• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

مؤتمر الحج والعيد

أحمد مظهر العظمة


تاريخ الإضافة: 16/10/2013 ميلادي - 11/12/1434 هجري

الزيارات: 5204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مؤتمر الحج والعيد


من ذلك الوادي الجديب من الزرع، الخصيب بعروبةٍ هو موئلها، وهدايةٍ هو منبتها، وبيان هو مهبطه، رويت عبقريات أروت العالم بزلال ثر لا يعتكر، ولا يغيض، فكان له على كل أرض دوحة، وفي كل قلب روضة، ومن كل ثغر نشيد سرور وأمل.

 

بذلك الوادي تتصل المشاعر المتشابهة، وعليه تتنـزل الأشواق المتماثلة، وإليه تنظر الأماني الموحدة، وتشد الرحال في كل عام ليسمع منها ويشهد، عهد الإنابة، وصلة القرابة، وتعاون الشتيتين، وتسمع منه وتشهد قولاً فصلاً يفيض الدموع، ويصلح الرغائب، ويبعث الهمم ويهب الغفران، وحسب الرحال التي:

نزعت إليه صوادياً فتقاذفت
تطوي الفلاة حزونها ورمالها[1]

 

فقد كفي ذووها بما شهوده من منافع لهم، أضحوا بها على توبة طاهرة، وإيمان صحيح، وبر دائم، وما إلى ذلك من مكارم، أجدر بها أن تكون لهم، ولإخوانهم الذين أخلفهم العذر، مبدأ عهد جديد في الحياة الفاضلة العزيزة يبسم على رأسها العيد.

 

وما العيد في نظري إلا حياة، أو صبح حياة، ظفر، أو عزم على الظفر لا محيد عنه.

 

خليلي هذا ربع عزة فاعقلا
قلوصيكما ثم انظرا أين حلت[2]

 

••••


وا رحمتاه للعيد اليوم كيف أضحى! يمر على ذلك الوادي فيراه جدباً بكثرة كالقلة، لكل امرئ منها شأن يغنيه، فلا تواد ثمة بين الشتيتين، ولا تفكير في نجاة بين الأخوين، ولا تنظيم لمنهج مشترك بين الأقطار الموحدة بالعقيدة والآمال، لتوحد بالطريقة والأعمال، تتوفر على تنفيذه، فتتخلص من عهد مدّ الأكف كسائل محروم، وهي تتطلب حقاً لها، يجب أن يرد، وتتلمس حياة، يجب أن تنال، وترجو غداً للإنسانية يجب أن يكون لها في بنائه نصيب يتناسب مع عظمة الإسلام، وتاريخ العرب في عهد التحضر والوثوب، يوم كان يصدق عليهم قول النابغة الجعدي:

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

 

وقول زهير:

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم
قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا

 

وقول البحتري:

معشرٌ أمسكت حلومهم الأر
ض وكادت من عزهم أن تميدا
يحسن الذكر عنهم والأحادي
ث إذا حدث الحديد الحديدا
عدلوا الهضب من تهامة أحلا
ماً ثقالاً ورمل نجد عديدا[3]
ملكوا الأرض قبل أن تملك الأر
ض وقادوا في حافتيها الجنودا
سائل الدهر مذ عرفناه هل يع
رف منا إلا الفعال الحميدا
قد لعمري رزناه كهلاً وشيخاً
ورأيناه ناشئاً ووليدا[4]
وطوينا أيامه وليالي
ه على المكرمات بيضاً وسودا
نحن أبناء يعرب أعرب النا
س لساناً وأنضر الناس عودا
وكان الإله قال لنا في ال
حرب كونوا حجارة أو حديدا

••••


ما لهذا الحج، يا من طويتم الفلوات إلى عرفات، فكان حجكم ذهاباً وإياباً، وكان عيدنا لباساً وطعاماً وشرابا:

(حلومكم يا قوم لا تعز بنّها
ولا تقطعوا أرحامكم بالتدابر)

 

من أمثال العرب: (إن أخاك من آساك)[5]، وإن بين الذهاب والإياب لعظيماً لو تعلمون: إنه المؤتمر العالمي، الذي أضحت به مكة (جنيف) الإسلام، لتنصر أعضاءها ظالمين كانوا أو مظلومين، لا لتنصر القوي الذي يستل سيفه، ليغمده في جثمان حرية لا تقيم على ضيم، وحق لا يلين لطمع أو احتيال.

 

ولو أن مثل هذا المؤتمر الكبير (موسولينياً) أو (هتلرياً).. لرأيتم ما يبعث مذياعه من أنباء، وما يحمل من آراء، وما يلهب من قلوب، قد التهبت قبلها موجات الأثير على متن الريح، ولعلمتم من بعد عن الأعمال بعد الأقوال، وعن الآثار بعد الإنذار، ولقلتم: غفرانك اللهم! ما ينبغي لحجنا أن يجوز، فلا تستعينه ملمات، ولا تستهديه عقبات، ولا تستنطقه رغبات أربعمائة مليون إنسان، يجب أن يكون لكل منهم في علو الهمة، قلب أبي الطيب القائل:

ومن يك قلبٌ كقلبي له
يشق إلى العز قلب التّوى[6]
ولا بد للقلب من آلة
ورأي يصدّع صمّ الصفا[7]

 

وحين نشعر ذلك يكون لنا عيد اسمه (العيد الأضحى)، تكون منازلنا فيه وأنديتنا لجاناً موضعية لمؤتمر مكة الجامع، تمر على اللغو وسوء القالة، وسفساف الأمور وتحرث بالحديث لما يبلغ بنا مواطن الإحماد.

••••


(رويداً) يسفر الظلام فلعل مؤتمر مكة في هذا العام، يكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا، فيقول بعضنا لبعض بحق: كل عام وأنتم بخير.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد العاشر، 1355هـ - 1936م



[1] لمروان بن أبي حفصة.

[2] لكثير بن عبدالرحمن الخزاعي، والقلوص من الإبل الشابة أو الباقية على السير.

[3] عدلوا: وازنوا، الهضب: الجبل المنبسط على وجه الأرض.

[4] رازه: جربه وخبره.

[5] لخزيم بن نوفل الهمذاني.

[6] التوى: الهلال.

[7] جمع صفاة: الصخرة الملساء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة