• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / استراحة الحج


علامة باركود

الخطاب القيم

الخطاب القيم
الشيخ محمد مصطفى المراغي


تاريخ الإضافة: 23/3/2014 ميلادي - 21/5/1435 هجري

الزيارات: 7399

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخطاب القيم[1]


"جرى فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، منذ تولى مشيخة الأزهر، على سنة حميدة، تلك هي انتهاز كل فرصة طيبة ومناسبة سعيدة، فيذيع على العالم كله من الخطب البليغة، ما يجب على جميع الخطباء أن يحتذوا به، وأن ينسجوا على منواله؛ وآخر ما أذاعه فضيلته؛ تلك الخطبة القيمة التي رسم فيها للمسلمين طريق العزة التي يجب أن يكونوا عليها؛ وحذرهم فيها من أولئك الذين يتخذون كل حيلة، للحيلولة بين المسلم وبين دينه، حتى لا يصل إلى العزة والقوة؛ فيعيش ذليلا بينهم" قال حفظه الله:

أيها السادة الأعزاء: .....

يبعث الأزهر بتحياته وتهنئته إلى إخواننا المسلمين في مشرق الأرض ومغربها، لا يخص طائفة ولا مذهباً؛ بل يتوجه إلى أهل القبلة عامة؛ أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع الدعاء الخالص بأن يبصرهم الله بدينهم ودنياهم، وأن يدلهم على طريق الحق، ويقودهم إلى طريق الخير، وأن يؤلف بين قلوبهم، ويوحد وجهتهم، ليكونوا تلك الأمة التي وصفها القرآن حيث قال ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143] ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

وأخص بالتهنئة إخواناً كراما هجروا بلادهم وأهليهم في سبيل الله، وأجابوا دعوة إبراهيم عليه السلام جد الأنبياء، وأقبلوا إلى البيت في مكة رجالا - مشاة على أرجلهم - وركبانا من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم امتثالا لأمر الله وطلباً لثوابه، وابتغاء رضوانه، فأولئك هم حجاج بيت الله طهرهم من الذنوب والآثام، وظهروا بمظهر الإخاء الإسلامي والمساواة أمام عزة الله وسلطانه، وتجردوا من زينة الحياة الدنيا وزخرفها؛ شعثاً غبراً تحييهم الملائكة، وتبلغهم رسالة الله بالقبول والغفران.

 

أيها الحجاج ضيوف الله:

ما أشد روعتكم وأنتم في صعيد واحد تجأرون بالتلبية وتعجون بالدعاء، ثم تفيضون من حيث أمركم الله، تترطب ألسنتكم بذكر الله كما هداكم، تشعرون العالم بأن بلاد الإسلام كلها بلد واحد، وأمم الإسلام كلها أمة واحدة تجتمع في صعيد واحد؛ تظلها راية القرآن ويقودها أكبر جند الله محمد بن عبد الله إلى مواطن الفخر وأماكن العز والمجد؛ رضي الله عنكم وقبل حجكم وأجزل أجركم.

 

نحن اليوم في يوم من أيام الفخر جعله الله عيداً للمسلمين عامة، ومن حقه في بادئ الرأي أن يكون عيد الحجاج خاصة ابتهاجا بأداء ركن من أركان الإسلام، في أدائه اغتراب ومشقة، وفرحا بما منحهم الله وأسبغه عليهم من النعم بتطهرهم من المعاصي والآثام ولكن حجاج بيت الله وفود المسلمين إلى الله، وضيوف الله في بيته يمثلون المسلمين كافة، فبهجتهم بهجة للمسلمين، وفرحهم فرح المسلمين، فكان لزاما أن يكون العيد عيد المسلمين؛ وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويقدموا لله القربان والضحايا، ويقيموا ولائم الأفراح للفقراء عيال الله؛ مخلصين في ذلك كله النية لله: تصحبه التقوى وتزينه الطاعة ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].

 

أيها المسلمون:

اذكروا أولئك الإخوان في الوادي المبارك واعتبروا بحالهم؛ واثبتوا على دينكم وإن أصابكم المكروه في سبيله، اصبروا وصابروا وعظموا حرمات الله وشعائره؛ واستعينوا بالله وحده لا تشركوا به شيئاً، وقد قال الله تعالى ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِير ﴾ [الحج: 11 - 13] ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30] ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31] ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].

 

إخواني:

للمبشرين طريقة ما كرة خادعة: يشككون أولا في صلاحية الدين الإسلامي لعصور المدنية؛ ويقولون إن للمدنية والرقي الاجتماعي ضرورات وأحكاماً يجب مراعاتها، والنزول على مقتضياتها، ثم ينتقلون من ذلك إلى طلب محو آثار العقيدة ومظاهرها وهي الشعائر الإسلامية؛ ثم ينتقلون من ذلك إلى دعوة المسلمين إلى دينهم. وفي كل خطوة من هذه الخطوات إذا تمت نجاح هو إضعاف العقيدة وسلطان الدين على القلوب، والتفريق بين قواعد الدين - وهو لا يقبل التجزئة - ومتى جاز اعتراف المسلم بأن بعضه غير صالح جاز اعترافه بأن الكل غير صالح.

 

والمسلم الذي لا يعترف بأن الدين حق كله وخير كله؛ ويقول إن بعض قواعده ضارة بالمجتمع أو ضارة بالمدنية أو السياسة، مسلم مرتد عن دين الله؛ لا يقبل الله منه صلاة ولا صوماً. هذا حكم الله أجاهر به من هذا المعهد ليكون المسلمون على ذكر منه، ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد.

 

إضعاف سلطان الدين على النفوس، والتفريق بين قواعده وانتزاع سلطانه على الحياة الاجتماعية، يضعف نفس المسلم ويبعده عن دينه، ويضعف خلقه ويجعله أهلا للذلة والاستكانة، والمؤمن محكوم له بالعزة من الله ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8] أولئك الذين يحاولون إبعاد الدين عن الحياة الاجتماعية، ويحاولون إخفاء شعائره ومظاهره هم في الواقع أعداء الإسلام، لكن هؤلاء الأعداء مهرة في الدعوة إلى دينهم؛ كما أنهم مهرة في السياسة ظلوا خلف الستر وقدموا تلاميذهم من المسلمين وفتلوا لهم في الذروة والغارب، واستعانوا بإبليس وجنده ووسوسوا لهم، ونفخوا في خياشيمهم، قالوا لهم: هل ندلكم على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى؟ كونوا أبطال المدنية وقادة الإصلاح في الأمم، لكن ذلك لا يكون إلا إذا جاهرتم بأن الدين غير صالح للمدنية، وأن نظمه بعيدة عن الإصلاح الاجتماعي، وأن الأمم المتمدينة لا تحترم من يستمسك بالدين، فجاهروا بهذا دون استحياء. وما أولئك المساكين إلا مطايا ذللت وسخرت وروضت؛ وما أصواتهم إلا صدى لمعلميهم ومروضيهم وفاتنيهم.

 

هؤلاء إما غير مسلم يدعو إلى دينه عن طريق الخديعة والمكر، وإما مسلم مرتد أو ملحد، والله لا يرضى عن هؤلاء جميعهم، فإما أن ترضوهم وتغضبوا الله، وإما أن تغضبوهم وترضوا الله.

 

أيها المسلمون: لقد تحققت فيكم نبوءة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة في قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "بل أنت يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في صدوركم الوهن" فقال قائل: وما الوهن قال "حب الدنيا وكراهية الموت".

 

تحققت هذه النبوءة وتداعت عليكم الأمم، بل تداعت عليكم الثعالب، تريد السيطرة على ما بقي من تراثكم، وتريد الاستعلاء عليكم، ومحو ما بقى من آثار العزة الإسلامية وشعائر الإسلام، وركنتم إلى مودتهم، مخالفين كتاب الله، فضربوا ببعضكم رقاب بعض، وأذلوا بعضكم ببعض وأنتم لاهون عن الخديعة والمكر، ساهون عن روغان أولئك الثعالب وهم فرحون ضاحكون.

 

لا تثقوا بعد أن جربتم ولا تأتمنوا بعد أن بلوتم؛ فهبوا من نومكم، واعملوا والله معكم ولن يتركم - ينقصكم - أعمالكم.

 

تعلّموا واعملوا، تعلموا فروع العلم جميعها لتنالوا الفخار والمجد؛ ولتكونوا أعزة وأقيموا أساس الحضارة على العلم والدين والأخلاق. قوموا بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 116، 117].

 

أيها المسلمون: غضوا الطرف عن الفروق الطائفية والمذهبية، ولا تجعلوا تلك الفروق سبباً في الفرقة، وسلاحا بيد عدوكم يخرب به بيوتكم، وكونوا كما قال الله تعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].

 

ولا تخشوا أحداً في إظهار شعائر الإسلام، والانتصار للإسلام، والله هو الأحق بالخشية وحده.

 

والمسلم المتعصب لدينه مفيد للجماعة الإنسانية بخلقه وقوة إيمانه، وهو سلم لإخوانه في الوطن ولكل من له معهم عهد، فهو محرم عليه أن يعتدي على هؤلاء في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم؛ لكنه مع هذا رجل شديد الاحتفاظ بقوميته وعزته وحقوقه؛ يأبى الضيم، و لا يطيق الذل.

 

وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم فقال:

"أيها الناس أي يوم هذا؟" قالوا يوم حرام. قال "فأي بلد هذا" قالوا بلد حرام. قال "فأي شهر هذا؟" قالوا شهر حرام. قال "فإن دماء وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".

 

أكرر تحياتي للسامعين والسلام عليكم ورحمة الله.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الأولى

العاشر

محرم سنة 1357 هـ



[1] ألقى فضيلة الشيخ المراغي؛ هذا الخطاب عشية يوم الأضحى لعام 1357 هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة