• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

مع العيد

محمد بن محمود الصالح السيلاوي


تاريخ الإضافة: 6/7/2016 ميلادي - 30/9/1437 هجري

الزيارات: 4625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مع العيد


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فها نحن نودِّع رمضان في هذه الليلة، ونستقبل فيها العيد، وهو اليوم الذي تعبِّرُ فيه الأمة عن فرحتها، وسرُّ هذه الفرحة هو تحقيق العبودية لله تعالى؛ بامتثالِ أمره في صيام هذا الشهر الكريم.


والعيد: اسمٌ لكل ما يُعتاد، وليس عند أمة الإسلام عيدٌ للأم، ولا عيدٌ للطفل، ولا عيدٌ للميلاد، بل ليس في قاموس الإسلام غيُر عيدين اثنين، الفِطر والأضحى؛ ففي سُنن أبي داود والنَّسائي بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجَدهم يحتفلون بعِيدينِ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((كان لكم يومانِ تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفِطر، ويوم الأضحى))[1].


لقد شرع الله تعالى لهذه الأمة في هذا العيدِ التكبيرَ، بل جُعل مِن شعائر العيد الخاصة حين قال عز وجل: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وللإنسانِ أن يبدأ في التكبير مِن حين غروب شمس آخر يوم مِن شهر رمضان، ولْيُصدَحْ بهذا التكبيرِ في البيوت وسائر الأمكنة؛ امتثالًا لأمر الله تعالى، ولْيَبقَ يردد هذا التكبير إلى أن يخرج الإمام لأداء صلاة العيد، وينبغي للإنسان ألا يخرج لصلاة عيد الفطر حتى يأكل تمراتٍ؛ لِما جاء عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، وفي هذا الأكل مبالغةٌ في بيان النهي عن الصوم في هذا اليوم، كما جاءت بذلك الآثار.


أيها الإخوة الصائمون، ها نحن نودِّع شهر رمضان المبارك، شهر القُرْآن والتقوى، والصبر والجهاد، والرحمة والغفران والرضوان، فهل حققنا حِكَم الصوم فيه، وحصلنا هذه المعاني في صيامه وقيامه وسائر وظائفه؟! هل تخرجنا في هذه المدرسة ذات الثلاثين يومًا بشهادة التقوى التي في قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وبشهادة الشُّكر التي في قوله تعالى: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


أخي الصائمُ، إن كنتَ ممَّن حقَّق مقاصد الصوم ومعانيه في هذا الشهر الكريم، فاحمَدِ اللهَ واشكُرْه، واسأَلْه الثباتَ على ذلك حتى الممات؛ كما قال تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ثم إياك - أخي المسلم - أن تنقُض غَزْلَك وعمَلَك بعد أن تعبتَ فيه فسهِرْتَ ليلك وأظمأت نهارك، إياك أن يكون حالُك حالَ تلك المرأة، سفيهةِ الرأيِ ضعيفةِ العقلِ، التي مكثت أيامًا طوالًا تغزل غزلها، حتى إذا اكتمل وتم عادت فنكَثَتْه ونقَضَتْه، فضرَب الله تعالى بها المثَلَ لكل مَن يجِدُّ في عمَلٍ، حتى إذا اكتمل عاد فنقَضَه كأنه لم يصنع شيئًا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، وتأمَّل في هذا المثل، كيف أن الإنسان ربما قام بالعمل وكان عمله هذا عملًا قويًّا؛ حيث قال تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ﴾ [النحل: 92]، ثم يعود مِن بعد ذلك ليهدِمَه وينقُضَه، وهذا هو حالُ مَن يرجع إلى المعاصي بعد أن أتم صيام رمضان وقيامَه، وترك الأعمال الصالحة، التي كان قد اعتاد عليها في أيام هذا الشهر، فتراه يترك صلاة الجماعة، التي طالما واظَب عليها في رمضان، وتراه ترك تلاوة القُرْآن، التي كان له منها في كل يومٍ وِرْدٌ، وربما كانت له في رمضان ختمةٌ أو أكثر، وهذا مِن علامة عدم قبول العمل، والعياذ بالله؛ لأن الصائم الصادق هو الذي يفرحُ يوم العيد بفِطره، ويحمَد الله ويشكُرُه على أن وفَّقه للصيام والقيام والأعمال الصالحة، ومع ذلك تراه خائفًا يبكي ألا يتقبَّلَ الله منه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 61]، وعن عائشة: أنها قالت: يا رسولَ الله، في هذه الآية: ﴿ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، يا رسول الله، أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله؟ قال: ((لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنه الذي يُصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل "ألا يتقبَّلَ منه"))[2].


فالسرُّ في خوف المؤمنين ألا تُقبل منهم عبادتهم، ليس في خشيتهم ألا يوفِّيَهم اللهُ أجورهم؛ فإن هذا خلافُ وعدِ الله إياهم، بل إنه لَيُوفِّيهم أجورَهم ويَزيدُهم عليها؛ كما قال: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 173]، وإنما السرُّ في خوف المؤمنين أن القبولَ متعلِّقٌ بالقيام بالعبادة كما أمر الله عز وجل، وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله، بل يظنون أنهم قصَّروا في ذلك؛ ولهذا فهم يخافون ألا تُقبَلَ منهم، فليتأمل المؤمن هذا؛ عسى أن يزداد حرصًا على إحسانِ العبادة، والإتيان بها كما أمر الله؛ وذلك بالإخلاص له فيها، واتباع نبيِّه صلى الله عليه وسلم في هَدْيِه فيها، وذلك معنى قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

هذا، والحمد لله رب العالمين

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] أحمد: 12827، والنسائي: 1556، وصححه الألباني في الصحيحة: 2021.

[2] أحمد: 25263، وابن ماجه: 4198، وصححه الألباني في الصحيحة: 162.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة