• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج


علامة باركود

أذكركم من خلال سفر الحجاج

أذكركم من خلال سفر الحجاج
د. محمد جمعة الحلبوسي


تاريخ الإضافة: 10/10/2013 ميلادي - 5/12/1434 هجري

الزيارات: 16884

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أذكركم من خلال سفر الحجاج


أما بعد:

ها نحن قبل أيام ودعنا حجاج بيت الله الحرام، ودعنا أحبابنا الكرام الذين ذهبوا الى البقاع المقدسة لزيارة طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

 


يَا رَاحِلِينَ إِلَى مِنًى بِقِيَادِي
هَيَّجْتُمُو يَوْمَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي
سِرْتُمْ وَسَارَ دَلِيلُكُمْ يَا وَحْشَتِي
الشَّوْقُ أَقْلَقَنِي وَصَوْتُ الْحَادِي
وَحَرَمْتُمُو جَفْنِي الْمَنَامَ بِبُعْدِكُمْ
يَا سَاكِنِينَ الْمُنْحَنَى وَالْوَادِي
وَيَلُوحُ لِي مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالصَّفَا
عِنْدَ الْمَقَامِ سَمِعْتُ صَوْتَ مُنَادِ
وَيَقُولُ لِي يَا نَائِمًا جِدَّ السُّرَى
عَرَفَاتُ تَجْلُو كُلَّ قَلْبٍ صَادِ
مَنْ نَالَ مِنْ عَرَفَاتِ نَظْرَةَ سَاعَةٍ
نَالَ السُّرُورَ وَنَالَ كُلَّ مُرَادِ
تَاللَّهِ مَا أَحْلَى الْمَبِيتَ عَلَى مِنًى
فِي لَيْلِ عِيدٍ أَبْرَكِ الأَعْيَادِ
ضَحَّوْا ضَحَايَا ثُمَّ سَالَ دِمَاؤُهَا
وَأَنَا الْمُتَيَّمُ قَدْ نَحَرْتُ فُؤَادِي
لَبِسُوا ثِيَابَ الْبِيضِ شَارَاتِ اللِّقَاءِ
وَأَنَا الْمُلَوَّعُ قَدْ لَبِسْتُ سَوَادِي
يَا رَبِّ أَنْتَ وَصَلْتَهُمْ صِلْنِي بِهِمْ
فَبِحَقِّهِمْ يَا رَبِّ فُكَّ قِيَادِي
فَإِذَا وَصَلْتُمْ سَالِمِينَ فَبَلِّغُوا مِنِّي
السَّلامَ أُهَيْلَ ذَاكَ الْوَادِي
قُولُوا لَهُمْ عَبْدُالرَّحِيمِ مُتَيَّمٌ
وَمُفَارِقُ الأَحْبَابِ وَالأَوْلادِ
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا عَلَمَ الْهُدَى
مَا سَارَ رَكْبٌ أَوْ تَرَنَّمَ حَادِ

 

أسأل الله العظيم ان يوفق كل حاج بحجه هذا العام وأن يرزقنا وإياكم بالحج الأعوام القادمة إن شاء الله.

 

أيها المسلم الكريم:

وبينما نحن نودع الحجاج الكرام لفت انتباهي موقف، هذا الموقف هو أنني رأيت كل حاج قد اعد عدة السفر، فلقد جهز المال الذي يكفيه في سفره ذهابا وإيابا، وجهز الطعام الذي يكفيه، وجهز الملابس والفراش وكل معداته التي يحتاجها، فهناك من رأيناه يحمل الحقيبة والحقيبتين والثلاث فقد هيأ كل واحد منهم ما يحتاجه في سفره وهنا تساءلت: إذا كان هذا في سفر الدنيا رأينا المسافر قد اهتم بإعداد الزاد الذي يحتاجه في سفره... فما بالكم بالسفر الطويل إلى الآخرة.. ما بالكم بالسفر الذي لا رجعة فيه.. ليسأل كل واحد منا نفسه هل أعد زاده لسفر الآخرة كما فعل الحاج مع سفر الدنيا؟ هل صفى أحدنا حساباته مع الآخرين؟

 

هذا الموقف ذكرنا بموقف لسيدنا أبي الدرداء (رضي الله عنه) هذا الصحابي الجليل الذي وقف في ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه (أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد؟ قالوا: نعم، قال: فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون! فقالوا: دلنا على زاده؟ فقال: (حجوا حجة لعظائم الأمور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور، وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم نشوره).

 

والله لو استعد احدنا لسفر الآخرة كما يستعد لسفر الدنيا لما تقاتلنا على الدنيا! ولما ظلم احدنا الآخر! ولأصبحنا نزن الأمور بميزان أدق من ميزان الذهب.

 

أنا أقف اليوم لأذكركم من خلال سفر الحجاج بسفر الآخرة، أذكركم من خلال رحيل الحجاج برحيل الآخرة، فكما ترك الحاج ماله وبيته وأهله محلاته ووظيفته لأيام معدودات وسيعود إليها.. سيأتي اليوم الذي سنترك كل شيء وراءنا وليس لأيام معدودات بل ذهاب بلا عودة.. ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

هذا ابن عُمَرَ (رضي الله عنهما) قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ (ومعنى الكيس: هو صاحب العقل) قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ) رواه ابن ماجه.

 

دخل رجل على أبي ذر (رضي الله عنه) فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: (إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا)، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال: (إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه)... فتأمل أخي الكريم في هذا الفقه النبيه إذ قال أبو ذر: (إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه!) فالمنزل الدنيا.. وصاحبها هو الله، وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاع وَإنَّ الآخرةَ هِي دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39]، وهل يزين عاقل بيتا هو يدرك أنه عن قريب سيتركه؟!.

ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَالِي وللدنيا، إنما مَثَلي ومثلُ الدنيا كرجلٍ سَافَرَ في يوم صَائِفٍ، فاسْتَظَلَّ تحت شَجَرةٍ، ثم رَاحَ وَتَرَكَها)) رواه الترمذي...عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ وَهُوَ يَضْحَكُ، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ لِلْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ، عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا ثُمَّ اطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا ثُمَّ لا يَعْمَلُ ".

 

قيل: إن ملك الموت دخل على داود؛ فقال: من أنت؟. فقال: من لا يهابُ الملوك، ولا تمنع منه القصور؛ ولا يقبل الرُّشا. قال: إذن أنت ملك الموت؛ قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعدَّ بعد؟. قال: يا داود أين فلان قريبك، أين فلان جارك؟ قال: مات. قال: أما كان لك في هؤلاء عبرةٌ لتستعد؟.


نَسِيرُ إِلَى الآجَالِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ مَوَاحِلُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ
إِذَا مَا تَخْطَفْهُ الأَمَانِي بَاطِلُ
وَمَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ حين الصِّبَا
فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ لِلرَّأْسِ شَامِلُ
تَرَحَّلْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
فَعُمْرُكَ أَيَّامٌ وَهُنَّ قَلاَئِلُ

 

يُروى - في أخبار بني إسرائيل - أن يعقوب عليه الصلاة والسلام كان مؤاخياً ملك الموت، وكان من عادة المَلَك زيارته بين الحين والحين.. وذات يومٍ قال نبي الله يعقوب عليه السلام: يا ملك الموت أزائراً جئت، أم قابضاً روحي؟ فقال المَلَك: جئت زائراً. قال يعقوب عليه السلام: لي عندك رجاء... فقال المَلَك: وما هو؟ قال يعقوب عليه السلام: أن تُخبرني إذا دنا أجلي، وأردت أن تقبض روحي... فقال المَلَك: نعم.. سوف أُرسل لك نُذُراً من رسولين أو ثلاثة.... ومرت الأيام والأعوام وانقطعت الزيارة بينهما... فلما انقضى أجل يعقوب عليه السلام أتى إليه ملَك الموت.. فقال له نبي الله: أزائراً جئت أم قابضاً؟ فأجابه المَلَك: جئت قابضاً..

 

قال يعقوب عليه السلام: أوَ لستَ كنت أخبرتني أنك سترسل لي رسولين أو ثلاثة قبل زيارتك هذه.. قال ملَك الموت: قد فعلت.. أرسلت لك ثلاثة رسل: بياض شعرك بعد سواده... وضعف بدنك بعد قوّته... وانحناء ظهرك بعد استقامته... هذه رسلي يا نبي الله لأولاد آدم قبل زيارتي لهم.

 

قال الفضيل بن عياض لرجل: (كم أتت عليك؟) قال: ستون سنة، قال: (فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ)، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال الفضيل: (أتعرف تفسيره؟! تقول: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليٌعِدّ للسؤال جواباً). فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: (يسير). قال: ما هي؟ قال: (تحسن فيما بقي يُغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي).

 

ودخل بعض الأصحاب على عطاء السلمي يعودونه في مرضه الذي مات فيه، فقالوا له: كيف ترى حالك؟. فقال: "الموت في عنقي؛ والقبرُ بين يدي، والقيامة موقفي؛ وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي؛ ثم بكى بكاءً شديداً حتى غُشِيَ عليه، فلما أفاق قال: اللهم ارحمني؛ وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين".

 

إذا كان هذا هو حال الأتقياء البررة؛ فكيف بحال المسرفين على أنفسهم أمثالنا؛ وقد كثرت ذنوبنا؛ وقل زادنا مع بعد السفر.


إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نَقْطَعُهَا
وَكُلُّ يَوْمٍ يُدْنِينَا مِنَ الأَجَلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ المَوْتِ مُجْتَهِدًا
فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالخُسْرَانُ فِي العَمَلِ

 

فلينظر كل واحد منا في صحائف أيامه التي خلت: ماذا ادخرت فيها لآخرته؟! وليخل كل بنفسه ويخاطبها: ماذا تكلم هذا اللسان؟! وماذا رأت العين؟! وماذا سمعت هذه الأذن؟! وأين مشت هذه القدم؟! وبماذا بطشت هذه اليد؟! فلنحاسب أنفسنا على كل شيء، ولنستعد ليوم الرحيل.. ولنستكثر من زاد الآخرة.. فإن اللقاء قريب، والحساب طويل! ويومها سيعرف الفائز من الخاسر، فتزود قبل أن تكون من النادمين! وبادر بالصالحات قبل أن تصبح من الخاسرين!

 

الله أسأل ان يجعلنا ممن يستعدون لسفرهم الطويل.. ممن يتزودون من التقوى..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مباركة
جمال الورفلي - ليبيا 10-10-2013 05:32 PM

أرجعهم الله مغفوري الذنوب وكل عام والجميع بخير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة