• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج


علامة باركود

خطبة: ماذا بعد الحج

خطبة: ماذا بعد الحج
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر


تاريخ الإضافة: 23/6/2024 ميلادي - 16/12/1445 هجري

الزيارات: 4341

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطْبَةُ مَاذَا بَعدَ الحَجِ؟[1]

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، أنعَمَ عَلى عِبادِهِ بموَاسِمِ الخَيرَاتِ، أحمَدُهُ وَأشكرُهُ عَلى نِعَمِهِ وَآلائِهِ السَابِغَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أولُ سَابِقٍ إلى الخَيرَاتِ، صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وَصحبِهِ، وَأتباعِهِ المُسارِعينَ فِي الصَالِحَاتِ، وَسلمَ تسليمَاً مَزيدَاً إلى يومِ الدِينِ.


أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -مَعَاشِرَ المُؤمنينَ-، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. وَاغتنموا أعمَارَكُم؛ فإنَّهَا تنقَضِي سَرِيعَة، فهَا هِي أوقاتُ الفَضَائِلِ، وَمَوَاسِمِ الخيرَاتِ مَرتْ بِكُمُ؛ فَالسَعِيدُ مَنْ اغْتنمَهَا، وَالشَقِيُّ مَنْ غَفَلَ عَنهَا، وَضيَّع نَفْسَهُ، وَالكيِّسُ مَنْ دَانَ نفسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعدَ الموتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفسَهُ هَوَاهَا وَتمنَّى عَلى اللهِ الأمَانِيَّ.


وَهَا هُم حُجَّاج بَيتِ اللهِ الحَرَامِ أتمُّوا حَجَّهُم، وَقضَوا تَفَثَهُم وَوفُّوا نُذورَهم، وَأدَّوا نُسكَهُم رَغَبًا وَرَهَبًا، وَكُلهُم يَرجُو أنْ يَكُونَ قدْ غُفِرَ ذَنبُهُ، وَرَجعَ مِنْ حَجِّه نقيًّا مِنْ الذُنوبِ، فَهنيئًا للحُجَاجِ بِعَظيمِ الأجُورِ، وَبُشْرَاهُمُ السُرورَ وَالحُبُورَ بِقولِ النبيَ صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ». مُتَفَقٌ عَليهِ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «الحَجُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


إنَّ مَوسِمُ الحَجِ مَحَطَةٌ مِنْ مَحَطَاتِ التغييرِ الإيمَانِيةِ، وفُرصَةٌ مِنْ فُرصِ التوبَةِ وَالإنَابةِ؛ قَالَ الحَسنُ البَصرِيُ -رَحِمَهُ اللهُ-: " الحَجُ المبرُورُ؛ أنْ يرجِعَ زَاهِدًا فِي الدُنيَا، رَاغِبًا فِي الآخِرةِ "، فَهنيئًا لِمَنْ وُفِّقَ للعَملِ الصَالِحِ، فَصَامَ وَصَلى، وَحَجَّ وَضحَّى؛ هنيئًا للحُجَاجِ حَجُهُم، وَللعُبَّادِ عِبَادَتِهُم وَاجتهَادَهُم، فقدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كيَومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». مُتَفَقٌ عَليهِ.


هَذِي ضُيوفُكَ يَا إلهِي تَبتغِي عَفوًا وَترجُو سَابِغَ البرَكَاتِ

‏فَاقبلْ إلهَ العَرشِ كُلَ ضَرَاعَةٍ ‏وامْحُ الذنوبَ وَكفِّرِ الزَّلَّاتِ


هَا أنتُمُ -عِبادَ اللهِ- عُدتُم إلى دِيَارَكُمُ، فَاحْذَرُوا العَودَةَ إلى الذُنُوبِ، وَلا تَهدِمُوا مَا بنيتُم، وَتبدِدُوا مَا جَمَعتُم، وَتنقضُوا مَا أحْكَمْتُم؛ فَمَا أحْسَنَ الحَسَنةَ تتبعُهَا الحَسَنَةَ، وَمَا أقبحَ السَيئةَ بَعدَ الحَسَنةِ.


يَامَنْ فَتحتُمُ صَفْحَةً بيضَاءَ نقيةً فِي حَيَاتِكُم، وَلبستُم بَعدَ حَجِكُم ثيابًا نقيةً مِنَ الأدنَاسِ، حَذَارِ حَذَارِ مِنَ الرِدَةِ وَالانتِكَاسِ.


يَا مَنْ تقلبتَم فِي رِيَاضِ الطَاعَةِ وَبسَاتِينِ العِبَادَةِ، ابْقَوا عَلى العَهْدِ، وَاحذَرُوا مِنْ مُحبِطَاتِ الأعمَالِ؛ وَمِنْ أخطرِهَا الشركُ بِاللهِ، وَالعُجبَ، وَالريَاءِ؛ فَرُبَّ عَمَلٍ صَغيرٍ تُعَظِمُهُ النَّيَةُ، وَرُبَ عَملٍ كَبيرٍ تُصَغِرُهُ النَّيَةُ.


فَاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَالزَمُوا طَرَيقَ الاستِقامَةِ، فَلسْتمُ بِدَارِ إقامَةٍ، وَاجْعَلوا نُصْبَ أعْينَكُمُ وَصِيَةَ نَبيكُمُ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ»؛ وَالمُسلمُ إذَا فَرَغَ مِنْ عِبَادَةٍ أعْقَبَهَا بعِبَادَةٍ أُخرَى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ [الشرح: 7]، وَلا تَنْقَطِعُ العِبَادَةُ إلا بالمَوتِ ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].


الَّلهُمَّ وَفقنَا لمَا يُرضِيكَ، وَقربنَا مِمَنْ يَوالِيكَ، وَاجْعلْ غَايَةَ حُبِنَا وَبُغضِنَا فيكَ، وَأدِمْ عَلينَا نِعَمَكَ، وَلا تُنْسِنَا ذِكْرَكَ، وَألهِمَنَا شُكرَكَ.


أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم وَلسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرَحِيمُ.

 

الخُطبةُ الثَّانية

الحَمْدُ للَّهِ وَكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبَادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فَاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، وَجَاهِدُوا أنْفُسَكُم، وَسَلوا اللهَ الثباتَ عَلى الطَاعَةِ وَالهُدَى، وَجَانِبُوا سُبلَ الضَلالِ وَالهُدَى، فَالأخِرةُ خَيرٌ وَأبقَى.

 

الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ وَالمُسلِمينَ، وَاجْعلْ هَذَا البلدَ آمنًا مُطمَئنًّا وَسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.

 

الَّلهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الحَرَمينِ الشَرِيفَينِ، وَولِيَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ.



[1] للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة