• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الاستشراق


علامة باركود

موقف المستشرقين من العربية الكلاسيكية

موقف المستشرقين من العربية الكلاسيكية
د. عصام فاروق


تاريخ الإضافة: 31/8/2016 ميلادي - 28/11/1437 هجري

الزيارات: 17566

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موقف المستشرقين من العربية الكلاسيكية


اللغة الكلاسيكية كما رآها بعض المستشرقين بنظرة تاريخية، هي تلك اللغة غير المحددة في دراستها بزمن معين، وفي الوقت ذاته المكتسبة لصفة القِدم، والتي تعتبر مرحلة من تاريخ اللغة – طالت أم قصرت - بينها وبين المراحل التالية لها كثير من الاختلافات الموزَّعة على مستويات اللغة المختلفة. فهم يرون "تاريخ اللغة، أيَّ لغة، على أنه سلسلة من المراحل المتباعدة تاريخيًّا، حتى يصبح الفرق واسعًا بين ماضي اللغة وحاضرها، ويشمل الاتساع في الفروق بين المراحل اللغوية جميع الجوانب اللغوية من نحو وصرف وصوت ومعنى"[1].

 

ولذلك فمفهوم " الكلاسيكية عند المستشرقين مرتبط بالقِدم وأما مفهوم المعاصرة فمرتبط بالحداثة. وتاريخ اللغات الأوروبية يعرف هذين المفهومين، وما يترتب على كل منهما من تغيُّر واسع بين ماضي اللغة وحاضرها في جميع جوانبها"[2]

 

وبناءً على وجود هذين المفهومين في الفكر اللغوي الغربي، فقد تأثر به المستشرقون في معالجتهم للعربية تأثرًا انعكس على نظرتهم لها – كما لغيرها من اللغات - على أن لها مرحلةً تاريخيةً تُعرف فيها بالكلاسيكية، ومن ثم استخدم البعض منهم مصطلح (العربية الكلاسيكية)، فهم "يسمونها العربية الكلاسيكية على نحو ما يسمون اللغات القديمة كاليونانية واللاتينية"[3].

 

فمن الواضح أن المستشرقين اعتمدوا في استنباطهم لمفهوم الكلاسكية في اللغة وخصائصه على نظرتهم للاتينية أو للغاتهم القديمة التي بينها وبين لغاتهم الحديثة أوشاج مقطوعة، وإلى هذا الحد فلا مشكلة في تلك النظرة، وإنما تطل المشكلة برأسها حينما يجعلون مفهوم الكلاسيكية مقياسًا معياريًّا صالحًا لأن تخضع له اللغاتُ كلها؛ مما يُعد بعدًا عن المنهج العلمي السديد الذي لابد فيه من مراعاة تميز بعض اللغات وتفردها عن غيرها، ويترتب عليه بعض الآثار السلبية على النحو التالي:

آثار هذه النظرة:

وقد ترتب على هذه النظرة للعربية القديمة بعضُ الآثار السلبية، التي منها:

1- سخرية البعض منهم من تعلُّق العرب بالفصحى مع كونها من اللغات التي هُجرت منذ أمدٍ بعيدٍ أو في طريقها إلى الهَجْر، يقول المستشرق وليم بولك في تقديمه لكتاب (العربية الفصحى الحديثة) لـِ: ستتكيفتش - ساخرًا من تعلُّق العرب بالفصحى: "أليست اللغة قبل كل شيء مجرد وسيلة اتصال، ومن ثم تقوم بصورة أساسية في ضوء الجوانب العملية؟ وإذا ما وجدت وسيلة أفضل متوفرة ألا ينبغي اتخاذها؟ أيمكن أن تكون ثمة مزية حقيقية في المحافظة على لغات لا تفي بما يطلب منها؟ لغات هجرت منذ أمدٍ أو في طريقها إلى أن تهجر؟"[4].

 

2- اتهام البعض منهم للعربية الفصحى بالجمود والربط بينها وبين اللاتينية الكلاسيكية من هذه الوجهة، فكارل فولرس في كتابه (اللهجة العربية الحديثة في مصر) لم يفته " أن يندد في نهاية مقدمته بجمود العربية الفصحى وشبهها باللاتينية الكلاسيكية، وشبه العلاقة التي بينها وبين اللهجة المصرية بالعلاقة التي بين اللاتينية الكلاسيكية، والإيطالية الحديثة "[5].

 

فهذا المقياس الذي وضعه الأوروبيون للغة الكلاسيكية يعمد المستشرقون إلى تطبيقه أثناء دراستهم للغة العربية بتاريخها المديد، غير منتبهين أو مبالين بما لها من خصوصيات ليست لكثير من اللغات، منها على سبيل المثال:

أولًا: أن للعربية بُعدًا دينيًّا في غاية الأهمية، وفي تجاهله تجاهل لخاصية أصيلة، فعلى سبيل المثال فإن كثيرًا من "المستشرقين لا ينظرون إلى اللغة العربية من خلال ربطها بالرسالة المنوطة بها، وهي حفظ القرآن الكريم، فكيف إذا جَمَعَ بعضهم إلى ذلك سوء النية المبيت"[6] ولذلك فإن كثيرًا من الدعوات الداعمة للعامية لا تلقى قبولا في بيئتنا العربية؛ لتجاهل الداعين إليها البعدَ الدينيَّ لهذه اللغة، يقول أحد الباحثين: " إن مرد التوتر الناشب بين دعاة العامية وحماة الفصحى يعود بالدرجة الأولى – في رأيي- إلى اختلاف الفريقين في صلة الدين؛ أي دين باللغة؛ أي لغة، فصلة الدين باللغة عند دعاة العامية من المستشرقين والنصارى العرب لا تختلف عن صلة التجارة والحرب والسياسة بها. ولذلك تراهم يعتبرون التحول عن الفصحى إلى العامية أمرًا طبيعيًّا، في حين يراه دعاة الفصحى يعني الهلاك والفناء والاندثار؛ لأن صلة الدين الإسلامي عندهم – وعندي- ليست بأقل درجة من صلة الروح بالجسد، وترى أنصار الفصحى يكتبون في هذا الشأن وكأنهم في المحراب يصلون صلاة المودع، أما كتّاب الغرب وأشياعهم فلا يعيرون صلة الدين باللغة أهمية أكبر فإن أمرَهم يختلف تمامًا فيما يكتبون"[7]

 

ثانيًا: لا بد من التنبه إلى أن الوشائج المقطوعة بين اللاتينية واللغات الأوروبية الحديثة ليست هي نفسها الوشائج التي بين العربية الفصحى القديمة وما بين أيدينا الآن منها، ذلك " أن العربية تختلف عن سائر اللغات الأخرى في أصولها وتاريخها وحياتها، فالعربية حتى اليوم لا تزال قائمةً على أسسها المتينة، وأعمدتها الصلبة، لم تصبها الهزات التي أصابت اللغات الأخرى، فالنصوص التي بنى عليها الدارسون أبحاثهم وملاحظاتهم وخرجوا منها إلى القواعد والقوانين لا تزال معينًا لا ينضب، ولا تزال القيم التي تعد معايير للفصاحة والبيان الناصع للشعراء والخطباء والكتاب والمؤلفين هي هي... وذلك كله إنما ثبت بالنسبة للعربية ولم يثبت لغيرها من اللغات؛ لأن العربية تناسلت تناسلا طبيعيًّا، واحتفظت بأصالتها، وأصولها التركيبية والدلالية والصوتية والبنائية منذ أقدم عصورها فيما تناقلته الأجيال العربية من نصوصها الأدبية.. في حين فقدت اللغات الأوروبية هذه الخاصية، فانبتت أصولها، وابتعدت عن أمها اللاتينية التي أصبحت في عداد اللغات الميتة.. ومن هذا المنفذ دخل البنيويون ينظرون إلى اللغة على أنها الموجودة بين أيدينا، لا نعرف لها أصلا، ولا ننظر في تراثيتها، ولا نقارن بينها وبين ما كانت عليه، وإنما ينظرون إليها نظرة (آنية شمولية). ويعني ذلك أنهم مضطرون إلى هذا المنهج من الدراسة اللسانية لما تميزت به اللغة المدروسة من خصوصيات. فهل يا ترى حصل للعربية هذا الانبتار عن الأصل، حتى نضطر إلى تطبيق المنهج من جديد لدراستها ووضع قواعدها وفقا لمتطلبات مرحلتها؟! وما أظننا لو طبقنا المنهج البنيوي في دراسة نصوص العربية الصحيحة خارجين بأكثر مما خرج به النحويون العرب من أحكام وقواعد." [8]



[1] بحوث في الاستشراق واللغة (328) د. إسماعيل عمايرة، مؤسسة الرسالة- دار البشير، ط. أولى 1417هـ- 1996م.

[2] السابق (329).

[3] المستشرقون والمناهج اللغوية (89).

[4] العربية الفصحى الحديثة (بحوث في تطور الألفاظ والأساليب) (18، 19) ستتكيفتش، ترجمة: محمد حسن عبد العزيز 1985م. وينظر: المستشرقون والمناهج اللغوية (112).

[5] تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر (25) د.نفوسة زكريا سعيد، ط: الأولى، 1383هـ- 1964م.

[6] المستشرقون والمناهج اللغوية (113).

[7] قراءة جديدة في قضية الدعوة إلى العامية (77، 78) د. عبد الله أحمد خليل إسماعيل مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد الخامس- العدد الثاني، 1997م.

[8] البحث اللغوي وصلته بالبنيوية في اللسانيات (56، 57) بتصرف يسير. د. رشيد عبد الحميد العبيدي، مجلة الآداب بالجامعة المستنصرية- بغداد، العدد الثاني عشر، 1985م.

دلالة الألفاظ، د. إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ط: خامسة، 1984م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرا.
مؤزر الغلامي 01-09-2016 10:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر حضرة الدكتور عصام فاروق حفظه الله تعالى لتقديمه هذا البحث القيم، ومنافحته عن العربية، ورد الافتراءات التي ألقى بها أهل الاستشراق. مفندا ادعاءاتهم الباطلة، وأقيستهم الفاسدة التي قاسوا بها لغاتهم المندثرة، ظنا منهم أنها تلائم في قياس العربية، وإبداء أحكامهم الباطلة عليها. بل هو مكرهم الذي مكروه، لعلهم يصيبون من عربيتنا ما يصبون إليه هم ودعاة العامية الركيكة، لتعميمها بين أبناء الأمة، لتحل محل الفصحى المتينة، فخاب فأل أولئك البغاة، وانكسر مسعى دعاة العمية واندثر. فالعربية محفوظة بكتاب الله تعالى ( القرآن الكريم ) والحمد لله رب العالمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة