• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

الحج خطوة نحو أمة واحدة

حسام كمال النجار


تاريخ الإضافة: 29/9/2013 ميلادي - 24/11/1434 هجري

الزيارات: 6342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج خطوة نحو أمة واحدة


في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة من العام الماضي، يسَّرَ الله وكان دخولي إلى مكة وزيارتي الأُولى لبيت الله الحرام، سعادةٌ لا تستطيع أن تخفيَها عيناك، وشعورٌ بالرحابة في الصدر لا يمكن ألاَّ تشعر به في مِثلِ هذا المكان، كنتُ ذاهبًا إلى الحج كأي حاجٍّ، فما لبثتُ إلا أن خرجت بمعاني أردت أن أوصلها لمن أُحب.

 

فالحج موسمٌ مكرر كلَّ عام، فيه دلالاتٌ واضحات على إمكانية أن تكون أمة الإسلام عمليًّا أمةً واحدة، فرغم الحدود التي زرعتْها أيدي المستعمرين؛ نتيجة ضعف الأمة، وذَهاب أمر الخلافة (مؤقتًا)، إلا أنك تجد الناس هناك "أمة واحدة".

 

فعلى الصعيد الديني، جاء جميعهم يلبِّي نداء من استطاع إليه سبيلاً، يطوفون ويصلون ويَتحنَّثُون لله معًا، وفي عرفة يجتمعون ويمكثون في صعيد واحد لنسك واحد، لا يخرجون منه إلا معًا.

 

وعلى الصعيد الثقافي والمعرفي، تجد الدروس والمحاضرات، والكتيبات والمطويات التوعوية والدعوية باللغات المختلفة في كل مكان، وتجد شعوبًا تخالط شعوبًا، فيتعرَّف بعضها على طباع وعادات البعض الآخر.

 

وعلى الصعيد الاجتماعي، لا أعرف مكانًا ولا زمانًا يجتمع الناس فيه من كل حدَبٍ وصَوب مثل مكة المكرمة في الحج؛ فيها يصطفُّ الناس في مجتمع تعبُّديٍّ يتنسّمون نسائم الخير، فتجد الأبيضَ والأسود، والطويل والقصير، والبعيدَ والقريب، في صفٍّ واحد يتعايشون معًا في منتهى الود والحب والأُلفة طوال أيام الحج، وتجد نموذجًا فريدًا من التكافل الاجتماعي، فتجد أهلَ الخير يوسِّعون على ضيوف الرحمن في أيام الحج؛ حتى إن الطعام يَفيض ويَزيد.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، تجد أنه رغم اختلاف الاحتياجات والأذواق والميول بين كل هذه الملايين، فإن هناك رواجًا في البيع والشراء في هذا الموسم بشكل كبير، كما أنه موسم لما يُعرف بالسياحة الدينية في بلاد الحرمين، والتي لا يضاهيها أو يُنافسها مكانٌ آخرُ في هذا الأمر.

 

وعلى الصعيد الأمني، تجد كل هذه الملايين من البشر يتمتعون بالأمن والأمان من بعضهم البعض، ومن غيرهم في بلد الله الحرام، وعلى الأمن رجالٌ وشباب يباشرون عملهم بكل جد واجتهاد، يخدمون الحجاج فعلاً بكل ما استطاعوا ومعهم رجال الحسبة.

 

كل هذا يدل عمليًّا على أن الأصل في الأمة الإسلامية أن تكون أمة واحدة؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]، والمتدبر في الآية سيرى سبيلَ أن تكون الأمة أمةً واحدة،فبعد أن قال رب العزة: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾، قال - جل شأنه -: ﴿ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾، بهذا تكون الأمة أمة واحدة؛ ما دمنا نؤمِنُ بالله ولا نشرك به شيئًا، ونعمل بمقتضى ذلك الإيمان، ففي موسم الحج نصبح أمة واحدة؛ حيث اجتمعْنا كلُّنا تحت قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾، فنِلْنا ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾.

 

ورغم حرص أناس من داخل الأمة من أبنائها العاقِّين لها، ومن خارج الأمة من أعدائها المتربِّصين بها - أن تظل الأمة هكذا مُشرذَمةً، تفصلها حدودٌ مقسَّمة إلى دويلات وبلدان وعواصمَ، فإن موعود الله لا ريب فيه؛ فعن النعمان بن بَشير - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ))ثم سكت؛ [حسنه الألباني].


فمهما خطَّطوا، ومهما كادوا، فستعود أمتُنا الإسلامية يومًا - لعله قريبٌ - أمةً واحدة، وحينَها سيَخرُج الناس إلى الحج من أمصارهم لا تفصلهم حدودٌ بائسة، أو تحول دون حجهم تأشيراتٌ لا تساوي شيئًا، ولا يعبث بمقدَّرات أمتهم أحدُ أبنائها العاقين لها، أو أحدُ أعدائها المتربصين بها، فسيكونون في قيد الذُّل والصَّغار يومئذٍ تزويهم أيدي الحق حتى تَصهرهم، وسيعود الحجيج من حجهم لا تقطع أوصالَهم تلك الحدودُ من جديد؛ بل كلهم حتى بعد الحج سيكونون أمةً واحدة.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة