• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج


علامة باركود

خطبة: من أجل حج آمن وصحي

خطبة: من أجل حج آمن وصحي
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر


تاريخ الإضافة: 9/6/2024 ميلادي - 2/12/1445 هجري

الزيارات: 1810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطْبَةُ: مِنْ أجْلِ حَجٍ آمِنٍ وَصِحِيٍ[1]

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، العليمِ الخبيرِ، أحمدُهُ وأشكرُهُ، وأتوبُ إليِهِ وأستغفرهُ، وهوَ العَزِيزُ الغَفُورُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ، وَهوَ السَميعُ البصيرُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرُسُولُهُ الصَادقُ الأمينُ، والبشيرُ النذيرُ، صلى الله عَليه وعَلى آلِهِ وصحبِهِ، وأتباعِهِ وسلمَ تسليمَاً مَزيداً إلى يومِ الدِينِ.


أمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللَّهَ -مَعَاشِرَ المُؤمنينَ-، فهيَ زادُ الصَالحِينَ، ونَجَاةٌ مِنْ كُرباتِ يومِ الدينِ ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].


واعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أنَّ الإسلامَ دينُ النظَافةِ والطهَارةِ، قَالَ اللهُ تعَالى فِي كِتَابِهِ المُبين: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، وهيَ جُزءٌ لا يتجزأ مِنَ الإيمَانِ، كمَا قَالَ النبيُ صلى الله عليه وسلم: «الطهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ»، والطهَارةُ تشملُ: طهَارةَ القلبِ، وطهَارةَ الجَسدِ، وطهارةَ البُقعةِ، فالمُسلمُ طَاهرٌ في بَاطنهِ مِنْ الكفرِ والشركِ والنفاقِ، طَاهرٌ فِي قلبِهِ مِنَ الأحقادِ وَالضغَائنِ، وَطَاهرٌ فِي جسمِهِ مِنَ الأوساخِ والنجَاسَاتِ، وهوَ كذلكَ طَاهرٌ فِي بيئتِهِ المُحيطةِ بهِ؛ حَرِيصٌ عَلى نظافةِ مسجدِهِ وبيتهِ وسُوقِهِ؛ ومنْ بابِ أولى طهَارةِ أحبِ الأماكنِ إلى اللهِ وأقدَسِهَا؛ المَسجِدِ الحَرَامِ والمَسجِدِ النَبَويِ، والمشَاعِرِ المُقدَسةِ التي يؤمُهَا المُسلمونَ منْ كُلِ مَكَانٍ.


النظَافَةُ قِيمَةٌ إيمانِيَةٌ، تنشرِحُ بِهَا نُفوسُ المؤمنينَ، وتُظهِرُ محَاسِنَ الدِينِ الإسلامِي، فهوَ دينُ الرُقِي فِي عِبادَاتِهِ ومنَاسبَاتِهِ، ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]، فَلا يليقُ بِالمُسلمِ أنْ يقفَ بينَ يَدي رَبِهِ، وهوَ مُقصِرٌ فِي طَهَارةِ ظَاهِرِهِ وبَاطِنِهِ، والمَسَاجِدُ مَوضِعُ طَاعَةِ اللهِ وَعِبادتِهِ، ويَحضُرُهَا ملائكتِهُ المُكرَمُونَ؛ فَحَرِيٌ بالمُسلمِ العنايةُ بنظَافِتِهَا.


والحُجُ مِنْ أعظَمِ العِبَادَاتِ فِي الإسلامِ، وَهوَ قائمٌ عَلى الطَهَارةِ بَأسمَى معَانِيهَا؛ قَالَ تَعَالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26] قَالَ قتادَةُ ومُجاهدٌ: مِنَ الشركِ، أي: اجعلُهُ خَالِصَاً لهؤلاءِ الذين يعبدونَ اللهَ وحدَهُ لا شَرَيكَ لَهُ، وَقَالَ سُبْحَانَه: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، وَالتطهيرُ يَشملُ التطهيرَ المعنويَ، والحِسيَ، فيُطَهرُهُ الطهَارةَ الحسيةَ مِنَ الأقذارِ، والمَعنَويةَ: مِنْ الشركِ والأصنَامِ وعِبادةِ الأوثَانِ ودُخولِ المُشركينَ؛ وَلذَا قَالَ سُبْحَانَه: ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾ [الحج: 26]، وكَانتْ قبيلةُ جُرْهُمٍ تَضَعُ عِندَهُ الأصنَامَ تَعْبدُهَا مِنْ دُونِ اللهِ، وَكَانَ عِندَ الكَعبةِ مِنَ الأصنَامِ عَامَ الفتحِ، وَطَهرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أنجاسِ الأوثانِ وأقذارِهَا.


قَالَ الشنقيطِيُ: "يؤخذُ مِنْ هذِهِ الآيةِ الكَريمَةِ: أنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يُترَكَ عِندَ بيتِ اللهِ الحَرَامِ قذرٌ مِنَ الأقذارِ، وَلا نَجَسٌ مِنَ الأنجاسِ المعنويةِ، وَلا الحسيةِ، فلا يُترُكُ فِيِهِ أحدٌ يرتكبُ مَا لا يُرضِي اللهَ، وَلا أحدٌ يلوثهُ بقَذَرٍ مِنَ النَّجَاسَاتِ". (أضواء البيان 5/ 68).


وَالمُسلمُ مَأمُورٌ بتعظِيمِ شَعَائرِ اللهِ وحُرمَاتِهِ فِي الحَجِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالى فِي سُورةِ الحَجِ: ﴿ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].


وَمِنْ تعظيمِ حُرمَاتِ اللهِ أنْ يبتعدَ الحَاجُ عَنْ الخِصَامِ والمِرَاءِ الذي يُوقعُ الشحنَاءَ والبغضَاءَ، أومِنَ الهُتَافَاتِ والشِعَارَاتِ الطَائفيةِ والسِيَاسيةِ، فَالحَجِ مَوطِنُ ذِكرٍ وعِبادةٍ، وهدوءٍ وسكينةٍ؛ قالَ تَعَالى: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197].


وَمِنْ تعظِيمِ شَعَائرِ اللهِ: أنْ يَحرِصَ الحَاجُ عَلى نظَافَةِ المَشَاعِرِ المقدَسةِ، قَالَ النبيُ صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ:بِضْعٌ وَسِتُّونَ-شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عليَّ أعْمَالُ أُمَّتي حسنُها وسيِّئُها، فوجَدتُ في مَحَاسِنِ أعمَالِهَا: الأذى يُماطُ عنْ الطريقِ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وَمِنْ تعظيمِ حُرمَاتِ اللهِ أنْ يتعاونَ الحَاجُ معَ الجِهَات المسؤولةِ لتيسيرِ تنقلاتِ الحُجَاجِ وَطُمَأنينتِهِم، وَقدْ حَثَ النبيُ صلى الله عليه وسلم فِي حَجةِ الوَداعِ عَلى السَّكِينَةِ وعَدمِ العَجَلةِ، وكانَ فِي طَريقهِ مِنْ عرفةَ إلى مزدلفةَ يُوصِي بقولِهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيكُم بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ البِرَّ لَيسَ بِالإيضَاعِ»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. يَعني: ليسَ بِالإسرَاعِ.


وحتَى يكُونَ الحَجُ آمِنَاً وَصِحيَاً فلابُدْ مِنَ الأخْذِ بالأسبَابِ الوقائيةِ، وإِرْشَادَاتِ اَلسَّلَامَةِ فِي اَلْحَجِّ، الَّتِي أَوْصَتْ بِهَا وِزَارَةُ الصِّحَّةِ مِنْ: أخْذِ التطعيمَاتِ اللازِمَةِ، وتوقِي حَرِ الشمسِ، وتَجَنُّبِ اَلزِّحَامِ، وَعَدَمِ اَلتَّدَافُعِ، وتَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ، وَارْتِدَاءِ اَلْكِمَامَةِ فِي اَلزِّحَامِ اَلشَّدِيدِ، وَاَلِاعْتِنَاءِ بِالنَّظَافَةِ اَلشَّخْصِيَّةِ.


والحَاجُ الذِي يَسعَى لطهَارَةِ بَاطِنِهِ لا يَغْفَلُ عَنْ طهَارةِ ظَاهِرهِ في هَذِهِ البِقَاعِ الطَاهِرةِ، وفِي هَذَا المؤتمرِ الإسلامِي الكَبيرِ الذِي يجتمعُ فِيهِ المُسلمونَ مِنْ شتَى البِقَاعِ.


فلنتعَاون لإنجَاحِ مَوسِمُ الحَجِ؛ ليكُونَ آمِناً وَصَحِيَاً ومُنظمَاً فِي شَعِائِرِهِ ومنَاسِكِهِ، وَلنجعلْ مِنْ مَوسِمِ الحَجِ مَدرَسَةً نتعلَمُ فِيهَا الطهَارةَ والنظَافَةَ بِكُلِ مَعَانِيهَا، ولنكنْ قُدوةً لغيرنَا؛ فأمُةُ الإسلامِ كالشامَةِ بينَ الناسِ دُنيَا وآخِرَةً.


الَّلهُمَّ احفظِ حُجَاجَ بيتكَ المُحَرمِ، واعِنْهُمُ عَلى منَاسِكِهِم، ورُدَهُم إلى ديارِهِم سَالِمينَ غَانِمينَ يَا رَبَ العَالمِينَ.


أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، واسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم ولسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرَحِيمُ.


الخُطبةُ الثَّانية

الحمْدُ للَّهِ وكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، وقدْ هبَّتْ عَليكُمُ أنفَسُ الأوقاتِ؛ أيامُ عَشْرِ ذِي الحِجَةِ التِي أقسَمَ اللهُ بِهَا فِي مُحكَمِ الآيَاتِ، تنويهًا بفضلِهَا، فقالَ تَعَالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، وقدْ شَهدَ النبيُ صلى الله عليه وسلم بِأنهَا أفضلُ أيامِ الدُنيَا؛ فقال: «مَا مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحَبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ العَشْر»، قالوا: يَا رسولَ اللهِ، ولا الجِهادُ في سبيل الله؟ قَالَ: «ولا الجِهَادُ فِي سَبيلِ اللهِ، إلَّا رَجُلٌ خرَجَ بنَفْسِه ومَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَهيَ أيامُ مضَاعَفةِ الحسناتِ، فاعمروهَا بالطاعاتِ، وأظهرِوا التكبيرَ والتهليلَ والتحميدَ؛ فهوَ شعارُهَا.


الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلمينَ، واجْعلْ هَذَا البلدَ آمنًا مُطمَئنًّا وسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.


الَّلهُمَّ وفِّقْ خَادِمَ الحَرَمينِ الشَرِيفَينِ، وَولِيَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ.



[1] الجمعة 1/12/1445هـ للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة