• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / أعمال ومناسك الحج


علامة باركود

ما يجب على الحاج قبل السفر

ما يجب على الحاج قبل السفر
أ. د. محمد المختار المهدي


تاريخ الإضافة: 13/9/2015 ميلادي - 29/11/1436 هجري

الزيارات: 24415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما يجب على الحاج قبل السفر

 

في هذه الأيّام الطيّبة المباركة تنساب الجموع المؤمنة في طريقها إلى الأماكن المقدّسة لأداء فريضة الحجّ، تلك الفريضة التي هي ركن من أركان الإسلام والتي فيها من الأسرار والعِبَر ما ينبغي عل كُلّ مسلم أن يقف عندها، فهي ليست للحُجّاج فقط، إنّما هي دروس لكُلّ مسلم، وإنها لفرصة ثمينة، وفي هذه الفترة لكُلّ مسلم أن يستحضر ما يقوم به إخواننا هناك من أعمال الحجّ ومناسكه، لأنّها شعائر، وشعائر الله تعالى فيها تقوى القلوب، وكُلّ أعمال الحجّ تؤدّي إلى تلك التقوى، ووصيّة رّبنا عز وجل في هذا المجال ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، ومن هذه التقوى أن الحاجّ إذا أراد أن يعزم علي أداء الفريضة فإن عليه بعض الواجبات، وهذه الواجبات لا بدّ أن تكون واضحة أمام كل مسلم.

 

إخلاص النية:

الحجّ عبادة والعبادة لا بدّ أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل حتّى تنال القبول والثواب، فلا يكون الدافع لأداء تلك الفريضة غرضًا دنيويَّا أو وصولاً إلي مكسب أو إلى تجارة، بل يجب أن يكون القصد الأساسي هو إرضاء الله عز وجل، وإقامة فرائضه سبحانه وتعالى، ولهذا جاءت الآية القرآنية: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، أي لله فقط وليس لأحد سواه، وبذلك تتجدّد النّيّة على أن العبد يريد بهذه الفريضة أن يخلص من كُلّ الذنوب والآثام التي ارتكبها في ماضيه ليبدأ حياة جديدة، ويقتضي ذلك أن يراجع حساباته، لأن التوبة الحقيقيّة يجب أن يصحبها ندم على ما سلف و عزم على الاستقامة، ومن أركانها أن يطهر الانسان نفسه من حقوق الآخرين فعليه أن يبحث في حياته: هل عليه حقّ لله؟ هل هناك أموال لم يؤد زكاتها؟ ذلك أنّها دَيْن في رقبته، ودَيْن الله أحق بالوفاء، هل عليه ديون؟ وهل هناك حقوق للعباد؟ وهذه الحقوق ليست الناحية المالية فقط، فعليه أن يسأل نفسه: هل ارتكب غيبة في حقّ أحد؟ هل بينه وبين غيره إحن وخلافات؟... الخ، عليه إذن أن يتخلص من كل هذا حتّى يُنقّي قلبه، وحتّى يكون هذا القلب مستعدًا لنزول الفيوضات الإلهية والرحمات الربانية أثناء قيامه بهذه الشعائر المقدسة؛ لأننا نعلم بأن التخلية لا بّد أن تسبق التحلية، فلو كان في القلب مشاغل أو عليه حقوق، لم تتمكن منه تلك الرحمات وتلك الفيوضات.

 

وهنا لا بدّ أن نُذكّر الذين ليسوا بحجّاج، أي المقيمين في بلادهم بهذه النصائح، فليس هناك من يضمن حياته، إن المرء منّا لا يضمن حين ينام أن يستيقظ، أو حين يخرج منه نفس أن يعود إليه، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [نوح: 4]، على كل مسلم إذن أن يتوب من جميع الذنوب والمعاصي، وأن يطهر نفسه وقلبه من كُلّ حقوق الآخرين حتّى يتقبل الله توبته.

 

كُلّ منّا إذن محتاج إلي هذه التهيئة الروحية والنفسية، سواء كان حاجًّا أم غير حاج، و إنما تتأكد فيمن يريد الحجّ إلى بيت الله الحرام، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم - وهو الذي قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر - كان يتوب إلى الله في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة.

 

تجنب الاستدانة:

لم يُكلّف الله عز وجل عبده إلا ما يستطيع، فلا ينبغي له أن يستدين لأداء فريضة الحجّ، لأن فريضة الحجّ أساسًا على المستطيع، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] ومع ذلك يجب عليه أن يترك لأولاده ما يكفيهم من مصروفات في فترة غيابه.

 

الإحرام:

إخواننا الذين قدّر الله لهم وأنعم عليهم بأن استدعاهم إلى بيته الحرام يستعدون لأداء تلك الفريضة وهم في بيوتهم يغتسلون ويتطهرون، ثم إذا كان الحاجّ سيذهب عن طريق البر أو البحر، فأن استطاع أن يجد فرصة أخرى للغسل عند الوصول إلي الميقات كان خيرًا أما رُكّاب الطائرة فيستحسن لهم أن يلبسوا ملابس الإحرام في بيوتهم بعد الاغتسال أو في المطار قبل ركوب الطائرة، ولا مانع من أن يلبسوا فوق ملابس الإحرام شيئًا يقيهم من البرد إذا كان الطقس غير معتدل، ثم يركبون الطائرة، وحين يقول قائد الطائرة: قد وصلنا إلى الميقات، على الحاجّ أن ينزع كل ملابسه غير ملابس الإحرام.

 

وملابس الإحرام ما هي إلّا رداء وإزار، ويُسمّى الآن (بشكير)، الإزار يكون في النصف الأسفل، والرداء يكون في النصف الأعلى، ولا يلبس سراويل ولا جوارب ولا يغطي رأسه، وساعة وصوله إلى الميقات وإحرامه بالحج أو بالعمرة يقول: "اللهم إني نويت الحج وأحرمت به لله تعالي - أو - نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى" ثم يقول: (( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شريكَ لَكَ ))، ويستحب للرجل رفع صوته بهذه التلبية، أمّا المرأة فتُسمِع به نفسها، ويستمر كُلّ منهما في التلبية من وقت الإحرام بالحج إلى رمي جمرة العقبة، أمّا المعتمر فيقطع التلبية عند دخول المسجد الحرام، بهذا يكون قد دخل في مناسك الحج أو مناسك العمرة، وليس له بعد هذا أن يقص أظافره، أو أن يحلق شعره، أو أن يتطيب، أو أن يُغطّي رأسه، وعلى المرأة أن تكشف وجهها ويديها، فقد نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلم المُحْرِمة أن تنتقب أو تلبس القفّازين، وعليها أن تعلم أن الحديث المروي عن عائشة أُمّ المؤمنين بأنّها كانت تسدل خمارها على وجهها حين تلقى الرجال، قال عنه المحقّقون: إنّه حديث لا يُعوّل عليه، أما حديث منع النقاب والقفّازين فهو أعلى درجات الصّحّة، وبذلك يدخل كُلّ من الرجل والمرأة في النسك، ثم عليه أن يستحضر بهذه الملابس؛ ملابس الأكفان التي لا بدّ أن يلبسها حينما يأتي الوقت المحدّد عند الله عز وجل، ومعنى ذلك أنه حين يستحضر ذلك فإنه لا بدّ أن يعمل حسابه في أن الآخرة أولى بالعمل وبالجهد من الدنيا، لأنه بعد الموت سيجد هذا الزاد منتظرًا له، وسيترك كل شيء في الحياة كما ترك هذا الحاجّ كُلّ ملابس الزينة في هذه الحياة، ويستشعر إنّه سيعود إلى ربه ليس معه أوسمة ولا نياشين، لن يحشر المهندسون وحدهم، ولا الأطباء وحدهم، ولا أساتذة الجامعات وحدهم، إنما سيأتي الجميع أمام رب العزّة عبيدًا أذلّاء، لا فرق بين أمير وخفير، الكُلّ أمام الله سواء، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93]، ملابس الإحرام إذن تذكرنا بالآخرة، والآخرة تبد من اليوم الذي سنغادر فيه تلك الدنيا، موقنين أن نعم الله علينا التي نحيا بها من أموال وبنين وجاه وسلطان، كل هذا سيتخلى عنّا عندما يأتي الأجل ونذهب إلي القبور ليس معنا إلا هذه الأكفان، والأكفان دائمًا ليس بها جيوب، ولن نأخذ من مُتَع الدنيا شيئًا إلا ما قدمناه من عمل صالح ومن إخلاص في العبادة لله عز وجل، هذه عِبْرة ينبغي أن يعيشها الحاجّ وغير الحاجّ حين يستشعر ما يقوم به إخواننا الحجاج من ارتداء ملابس الإحرام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة