• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة عيد الفطر (2)

خطبة عيد الفطر (2)
د. أمير بن محمد المدري


تاريخ الإضافة: 29/3/2025 ميلادي - 29/9/1446 هجري

الزيارات: 10781

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر

 

اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

 

اللهم ارض عنا في هذا اليوم واجعلنا من الفائزين يارب العالمين. اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامهم وقيامهم، وغفرت لهم زلاَّتهم وآثامهم.

 

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الأمين، صلى الله عليه وعلى إله الطيبين الطاهرين.

 

الله أكبر «تسعًا»

 

أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومن معاني تقوى الله الثبات على الطاعة والاستقامة على طاعة الله حتى الممات.

 

عباد الله: من كان يعبد رمضان فان رمضان قد فات ومن كان يعبد الله فان الله حيٌّ لا يموت. استمروا على طاعة ربكم واثبتوا على عبادته.

 

عباد الله: إن الإسلام دينٌ شامل كامل لكل شؤون والحياة يريد المسلم الصالح في بيته وفي سلوكه وفي عمله.

 

ومن علامة حب الله للعبد الفقه في الدين قال -صلى الله عليه وسلم-: « من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» [رواه البخاري رقم (3116)، الجهاد، باب قول الله تعالى فإن لله خمسه وللرسول، ومسلم رقم (1027)، في الإمارة، باب فضل الرمي].


ومن الفقه فقه الأولويات: أن يفقه المسلم أنّ هناك مهم وهناك أهم.

 

عباد الله: ألا وإن من فقه الأولويات تقديم العمل المتعدّي على العمل القاصر، تقديم الأكثر نفعًا على غيره، قال تعالى:﴿ جَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [التوبة: 19، 20] وقال -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»[رواه البخاري]، وقال: «ذهب المفطرون بالأجر» [متفق عليه]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: »أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا«[رواه الطبراني في الكبير وهو في السلسلة الصحيحة (906)].

 

وهكذا كان كل عملٍ يتعلق بإصلاح المجتمع ونفعه أفضل من العمل المقصور النفع على صاحبه، قال -صلى الله عليه وسلم-: »ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»[أخرجه أحمد (6/444)، والترمذي: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع - باب حدثنا هناد... حديث (2509)، وقال: حديث صحيح].

 

هناك مفضول وهناك فاضل، هناك فرض وهناك سنة، وهناك أعمال أحب إلى الله تعالى. ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله تعالى قال: «الصلاة على وقتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله».

 

والنفقة تختلف فهناك درهم سبق ألف درهم.

 

عجيب من الناس من ينفق الألاف في الصدقة وينسى أقرب الناس إليه، أو ينفق آلاف في أكلٍ وشرب ولا ينفق درهم في سبيل الله.

 

يقول -صلى الله عليه وسلم-: «يقول ابن آدم: مالي. مالي قال: وهل لك يا بن آدم إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» [أخرجه مسلم (4 / 2273) رقم (2958)].

 

هناك من يحرص على الخشوع والبكاء في صلاة القيام مع أنه قبل أن يأتي إلى المسجد أبكى أبيه من العقوق والظلم.

 

هناك من يحرص على الخشوع والبكاء في القيام مع أنه قد أبكى زوجته من الظلم.

 

هناك من يتحرز عن النجاسات ولا يتحرز لسانه عن سب وشتم وغيبة المسلمين.

 

هناك من يتطهر لباسًا ونظافة ولا يتطهر من أكل الحرام.

 

روي أن أحد الصالحين زار أحد التجار في تجارته فجلس عنده ساعة، فإذا به يغش في بيعه وشراءه، ويكثر من الأيمان والحلف لبيع سلعته، وإذا بالتاجر يلتفت إليه قائلًا: لعلك تعجبت من بيعي وشرائي؟ لا تخف فأنا إذا خيّم الليل وأرخى سدوله أقف بين يدي الله مصليًا اغسل كل ذنوبي في البيع والشراء. فقال له ذاك الرجل الصالح:

«ما مثلك إلا مثل رجل في يديه نجاسة وأراد غسلها فذهب إلى نهر وانزل رجليه إلى النهر ليغسل يديه، فهل سيغسل يديه ورجليه في الماء؟ لا والله حتى لو ظل إلى يوم القيامة، ستظل النجاسة في اليد، وهكذا أنت فلا بد من التوبة من الغش والأكل الحرام.

 

هناك من يحج ويعتمر كل عام ونسي أن الأفضل من ذلك إطعام المساكين والفقراء من المسلمين.

 

خرج عبد الله بن المبارك -رحمه الله- مرة إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وتخلّف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة، إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها، فأخذت ذلك الطائر الميت، ثم لفته، ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة، وقد حلّت لنا الميتة منذ أيام، وكان أبونا له مال فظُلم وأُخذ ماله وقُتل، فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله: كم معك من النفقة؟ قال: ألف دينار، فقال: عد منها عشرين دينارًا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع.

 

هناك من يبكي لحال المسلمين في فلسطين وغيرها البكاء أمرٌ طيب لكن الأولى والأفضل أن تخرج من مالك لهم.

 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى إله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

عباد الله:

أيها لمسلمون: تُريدون البركة في العمر والمال تريدون صلاح الحال والعيال عليكم بثلاث: حُسن الخلق وصلة الرحم وحُسن الجوار، أخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن عائشة ل مرفوعًا: «صلة الرحم وحُسن الخلق وحُسن الجوار يعمران الديار ويزيدان الأعمار»[ أخرجه أحمد (6 /159، رقم 25298)].

 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

أيها المسلمون: اليوم يوم الصفاء والنقاء يوم الوحدة والإخاء يوم تتلاحم القلوب والصفوف فلكن متحابين متصافين متآزرين متآخين متناصرين لعل الله عزوجل يجعلنا ممن يحبهم ويظلهم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

 

أخي الحبيب: النجاة يوم القيامة ليست لكثير الصلاة والصيام مع أنها مهمة لكن النجاة لصاحب القلب السليم قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88-89]

 

فلنُصفّي قلوبنا ولننسى خلافاتنا لعل الله يرحمنا.

 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

أخي المسلم: تستطيع أن تختار رفيقك في المحشر من هنا فالمرء يحشر مع من أحب.

 

ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أن رجلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة. فقال: يا رسول الله متى الساعة. قال: «وما أعددت لها؟ ». قال: لا شيء، إلا أنى أحب الله ورسوله. فقال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي: «أنت مع من أحببت». قال أنس فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بُحبِّي إياهم وإن لم أعمل بعملهم».

 

من أحبّ مؤمنًا حُشر معه ولو كان مقصرًا، جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ـ أي ليس عنده كثير صلاة ولا صلاح ولا صيام يحب الصالحين وليس عنده كثيرٌ من الصلاح ويحب العلماء وليس عنده العلم، يحب القوم ولما يلحق بهم فقال-صلى الله عليه وسلم-: «المرء مع من أحب» [أخرجه البخاري، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب/ باب المرء مع من أحب (16/188) عن ابن مسعود].

 

ونحن نشهد الله على حب نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وآل بيته الطيبين الطاهرين.

 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين وأعلى راية الحق والدين.

 

اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فرد كيده إلى نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

 

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

 

وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى إله وصحبه وسلم تسليمًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة