• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان / فضائل رمضان والعشر الأواخر / مقالات


علامة باركود

صفوة الشهر

الشيخ بلال بن عبدالصابر قديري


تاريخ الإضافة: 22/8/2011 ميلادي - 23/9/1432 هجري

الزيارات: 9642

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لن آتِيَ بجديد لو قلت عن رمضان: إنه ربيعُ العام، وصفوة الشُّهور، وبَهْجة الزَّمان؛ فذلك معلوم بداهةً، دلَّت عليه نصوص الوحي ووقائع الدَّهر وأحوال الناس، إقبالاً وعبادة والتزامًا، إلاَّ أن مواسم الطاعات والنفحات يَفْضل بعضُها بعضًا، ويسمو بعض الزمان على بعض، وقد تقرَّر بالاستقراء عند العلماء أن الأوقات الفاضلة والأزمان المباركة أواخرها أفضل من أوائلِها، فيوم الجمعة أعظم أيام الأسبوع، لكن أكثر ساعاته بركةً وأرجاها قبولاً للدعاء فيها آخر ساعة منه، وأفضل الليل ثلثُه الآخِر، والسَّحَر، وهو السُّدس الآخر من الليل مُنَوَّهٌ بشأنه.

 

وهكذا؛ فليس رمضان ببِدْعٍ في ذلك، فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هو صفوة الشهر، والعبرة بالخواتيم، وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته، ولذلك كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، فكان يشوب العشرين بمنام وقيام، وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكرًا.

 

وفي الحديث: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"؛ رواه مسلم، وتصف أمُّ المؤمنين عائشة حالَه، فتقول: "كان إذا دخل العَشر شدَّ مئزره، وأحيَى ليله، وأيقظ أهله".

 

ومن دقيق عنايته بها انقطاعُه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف، فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفَّاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف، بل لِتأكُّد هذه السنَة قضاها في شوال لَمَّا لم يعتكف سنة في رمضان، ومن المؤسف جدًّا غفلَتُنا عن غنائم هذا الشهر، وانشغالنا عن فضائل هذه الليالي، ولا أدلَّ على ذلك من زحام الأسواق والطُّرق بالغادين الرَّائحين في تضييعٍ لزهرة من العمر إن ذهبَتْ قد تعود ثانيًا.

 

بلغ بنا التفريط إلى حدِّ تأجيلنا التبَضُّع والتسوُّق وشواغل الدُّنيا إلى هذه الليالي، فبدل أن تُفَرَّغ الليالي لما هي له من العبادة، يتفرَّغ ناسٌ فيها للتسوُّق، فذهبت معاني الرُّوحانية والتماس ليلة القدر من حياة الكثيرين، أو كادت، وإذا كان احتباسُ النَّفْس بلزوم المعتكف والمكث فيه للعبادة شاقًّا على البعض فلا أقلَّ من حبس النفس عن هَيْشات الأسواق وزحام الطُّرقات في هزيع اللَّيل، والتخلِّي عن المشاغل ولزوم المساجد؛ طلبًا لليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟! إنَّ المرء وهو يُراغم النَّفس على الأنس بذِكْر الله، ويحتبِسُها في محَالِّ تنَزُّل الرَّحمات هو في الحقيقة يُهَيِّئُها للأنس به سبحانه في وحشة القبور، يوم لا أنيس ولا جليس إلاَّ العمل الصالح، وإذا آنس الله عبدًا فلا وحشة عليه.

 

وبعد، فإن السِّباق يومَ يقترب من نهايته، يشتدُّ عدْوُ المتسابقين والمسارعين إلى جنات النَّعيم، أيُّهم يحظى بالقبول والرضوان، فكن في عدادهم؛ فهم القوم لا يشقى بهم جليس، قبل أن يأتي عليك يوم تصبح فيه خبرًا بعد عين، وأثرًا بعد ذات، فتسكن بعد الدُّور القبورَ، وتأتي ليالي العشر ثانية وأنت رهين عملك حبيس قبرك، وكل آتٍ قريب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة