• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

خير أيام الدنيا

أبو أيمن أحمد بن إمام


تاريخ الإضافة: 14/11/2010 ميلادي - 7/12/1431 هجري

الزيارات: 26026

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الكريم المنَّان، الذي امتنَّ على عباده كلَّ حينٍ بما يُقرِّبهم من رضوانه، ويُباعدهم عن سَخطه ونيرانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، وصَفيُّه وخليله، الداعي إلى الدِّين القويم، والهادي بإذن رَبِّه إلى الصراط المستقيم.

 

أمَّا بعدُ:

فمن مظاهر كَرَم الله - عز وجل - على عباده المؤمنين أنْ شرَعَ لهم كلَّ ما يُصْلحهم في معاشهم ومعادهم، وأنْعَم عليهم - جل وعلا - بين الفَينة والفَيْنة بمزيدٍ من الفضل والإحسان، متمثِّلاً فيما يُنزله من رحمات، ويُفيضه من نفحات، فالسعيد كل السعادة مَن يتعرَّض لها، فيصيبه فيضٌ منها.

 

ولا أجلَّ ولا أعظمَ من تلك المنحة الربانيَّة، والنفحة الإلهيَّة التي نحن بصددها هذه الأيام، ألا وهي عشر ذي الحجة، خير أيام الدنيا وزينة الشهور والأيام.

 

تِلْكُم العشر التي لو لم يكنْ لها فضيلة إلاَّ اشتمالها على خيرِ يومٍ طلعتْ عليه الشمس، ألا وهو يوم "عَرَفة"، لكفى بها فضيلة؛ إذ إنَّ صومَه يكفِّر سنتين؛ ماضية وقابلة، كما أخبر المعصوم - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم، فهو خيرُ أيَّام الدنيا على الإطلاق؛ كما روى ابن حِبَّان في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أفضلُ الأيام يومُ عَرَفة))، وهو يوم الحج الأكبر عند جماعة من السلف؛ منهم عمر - رَضِي الله عنه.

 

وهو يوم المغفرة والتجاوز والعِتق من النيران، والمباهاة بأهل الموقف؛ روى مسلم في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من يومٍ أكثر من أن يَعتِقَ الله فيه عبيدًا من النار من يوم عَرَفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أرادَ هؤلاء؟)).

 

وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عَرَفة كما رواه الترمذي: ((خيرُ الدعاء دعاءُ يوم عَرَفة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، له الْمُلك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير))؛ حسن بشواهده.

 

وإنَّ من فضْل هذه الأيَّام ما رواه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما مِن أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام)) - يعني: أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرَجَ بنفسه وماله، ثم لَم يرجعْ من ذلك بشيء)).

 

فالعمل في هذه الأيَّام أفضل وأحبُّ إلى الله - تعالى - وأعظم ثوابًا وأجْرًا من غيره سائر أيَّام السنة، وإنْ كان مَفضولاً، فيصير العمل المفضول في هذه الأيَّام المبارَكة أفضلَ من الأعمال الفاضلة في غيرها من الأيَّام، حتى الجهاد في سبيلِ الله، ولَم يَستثنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها إلا جهادًا واحدًا هو أفضل الجهاد، كما سُئِل - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: ((مَن عَقَر جواده، وأُهْرِيقَ دَمُه))؛ حسن، رواه أحمد والنسائي.

 

أما بقيَّة أنواع الجهاد، فالعمل في عَشْر ذي الحجة أفضلُ وأحبُّ إلى الله - تعالى - منها ومن سائر الأعمال.

 

ومن أهمِّ الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يتقرَّب بها إلى ربِّه - جل وعلا - الصيام؛ حيث رُوِي عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان لا يَدَع صيامَ تِسْع ذي الحجة؛ حسن رواه أبو داود.

 

وممن كان يصومها عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما.

 

أما حديث عائشة عند مسلم، ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائمًا العَشر قطُّ، فأجيبَ عنه بأمور؛ أولها: أنَّ حديث أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الصيام مقدَّم على حديث عائشة في النفي؛ لأن مع المثبِت زيادة عِلمٍ عن النافي، ومنها: أنَّ عائشة - رضي الله عنها - أرادتْ أنه لَم يصمِ العشر كاملاً، ومَن أثبتَ أراد أنه كان يصومُ غالبَه.

 

ومن الأعمال الصالحة فيها قيام الليل، وكان سعيد بن جُبير - وهو راوي هذا الحديث عن ابن عبَّاس، رضي الله عنهما - إذا دخَلَ عشر ذي الحجة، اجتهدَ اجتهادًا شديدًا، حتى ما يكاد يَقْدِر عليه.

 

ومن الأعمال أيضًا استحبابُ كَثْرَة الذِّكْر، دلَّ على ذلك قولُ الله - سبحانه:

﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28].

 

وهي عشر ذي الحجة عند جمهور العلماء.

 

وبالجملة؛ ينبغي على العاقل ألا يفوِّتَ على نفسه تلك الأيام المبارَكات، فيغتنم لحظاتها فيما يُرضي ربَّه ومولاه، من سائر القُربات؛ ما بين صلاة وصيام وذِكرٍ للمَلِك العلاَّم، وصِلة للرَّحِم، وبذلاً للمعروف، وإنفاقًا في سبيل الله، وتلاوةً للقرآن، فيشمِّر لتلك الأيام تشميرَه للعَشر الأواخر من رمضان، بل أشد؛ لأن ذلك يحتاج إلى مزيدِ جهادٍ واجتهاد؛ إذ إنَّ العَشر الأواخر يجدُ المرءُ على الطاعة أعوانًا؛ من صُوَّام وقُوَّام وتَحَرٍّ لليلة القَدر واعتكافٍ فيها، أمَّا عشر ذي الحجة، فقَلَّ مَن يعرف خَطَرها، ويُقدِّرها قَدْرَها، فأهل الاجتهاد فيها أشدُّ غُربة من غيرهم؛ فهي بحقٍّ خيرُ أيام الدنيا.

 

سائلاً المولَى - سبحانه - أن يوفِّقَني وجميعَ المسلمين لاغتنامها، وألا يحرمَنا ثوابَها، وأن يجعلَنا من عُتقائه من النار وسائر عباده المؤمنين.

 

تقبَّل الله منَّا ومنكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جميل وممتع جدا
ابراهيم - مصر 16-11-2010 01:28 PM

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد فان هذا الموضوع من أجل الموضوعات وأجملها ففهى يوم عرفة وفضل يوم عرفة 
فجزى الله عنا الشيخ خير الجزاء ووفقه لما يحب ويرضى

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة