• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

الحج شعائر تعظم ومشاعر تحترم

عبدالحميد الرازي


تاريخ الإضافة: 21/9/2014 ميلادي - 26/11/1435 هجري

الزيارات: 6030

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج شعائر تعظم ومشاعر تحترم


الحج عمود من أعمدة الدين، وركيزة من ركائز الإسلام، الحج شعائر ومشاعر، يَحياها المسلم بحركاته وسكناته، ويتمثَّلها المؤمن بمشاعره وأحاسيسه، منذ أن يَنوي أداء هذه الفريضة إلى أن يَنحر هَدْيَه ويحلق رأسه، إلى أن يؤدي طواف إفاضته، بل إلى عودته إلى دياره حاملاً معه أشواقه التي تدعوه إلى العودة مرات ومرات؛ ليَستخلص منها الدروس والعِبَر في موسم تتجمَّل فيه الكعبة المشرَّفة ومعها مكة المكرمة بضيوف الرحمن.

1

2

3

4
وما  زال  وفدُ  الله  يَقصد   iiمكة
إلى أن بَدا  البيت  العتيقُ  iiوركناه
فضجَّت ضيوف الله بالذِّكر والدُّعا
وكبَّرت   الحُجاج   حين    iiرأيناه
وقد كادت الأرواح  تزهقُ  iiفرحةً
لما نحن مِن عُظْم  السرور  iiوجدناه
تُصافِحُنا الأملاك  من  كان  iiراكبًا
وتعتنق    الماشي     إذا     iiتتلقاه

(من قصيدة ابن الأمير الصنعاني المشهورة في ذكر الحج وبركاته)


الحج شعائر تُعظَّم ومشاعر تحترم؛ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]، وقال الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن حج لله فلم يَرْفُث ولم يَفْسُق، رجع كيوم ولدته أمه))؛ أخرجه البخاري في باب فضل الحج المبرور.

 

ومن خلال الوحي كتابًا وسنَّة نُلاحظ نهيًا صريحًا عن الرفث، وقد قيل في المقصود به: إنه الجماع ومقدماته القولية والفعلية، وقيل: هو عام يعمُّ كل فُحش في القول والفعل، ونهيًا عن الفسوق، وهو المعاصي، ونهيًا عن الجدال؛ (شرح النووي 9 / 119).

 

أخلاق وجب التخلُّق بها والحرص عليها:

على الحاج أن يلتزم بحسن الخلق مع إخوانه، وأن ينزِّه نفسه عن الجدال والشجار والسباب والأذى....، وهذا أمر يَغفُل عنه كثير من المسلمين، رغم أنه من صميم الدين، وهو أن كل العبادات والمعاملات تستلزم التحلي بمكارم الأخلاق، ويكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لخَّص رسالته كلها بقوله: ((إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق))، وبذلك أثنى عليه الله - عز وجل - فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وقرر عليه الصلاة والسلام فيما رواه الترمذي أن: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))؛ لأن التحلي بأحسن الأخلاق وتجنُّب سيِّئها من أسمى معاني الارتقاء في درجات الصالحين، بل تكون في بعض المواطن من أولى الأولويات، خاصة عندما ترتبط بضيافة كريمة، عند رب كريم، وفي أحب البِقاع إلى الله وأعظمها حرمة عنده - عز وجل - وبعبادة شريفة أوجبها سبحانه مرة واحدة في العمر، وجعل الثواب الجزيل لمن أدى المناسك والأركان على التمام، وصان حجه عن الآثام، وتجنب أذية الأنام.

وما الحسنُ في وجهِ الفتى شرفًا له       إذا لم يكن في فِعله والخلائق!

(المتنبي)


ومن الأخلاق التي يجب على المسلم أن يَحرص عليها: الصبر وضبط النفس، والتعاون والبر والإحسان، والمودة والألفة...؛ إذ لا يكتمل حج إنسان بدون هذه الأخلاق، وإلا فماذا يربح من يقطع الفيافي والقفار، والبحار والمحيطات، وماذا يجني من ركب الجو عبر الطائرات، دون أن تتزكَّى نفسه بأخلاق الحج المبرور؟!

 

نعم؛ بالصبر تقاس درجة التحمل لوعثاءِ السفر، وطول الطريق، وعناء الرحلة، فطول المسافة وقسوة الأجواء تحتاج إلى صبر يذلِّل صعابها، فيُحيلها ما دامت في سبيل الله إلى رحلة شائقة، فما أجملها من صعاب، وما أروعه من صبر يوفى صاحبه أجره بغير حساب؛ ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وبالصبر على الأذى، وضبط النفس، وتجاوز أخطاء الرفقة: ندعم دعاة الخير وسفراء الإسلام، ونُعلن للعالم أن ذلك في سبيل الله وأننا نحتسب به الأجر عند الله تعالى، ولله در الشاعر إذ يقول:

1

2
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر  حتى  يأذنَ  الله  في   iiأمري
وأصبر   حتى   يعلم   الصبر   iiأنني
صبورٌ على  شيء  أمرَّ  من  iiالصبر

والحج من أكثر العبادات التي تحتاج إلى صبر؛ لما يتميز به هذا الموسم العامر من الاكتظاظ واختلاف طبائع بني آدم وعاداتهم؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].

 

والتواضع من أخلاق الحج، حينما يخلع الحاج ملابسه التي اعتادها، ويتحلل من المخيط والمحيط، ويلبس الإزار والرداء؛ فإنه يبرهن عن تواضعه وخضوعه لربه - عز وجل - وفي المقابل يؤكد ذلك بتواضعه وخفض جناحه لإخوانه من عباد الله؛ وذلك بعدم الترفع والتكبر على فقرائهم وضعفائهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد))؛ رواه مسلم.

 

يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي:

ليس التطاول رافعًا من جاهل      وكذا التواضُع لا يضرُّ بعاقل

 

ويقول الكريزي:

ولا تمشِينْ في الأرض إلا تواضُعًا      فكم تحتَها قوم هم منكَ أرفَعُ

 

ويقول الشاعر:

1

2
تواضَعْ تكن كالنَّجم لاحَ لناظر
على صفحات الماء  وهو  iiرفيعُ
ولا تكُ كالدخان  يعلو  iiبنفسه
إلى طبقات  الجو  وهو  iiوضيعُ

وبالتعاون يجود الحاج بوقته ومجهوده وزاده ومؤونته؛ ليُؤْثِر غيره على نفسه فيكون ذلك في سبيل الله، وهذا من أسمى أخلاق الحج؛ عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو، تَداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))؛ متفق عليه، وهذا وصف دقيق نطَق به الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم موضِّحًا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون في شتى البقاع مِن تعاونٍ، وتناصر، وتعاطفٍ؛ فهُمْ كالجسدِ الواحدِ، متوادُّون متراحمون متعاطفون، وهم بنيان واحد يشد بعضُه بعضًا.

 

وأما خُلُق البِر والإحسان، فيقود الحاج إلى حب رفاقه وأعضاء مجموعته التي معه من الحجاج وتآلفه معهم، فيكون ذلك إشهارًا وإظهارًا لأخلاقٍ غابت ووجب أن تعود، وهذا من أخلاق الحج، فالحج ليس كلمات تقال ومناسك تنجز؛ وإنما الحج مسؤولية وخلق كريم.

 

كفُّ الأذى وبذل الندى، وهذه لازمة في حق الحاج تجاه إخوانه من زوار بيت الله الحرام، وذلك فيما يتعلق بأموالهم، وأنفسهم، وأعراضهم، ومن الأذى المنهي عنه في هذا الموطن المهيب: التضييقُ على الحجاج ومزاحمتهم ومدافعتهم وأذيتهم في طرقهم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وأما بذل الندى، فهو الكرم والجود، قال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى النساء: ((إن لك من الأجر على قدر نصَبِك ونفقتك))؛ صححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: ((بِرُّ الحج: إطعام الطعام، وطيب الكلام))؛ حسنه الألباني.

 

وأما طلاقة الوجه، فهو ملاقاة الناس بالبِشر والحفاوة؛ لأن الابتسامة لها رونق خاص، وجمال يأخذ بالألباب، وتعابير تُضفي على وجه المؤمن ومن حوله من الناظرين إليه الراحة والسرور؛ ولذلك رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين في الحرص عليها؛ فلقد روى مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم لن تسَعوا الناس بأموالكم، فليَسعهم منكم بسط الوجه وحُسن الخُلق)).

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))؛ رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.

 

وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: "ما حجبَني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي"؛ رواه البخاري.

 

ومن أخلاق الحج التي لا غنى لحاج عنها: الرفق واللين والحلم وقبول العذر، والعفو عن المسيء، وإدخال السرور على الحجاج بقضاء حوائجهم، وغير ذلك من أوجه البر وصنائع المعروف، يقول الإمام ابن عيينة: "والبشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين: وجه طليق وكلام ليِّن".

 

وإضافة إلى ما تقدَّم، فإن الحاج مُطالب بالوقوف عند مجموعة من الحدود، منها: حفظ بصرِه، سواء أكان رجلاً أو امرأة؛ فلقد أخرج الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: كان الفضل رديفَ النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشِّق الآخر، فقالت: إن فريضة الله أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبُتُ على الراحلة، أفأحجُّ عنه؟ قال: ((نعم))، وذلك في حجة الوداع؛ (أخرجه البخاري في باب حج المرأة عن الرجل ح 184 - 4 / 6 م فتح الباري، ومسلم في باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما 9 / 98 شرح النووي)، وفي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له العباس: يا رسول الله، لِمَ لويتَ عُنُق ابن عمك؟ قال: ((رأيت شابًّا وشابةً فلم آمن الشيطان عليهما))؛ أخرجه أحمد 1 / 7،76، والترمذي وقال: حديث علي حديث حسن صحيح.

 

وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للفضل حين غطى وجهه يوم عرفة: ((هذا يوم مَن ملك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر له))؛ عزاه ابن حجر في فتح الباري 4 / 70 إلى أحمد وابن خزيمة.

 

هذه بعض أخلاق الحج، وتلك بعض فضائلها، من تحقق منها وتخلق بها أخذ بحظ وافر من ميراث من كان خلقُه القرآن، ويا سعد من كان متأسيًا بخير مبعوث إلى البشرية الذي كان خلقه القرآن، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وعلى كل من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة