• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / أعمال ومناسك الحج


علامة باركود

عمرة القضاء

عمرة القضاء
أحمد بريري


تاريخ الإضافة: 10/11/2013 ميلادي - 6/1/1435 هجري

الزيارات: 22813

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عمرة القضاء


مه يا بن رواحة، أبين يدي رسول الله، وفي حرم الله تقول الشِّعر؟!

 

خلِّ عنه يا بن الخطاب؛ فإنه أسرعُ فيهم من وقع النَّبل، يا بن رواحة، قل: ((لا إلهَ إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده))، فقالها وقالها معه المعتمرون أجمع.

 

والحديث بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين صاحبه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذ كان عبدالله بن رواحة ممسكًا بغَرْز الرسول، أو بزمام ناقته القصواء وهو يرتجز:

خلُّوا بني الكفار عن سبيله
خلُّوا؛ فكلُّ الخير في رسولِه
قد أنزل الرحمنُ في تنزيله
بأن خيرَ القتل في سبيلِه
فاليوم يضربْكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيلِه

 

وقد تقرأ هذا الرجز منقوصًا منه ومضافًا إليه منسوبًا إلى عمار بن ياسر يوم صفين:

نحن ضربناكم على تنزيلِه
واليوم نضربْكم على تأويلِه
ضربًا يزيل الهامَ عن مقيلِه
ويُذهل الخليلَ عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله

 

والذي يغلب على الظن أن الرجزَ لعبدالله بن رواحة، وأن عمارَ بن ياسر تمثَّل به يوم صفين ناقصًا منه ومضيفًا إليه.

 

وابن رواحة يقول وهم يدخلون مكة في "عمرة الصلح"، أو "عمرة القضية"، أو "عمرة القضاء"، أو "عمرة القصاص"؛ لقوله - تعالى -: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ﴾ [البقرة: 194]، وهي التي كانت في شهر ذي القعدة من السنة السابقة للهجرة، وهو الشهر الذي صَدَّ فيه المشركون المسلمين عن البيت الحرام في السنة السادسة - عام الحديبية - فهي قضاء عن العمرة التي أفسدها الصدُّ في قول من يرى الصد مفسدًا للعمرة.

 

ويرد أصحاب الرأي الآخر بأن عمرة الحديبية لم تفسُدْ بالصد؛ بل هي معدودة في عمره - صلى الله عليه وسلم - التي اعتمرها بعد الهجرة، وهي أربع: عمرة الحديبية، وعمرة القضية أو القضاء؛ لأنه قاضى عليها قريشًا، وعمرة الجعرانة لما قسم غنائمَ حنين، والعمرة التي قرنها مع حجة الوداع.

 

والذي يَعنينا هنا هو أن تلك العمرةَ التي ارتجز فيها عبدالله بن رواحة - رضي الله عنه - كانت "مظاهرة" أو مظهرًا رائعًا للعزة: عزة الله ورسوله والمؤمنين، وبالتالي صورة كئيبة من صور الذل والهوان بالقياس إلى المشركين.

 

كانوا قد شرطوا في الحديبية أن يعود - صلى الله عليه وسلم - في العام القادم فيدخل مكة هو وأصحابه، ليس معهم إلا سلاح المسافر، السيوف في قربها.

 

خرج الرسولُ لهذه العمرة في ألفين من أصحابه، وكان قد أمر ألا يغيبَ عنها أحدٌ ممن شهدوا الحديبيةَ؛ فلم يتخلَّف منهم إلا من ماتوا أو استشهدوا في خيبر، ثم أمر - صلى الله عليه وسلم - أن يستعدُّوا بالخيل والسلاح، فلما كانوا بذي الحليفة قدَّم الخيل أمامه، فقيل: يا رسول الله، حملت السلاح وقد شرطوا ألا تدخلها عليهم بسلاح إلا سلاح المسافر فأنا أن ندخلها عليهم بسلاح ولكن يكون قريبا منا أن هاجمنا هيج من القوم، ثم جعل على الخيل محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - فلما كان بمرِّ الظهران وجد نفرًا من قريش سألوه: ما هذا؟ قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هال النفرَ القرشيين كثرةُ السلاح والخيل، فأسرعوا إلى قومهم منذرين، ففزعت قريش أشد الفزع، قالوا: والله ما أحدثنا حدثًا، نحن على كتابنا ومدّتنا، ففيم يغزونا محمد في أصحابه؟ ثم بعثوا بمكرز بن حفص في نفر من قريش إلى الرسول، قالوا: والله يا محمد ما عُرِفتَ صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر، تدخل بالسلاح على قومك في الحرم على خلاف الشرط، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني على الشرط، لا أدخلها عليهم بسلاح إلا سلاح المسافر))، قال مكرز: هو الذي به نعرف البر والوفاء، ثم رجع إلى قريش فأمن خوفها.

 

ومع هذا الذل تأتي الكبرياء الذليلة - إن صح هذا التعبير - إلا أن تتبدى في هوانها المرذول؛ فلقد خرج كُبَراءُ البلد منه حتى لا ترى أعينُهم محمدًا وأصحابَه فيه.

 

كانت الخيل والسلاح في بطن راجح - موضع قريب من الحرم - حين دخل - صلى الله عليه وسلم - مكة يحدق به أصحابه وقد توشحوا بالسيوف يلبُّون، دخلوا من ثنية كَدَاء التي تطلعهم على الحجون، وكانت قريش تقول: إن المهاجرين أوهنهم حمى يثرب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله امرأً أراهم من نفسه قوة))، وأمر أصحابه أن يرملوا- الرمل: الهرولة أو الإسراع في السعي - في الأشواط الثلاثة، فلما فعلوا ورآهم المشركون قال بعضهم لبعض: أهؤلاء الذين نهكتهم الحمى، إنهم لينفرون نفر الظبي، كان الملأُ من قريش على جبل قينقاع ينظرون حين حانت صلاة الظهر، وكان الرسول قد طاف واستلم ومكث بالمسجد الحرام، فأمر بلالاً أن يؤذِّنَ فوق ظَهر الكعبة، قال عكرمة: لقد أكرم اللهُ أبا الحكم - يعني أباه أبا جهل - فلم يرَ هذا المنظر، وقال صفوان: لقد أكرم اللهُ أبا علي - يعني أباه أمية بن خلف - فلم يرَ هذا الأَسودَ يَصيح فوق ظَهر الكعبة، ولو شاء صفوان لقال: أكرم اللهُ أبا علي وعليًّا، فلقد قتلا معًا ببدر، وقال خالد بن أسيد: أمحمد هذا الذي أذهب أبي فلم يشهدْ هذا اليوم، فأما سهيل بن عمرو - مفوض قريش يوم الحديبية - فلم يقلْ كلامًا، وإنما غطَّى وجهه.

 

أرأيت هؤلاء السادة إذ يغبطون آباءهم أنْ وقاهم اللهُ شرَّ ذلك اليوم، ليُقِرُّون في الوقت نفسه وبالألفاظ نفسها أنهم يتجرَّعون الهوان ألوانًا وألوانًا.

 

وكان من دأبه - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل مكة أن يقول: ((اللهم لا تجعل منيَّتَنا بها))، ما يزال يردِّدها حتى يخرج منها، فلما انقضت الأيام الثلاثة المتفق عليها في الصلح، جاء الوفد القرشي إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في القبة التي كان ضرَبها بالأبطح، جاؤوا صبحًا، وفي رواية ظهرًا، والظاهر أن مجيئَهم تكرر؛ فلقد كان - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية - رضي الله عنها - وكان مزمعًا أن تزفَّ إليه في مكة، فلما جاءه الوفد يناشده الله والعقد إلا خرج من أرضهم، قال لهم: إني تزوجت امرأة منكم، فماذا عليكم لو تركتموني فأعرستُ بين أظهركم، ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا؟

 

أتدري ماذا كان أثر الكلمة الرقيقة في نفوس القوم، وماذا كانت الاستجابة أو الإجابة؟!

 

قال حويطب - وفي رواية القائل هو صفوان بن أمية -: كلا لا حاجة لنا في طعامك، ولكن اخرج من أرضنا، وكان سعد بن عبادة - رضي الله عنه - يسمع ويرى، فأخذته الحميةُ - حميةُ الحق، لا حمية الجاهلية - فصاح في وجه القائل: "كذبتَ لا أمَّ لك، ليس بأرضِك ولا أرض آبائك يا عاضَّ "كذا" من أمِّه، والله لا يخرج منها إلا أن يرضى وتَقَر عينه".

 

ويبتسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقول: ((مهلاً يا سعد، لا تؤذِ قومًا زارونا في رحالنا)).

 

ويأمر أبا رافع - رضي الله عنه - أن يناديَ بالرحيل، فلا يمشي بها أحد من المسلمين غير أبي رافع نفسه؛ فقد كلفه - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيه بميمونة - رضي الله عنها - مساءً خارج مكة بمكان اسمه: "سَرِف"، وهناك أعرس بها - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة، يقول أبو رافع - رضي الله عنه -: وقد لقِينا عناءً - هو وميمونة، رضي الله عنهما - من سفهاء المشركين، من أذى ألسنتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت لهم: إن لكم ما تريدون، إنكم تريدون نقض العهد والحرب، ألا فاثبتوا؛ إن الخيل ببطن راجح، ولكن القوم لا يريدون نقض عهد ولا حربًا، وإنما هو السفه الرخيص، فما سمعوها حتى ولَّوا مدبرين، منكِّسي رؤوسهم منكسرين.

 

ولكن ما خطب هذه الصبية التي تتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو خارج من مكة تقول: يا عم يا عم، فيتناولها عليُّ بن أبي طالب ويدفع بها إلى فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - قائلاً: دونك ابنة عمك؟ إنها "عمارة"، أو "أم أبيها"، أو "أمة الله"، أو "أمامة" - وهو أشهر أسمائها - وأمها سلمى بنت عميس، ثم هي قبل كل شيء بنتُ أمير الشهداء حمزة بن عبدالمطلب.

 

فلما وصلوا المدينة اختصم فيها ثلاثة، كلٌّ منهم يريد أن يكفلها، زيدُ بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأخوه جعفر بن أبي طالب، قال زيد: أنا أحق بها؛ لأنها بنت أخي وأنا وصيُّه؛ فقد كان - صلى الله عليه وسلم - آخى بينه وبين حمزة.

 

وقال عليٌّ: أنا أحق بها؛ لأنها بنت عمي، وجئت بها من مكة.

 

وقال جعفر: أنا أحقُّ بها؛ لأنها بنت عمي وزوجي خالتها - أسماء بنت عميس - فقضى بها - صلى الله عليه وسلم - لجعفر، وقال: ((الخالة بمنزلة الأم))، فقام جعفر - رضي الله عنه - يحجل حول الرسول، قال: ما هذا يا جعفر؟ قال: كذلك كنا نفعل عند النجاشي إذا أرضى أحدنا حجل حوله، فلقد كان - رضي الله عنه - من مهاجري الحبشة قبل أن يكونَ من مهاجري المدينة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة