• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة عيد الفطر: وصايا جامعة

خطبة عيد الفطر: وصايا جامعة
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني


تاريخ الإضافة: 15/6/2018 ميلادي - 1/10/1439 هجري

الزيارات: 33828

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر

وصايا جامعة


إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].


أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ، صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ.


هنيئًا لكم عبادَ اللهِ صِيامَ شهرِ رمضانَ، وقيامَه.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا[1] وَاحْتِسَابًا[2]، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ[3]، ومَنْ قَامَ رَمَضَانَ[4] إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[5].


هنيئًا لكم عبادَ اللهِ يومَ فطرِكُمْ فهو يوم فرحِكم.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ»[6].


أظهروا عبادَ اللهِ الفرح والسرور في هذا اليوم العظيم.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس:58].

وقال الله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة:185].


أدخلوا البهجةَ والفرحةَ والسرورَ على آبائكم، وأمهاتكم، وأزواجكم، وأولادكم، وأخواتكم، وأمهاتكم، وجيرانكم، فاليومَ يومُ فرحٍ وسرور.


روى الطبراني بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ»[7].


هنيئًا لكم عبادَ الله دينَكم الحنيف، فمن مات دون أن يُشرك بالله شيئا دخل الجنة.

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ»[8].


هنيئًا لكم عبادَ الله شفاعةَ النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامةِ.

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»[9].


حافظوا عبادَ الله على صلواتكم الخمس.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ[10] شَيْءٌ؟» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا»[11].


وروى الطبراني بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ»، قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ قَالَ: «الْغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ»[12].


أدُّوا عبادَ الله زكاة أموالكم، وأَغنوا الفقراءَ عن المسألة.

روى ابن أبي عاصم بِسَنَدٍ حَسَنٍ عن عَلْقمَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ حِينَ أَسْلَمُوا: «مِنْ تَمَامِ إِسْلَامِكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ»[13].


أكثروا عبادَ اللهِ من نوافل العبادات كالصلاة، والصيام، والصدقة، والحج؛ لتَجبرَ النقص الحاصل في الفرائض.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلُ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ»[14].


أوصيكم عباد الله بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ»[15].

وأحذِّركُم مما حذَّر منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابهُ رضي الله عنهم.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَكُنْ بِمِثْلِ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ»[16].


أكثروا عباد اللهِ من ذكر الله تعالى.

رَوَى مُسْلِمٌ عن أَبي مُوسَى الأَشْعَريِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ»، قَالوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يَا رَسولَ الله؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كثيرا، والذَّاكِرَاتُ»[17].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبي هُرَيرةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الميزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ»[18].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قَال: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، في يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ[19]، وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ[20]»[21].


ورَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عنْ جَابرٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحمدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ»[22].


هنيئا لأصحاب الخُلقِ الحسنِ.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ»[23].


ورَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»[24].


ورى الترمذي بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»[25].


وأوصي النساءَ بوصية الله، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن.

أما وصيةُ الله فهي قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 32-33].


وأما وصية النبي صلى الله عليه وسلم فهي ما رواهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْتِ»[26].


وأوصي الرجال بالنساء خيراً كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى ابن ماجه بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي المضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ، فَلَا يُوَطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ، وَطَعَامِهِنَّ»[27].


وقوله صلى الله عليه وسلم: «عوان»: أي أسيرات جمع عانية، وهي الأسيرة، شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة في دخولها تحت حكم الرجل بالأسير[28].


وخير الناس خيرهم لأهل بيته.

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»[29].


الدعـاء...

ربنا آمنا بما أنزلتَ، واتبعنا الرسولَ، فاكتبنا مع الشاهدين.

ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

ربنا ما خلقتَ هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.

ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيتَه، وما للظالمين من أنصار.

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.

ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين.

﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]

هذا وصلِّ اللهم، وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 



[1] إيمانا: أي تصديقا بأنه حق وطاعة معتقدا فضيلته. [انظر: «إكمال المعلم» (3/ 113)، و«شرح صحيح مسلم» (6/ 39)].

[2] احتسابا: أي مخلصا يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. [انظر: «إكمال المعلم» (3/ 113)، و«شرح صحيح مسلم» (6/ 39)].

[3] غفر له ما تقدم من ذنبه: أي الصغائر دون الكبائر. [انظر: «شرح صحيح مسلم» (6/ 40)].

[4] من قام رمضان:المراد بقيام رمضان صلاة التراويح. [انظر: «شرح صحيح مسلم» (6/ 39)].

[5] متفق عليه: رواه البخاري (38)، ومسلم (759، 760).

[6] متفق عليه: رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151).

[7] حسن: رواه الطبراني في «الصغير» (861)، و«الأوسط» (6026)، و«الكبير» (13646)، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (176).

[8] صحيح: رواه مسلم (93).

[9] صحيح: رواه البخاري (99).

[10] درنه: أي وسخه. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (2/ 115)].

[11] متفق عليه: رواه البخاري (528)، ومسلم (667)، واللفظ له.

[12] حسن: رواه أبو داود (429)، وحسنه الألباني.

[13] حسن: رواه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2334)، والطبراني في «الكبير» (6)، وحسن إسناده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3232).

[14] صحيح: رواه أبو داود (864)، والترمذي (413)، وابن ماجه (1425)، وأحمد (9494)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني

[15] صحيح: رواه أحمد في «مسنده» (24193)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/ 109).

[16] متفق عليه: رواه البخاري (1152)، و مسلم (1159).

[17] صحيح: رواه مسلم (2676).

[18] متفق عليه: رواه البخاري (6406)، ومسلم (2694).

[19] حطت خطاياه: أي من حقوق الله؛ لأن حقوق الناس لا تنحط إلا باسترضاء الخصوم.[انظر: «عمدة القاري» (23/ 26)].

[20] زبد البحر: هو ما يعلو على وجهه عند هيجانه وتموُّجه، وهذا كناية عن المبالغة في الكثرة. [انظر: «عمدة القاري» (23/ 26)، و«مرقاة المفاتيح» (2/ 767)].

[21] متفق عليه: رواه البخاري (6405)، ومسلم (2691).

[22] صحيح: رواه الترمذي (3375)، وحسنه، وصححه الألباني.

[23] صحيح: رواه أبو داود (4799)، والترمذي (2002)، وقال: «حسن صحيح»، وصححه الألباني.

[24] صحيح: رواه أبو داود (4682)، والترمذي (1162)، وقال: «حسن صحيح»، والنسائي في «الكبرى» (9109)، وأحمد (7402)، وصححه الألباني.

[25] صحيح: رواه الترمذي (2018)، وصححه الألباني.

[26] صحيح: رواه أحمد (1661)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (660).

[27] حسن: رواه ابن ماجه (1851)، وحسنه الألباني.

[28] انظر: «حاشية السندي على سنن ابن ماجه» (1/ 569).

[29] صحيح: رواه الترمذي (3895)، وقال: «حسن صحيح»، وابن ماجه (1977)، وصححه الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة