم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وهي شجرة يعلقون سيوفهم عليها، وكانت تعبد في الجاهلية دون الله، فطلب الأعراب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون لهم شجرة يُعظِّمونها بتعليق السيوف عليها، فأنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وأخبرهم أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: ﴿ يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]، وقيل: إن سؤال الحواريِّين ليس شكًّا في الاستطاعة؛ إنما هو تلطُّف في السؤال، جاء على إرادة المعاينة، كما قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ ﴾ [البقرة: 260]، وقد كان إبراهيم يعلم ذلك علم الخبر، والنظر؛ ولكنه أراد المعاينة.

 

معنى المائدة:

لم يرد لفظ المائدة في القرآن الكريم هنا إلَّا مرَّتان، وهي ما يوضع عليه الطعام؛ كالطاولة، فإن كان عليها طعام تُسمَّى مائدة، وأصلها من الفعل: ماد عبده، إذا أطعمه وأعطاه، فالمائدة تميد ما عليها؛ أي: تعطي، فالمائدة هي المطعمة، والمعطية الآكلين الطعام، ويُسمَّى الطعام مائدةً تجوُّزًا؛ لأنه يؤكل على المائدة؛ كقولهم للمطر سماء، وقيل: سُمِّيت مائدة؛ لأنها تميد؛ أي: تتحرَّك بما عليها.

 

موقف الإسلام من الأعياد:

يقول أنس بن مالك: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: ((كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى))؛ رواه النسائي ج3/ 179، رقم 1556.

 

فهذا الحديث يكشف أن الإسلام يقتصر على عيدين فقط، ولا يُقِرُّ وجود أي عيد سواهما؛ بل نهى عن ذلك، وحذَّر من إحداث أي عيد في الإسلام، وبيَّن أنه اتِّباع لليهود والنصارى، وقد جاء الإسلام ليُحذِّر من اتِّباعهم، وأن اتِّباعهم يجرُّ إلى الضلال، والمسلم يعلن مرارًا شعاره كل يوم، وهو قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7].

 

وقد اتخذ المسلمون اليوم أعيادًا كثيرةً حتى أصبح حالهم معها كحال العرب في الجاهلية، الذين يستهوون الأصنام من التمر، ثم يأكلونها.

 

ومن هذه الأعياد ما يُسمَّى بعيد الشجرة، وعيد الحب، وعيد الجلوس، وعيد الميلاد، وعيد المرأة والأم والعمال وغيرها، مما يدعو إلى السخرية، وكل هذه الأعياد تتصل بجذور وأصول لا تتفق مع أصول ديننا؛ بل إن بعضها يصطدم مع عقيدتنا، وأذكر منها اختصارًا - على سبيل المثال كي نحذر ذلك - عيد الأم.

 

عيد الأم:

يقال: إن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفاءات الربيع، ثم كان مثلها عند الرومان احتفاءات دينية مدة ثلاثة أيام من شهر آذار.

 

وانتقلت فكرة عيد الأم إلى النصارى؛ حيث كان في بريطانيا يوم الأحد حيث تُؤدَّى احتفاءات دينية مرتبطة بالكنيسة، ثم ابتدعت فكرة ورد القرنفل الأبيض؛ ليكون هدية عيد الأم؛ لأن أمها كانت تحب هذا الورد؛ لأنه يعبر عن النقاء، ثم أصبح القرنفل الأحمر إشارةً إلى أن الأم على قيد الحياة، والأبيض يدل على أن الأم رحلت عن الحياة، وانتشرت هذه الفكرة في بلدان العالم.

 

حكم مثل هذه الأعياد:

لقد أفتى العلماء بحُرْمة الاحتفال بما يُسمَّى بعيد الأم، وغيره من الأعياد المبتدعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أحدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ))؛ رواه البخاري 2/ 959، رقم 2550، ولما فيه من التشبُّه باليهود والنصارى وتقليدهم، وأنه لا يجوز في هذه المناسبات إحداث شيء من شعائر العيد؛ كالفرح والسرور، وتقديم الهدايا، وما أشبه ذلك.

 

وعلى المسلم أن يفتخر بدينه، وأن يقتصر على ما بيَّنه الله تعالى وحده لعباده دون زيادة أو نقصان، وينبغي للمسلم ألا يكون بوقًا للغير إمَّعةً تابعًا لكل ناعق؛ بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى كاملة من جميع الوجوه، ولا أن يكونوا بوقات لغيرهم.

 

والأم أسمى وأكبر من أن يُحتفى بها يومًا واحدًا في السنة؛ بل لها الرعاية والحنان والطاعة والعناية كل أيام السنة تطاع في غير معصية الله تعالى[4].

 

إن دوافع العيد هذا عند النصارى هو فقدان الرابطة بين الأم والأولاد، فالعادة عندهم جرت أن تلقى الأم وتقذف في ملاجئ العجزة مع الزمن يذكرها ولدها أو زوجها في يوم واحد من السنة بوردةٍ يُقدِّمها لها من خلف السياج ثم يعود، أي احترام للأم هذا؟! بل أي حب وحنان أقدمه لها؟! إنها النكسة البشرية التي مسخت فطرتها حتى أصبحت الروابط الاجتماعية بينها مشابهة لروابط الحيوانات.



[1] القرطبي؛ الجامع 4/ 368.

[2] ابن تيمية؛ اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 441.

[3] حاشية ابن عابدين 2/ 165.

[4] فتاوى إسلامية (1 / 124)، مجموع فتاوى ابن عثيمين 2 / 1، 3، 2.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة