• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

روضة العيد

روضة العيد
نبيل بن عبدالمجيد النشمي


تاريخ الإضافة: 8/8/2013 ميلادي - 1/10/1434 هجري

الزيارات: 6876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روضة العيد


قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((للصائم فرحتان: فرحة عند فِطره، وفرحة عند لقاء ربه))؛ متفق عليه.

 

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفِطر حتى يأكل تمراتٍ"؛ أخرجه البخاري[1].

 

هدية الرحمن لعباده، وجائزته لأوليائه، يوم يفرح فيه مَن صام كما أُمِر فرحًا بتمام النعمة وكمال الطاعة: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

العيد عند الصائم ليس مجرَّد أكلٍ وشرب ولبْس وضحكات وزيارات فحسب، بل أكبر من ذلك وفوق كلِّ ذلك، فهو سرور بامتثال الصائم لأمر الله - تبارك وتعالى - ومُتابعته لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عيد بهجة ونشوة، لكن بما لا يُغضب الله بل بما يرضي الله - تبارك وتعالى.

 

فرح الصائم بالعيد يَزيده قُرْبة من الله - تبارك وتعالى - فهو باب من أبواب عبادة الله، فيبدؤُه بالتكبير والصدقة ويَمرُّ على صلاة وخطبة وتجمع الأحبة، ويُعرِّج على صِلة رحِم وتهنئة أخ، تبسّم بوجه باسم ولسان طيِّب وقلب صافٍ، ويتم فيه توزيع هدايا وترديد تهانٍ، والفرحة تنتشِر بين الجميع، فالعيد للجميع والمودة والمحبَّة شعار الجميع في هذا اليوم العظيم.

 

يوم عيد الصائم يوم يحبه الله - تبارك وتعالى - واختصَّ الله بالفرح به لمن صام صومًا حقيقيًّا على مراد الله - تبارك وتعالى - فما كلُّ مَن حضر العيد فاز بجماله وحلاوته وسعادته.

 

عيد الصائم يحمل معانيَ راقية ويُحقِّق أحلامًا رائعة مِن تصافي القلوب وتسامي الأخوة، وتعاظُم المحبة في الله - تبارك وتعالى - فهذا يومها، وحُقَّ له أن تفخَر.

 

عيد الصائم فرحة بتمام شهر أتمَّ فيه الصائم ركنًا من أركان دينه، ممتثلاً أمر ربه - تبارك وتعالى - مستجيبًا لما دعاه إليه، ملبِّيًا لندائه، متَّبِعًا لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فلا تستغربنَّ ولا تُنكِرنَّ على صائم فرحتَه بيوم عيد الفطر؛ فذلك فضلٌ مِن الله أكرمه به، والمحروم مَن جعل صومه للنوم وضياع الأوقات، وما عاش لذَّة السجدات ولا طول الوقفات بين يدي رب الأرض والسموات، فما أتعس من يكون حزينًا في يوم يَفرح فيه كلُّ الناس! وما أعظم خسارته وما أشد حسرته.

 

يتميَّز عيد الصائم الصادق في صومه بأنه مُنضبِط بما يرضي ربه، فلا يجعل من فرحه فرصة لمعصيته، ولا بابًا لتعدِّي حدوده، بل هو حريص على أن يكون في فرحه طائعًا لله - تبارك وتعالى - بعيدًا عن كلِّ ما يُغضِبه فهو عبد لله - تبارك وتعالى - في كلِّ حين وعلى كل حال، فيجعل من عيده طاعة كما كان صومه طاعة، فالعبادة كل ما يحبه الله تبارك وتعالى من الأقوال والأفعال، وفي مختلف الأوقات والمناسبات.

 

هنيئًا العيد وتمام النعمة وحصول المنة لمن وفَّقه الله إلى بلوغ النهاية، وتعازينا لمن فرَّط وضيَّع ومرَّ الشهر وانتهى، ولم يأخذ من خيره ولم يتنعَّم بأطيب ما فيه، وكم هي حسرته يوم توزَّع الجوائز، ويَظهَر السرور وتعيش قلوب الصائمين لحظات ما بعدها لحظات!

 

العيد هدية من الله - تبارك وتعالى - وجائزة خِتام لمن صام، فلا يعصى فيه الله، وليكن عيدَ طاعة يملأ القلب فرحًا، ولا يُغضِب الله - تبارك وتعالى - وليكن إغضابه للشيطان، خاصة بعد شهر كله طاعات وقُربات وحسنات، فمن الحماقة أن يُضيِّع جهد شهر في يوم أو ساعات وبعد انصرام الشهر بالحال.

 

فدع عنك منكراتِ الأعياد ومخازي القنوات وقبيح العادات في مِثل هذه المناسباتِ، وكن مراقبًا للجبار اللطيف الخبير - سبحانه - في السراء والضراء، ولا تظنَّ أن سيفوتك شيء، فستذهب اللذات وتبقى الحسرات وتتضاعف الآهات.

 

واجعل عيدك عامًّا بالأفراح على الأهل والأولاد والأحباب، في البيت وخارجه وفي الطرقات، وكن باسمًا لطيفًا مسلِّمًا مهنِّئًا بالخير مقبلاً به غير مدبِر، حامل السرور بين يديك وفي وجهك وعلى لسانك، وليكن هذا اليوم بعيدًا كلَّ البعد عن كلِّ المنغصات والمُحزِنات، والله يَهَب لمن يشاء الخيرات، ويبتلي مَن يشاء بالأحزان والأكدار.

 

اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا، واجعل رمضان في ميزان حسناتنا، وأعِده علينا عامًا بعد عام، وارزقنا الجنة مع الأبرار يا رحيم يا رحمن.



[1] البخاري (910).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة