• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج


علامة باركود

منافع الحج ومقاصده (3) الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية (خطبة)

منافع الحج ومقاصده (3) الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


تاريخ الإضافة: 8/6/2024 ميلادي - 1/12/1445 هجري

الزيارات: 2595

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منافع الحج ومقاصده (3)

(الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية)


عناصر الخطبة:

1- منفعة الإصلاح والتزكية.

 

2- منفعة زيادة الإيمان.

 

3- منفعة تحقيق الرابطة الإسلامية.

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: تحدَّثنا في الخطبة الماضية عن منفعة الذكر والدعاء، ومنفعة التعارف والتعاون والمساواة، ومنافع الحج لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28]، ومنافع جمع منفعة؛ للإشارة إلى تعددها وتنوعها وكثرتها، وشهود هذه المنافع أمر مقصود في الحج، فعلى الحُجَّاج التماسُ هذه المنافع لأجل الانتفاع بها؛ ومن تلكم المنافع عباد الله:

1- منفعة الإصلاح والتزكية: من أَمَاراتِ الرضا وعلامات القبول في الحج، التحوُّلُ بعد الحج من السيئ إلى الحسن، أو من الحسن إلى الأحسن، فإن ذلك دليل على حسن انتفاعه بحجه؛ إذ إن من ثواب الحسنةِ الحسنةَ بعدها؛ كما قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((والحَجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))[1] ، ومن علامات الحج المبرور ثلاث علامات: علامتان في أثنائه؛ وهما: الإخلاص لله فيه، والحج وفق حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة بعده؛ وهي صلاح حال الإنسان بعد الحج بأن يُقبِلَ على الطاعات ويجتنب المنهيات، وأن يبدأ حياةً طيبةً معمورةً بالخير والصلاح والاستقامة.

 

والمتقون رغم عبادتهم لربهم، وتقديم أنواع الطاعات، من صلاة وذكر، وصيام وزكاة وحج، يخافون ألَّا يقبل منهم، فهم بين الخوف والرجاء؛ عن عائشة رضي الله عنها في هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت: ((يا رسول الله، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله؟ قال: لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل))[2]؛ قال الحسن البصري: "إن المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإن المنافق جمع إساءةً وأمنًا"[3]؛ ولذلك إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كانا يبنيان البيت ويَدْعُوَان بالقبول؛ كما قال تعالى حكايةً عنهما: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، فإذا كانا هذا شأنهما وهما من الأنبياء، فكيف بمن دونهما؟

 

2- منفعة زيادة الإيمان: الإيمان يزيد وينقص ويبلى كالثوب تمامًا، فكما أن الثوب يحتاج إلى تجديد أو تنظيف، فكذلك الإيمان، والحج فرصة للتجديد والتنظيف؛ فحينما نقرأ قوله تعالى من سورة البقرة: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، دعوة إلى كبح جماح النفس، والحد من مَيلِها ورغباتها وشهواتها، بترك محظورات الإحرام وجميع المعاصي؛ وحينما نقرأ قوله تعالى من نفس السورة: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197]، دعوة إلى المسارعة في فعل الخيرات، والمسابقة لأداء مختلف الطاعات في الحج؛ كالطواف، والسعي، ورمي الجمار، والوقوف بعرفة، أو مع الرفقة؛ بخدمتهم وتعليم الجاهل، وتقديم النصيحة وغيرها؛ وحينما نقرأ قوله تعالى من نفس السورة: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، دعوة للاستعداد ليوم المعاد بالعمل الصالح والتقوى كالمسافر الذي يأخذ زاده معه؛ قال ابن القيم: "الناس منذ خُلِقوا لم يزالوا مسافرين، وليس لهم حطٌّ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، والعاقل يعلم أن السفر مبنيٌّ على المشقة وركوب الأخطار، ومن المحال عادةً أن يُطلَب فيه نعيم ولذة وراحة، إنما ذلك بعد انتهاء السفر"[4]، وبهذا الزاد الذي يتزود منه الحُجَّاج يزدادون إيمانًا، فيهدِم حجهم ما قبله، ويرجعون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

 

فاللهم ارزقنا الحج إلى بيتك الحرام، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن لآثارهم اقتفى؛ أما بعد عباد الله:

فمن منافع الحج ومقاصده:

3- منفعة تحقيق الرابطة الإسلامية: فكلمة التوحيد جمعتهم، يُلبُّون تلبيةً واحدةً: لبيك اللهم لبيك، قبلتهم واحدة، وعلى مقتضى هذه الرابطة؛ رابطة الإيمان، جَعَلَت حملة العرش ومن حوله يستغفرون للمؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 7 - 9]، وأكَّد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرابطة بمنًى يوم النحر؛ فقال: ((يا أيها الناس، ألَا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألَا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى، أبلَّغتُ؟ قالوا: بلَّغ رسول الله))[5].

 

فعلينا جميعًا الإحساس بالرابطة الإيمانية بين المسلمين؛ فندعو ونحسن إلى أقاربنا، وجيراننا ومعارفنا، وأصدقائنا، وسائر المسلمين، ونطرح جميع العصبيات العرقية، والشعارات القومية، والنعرات الجاهلية، والتحزبات الضيقة، ونستحضرها خاصةً في هذا الظرف العصيب مع إخواننا في فلسطين، فنقدم لهم ما نستطيع من الدعم والمساندة والتعريف بقضيتهم ضد همجية الكيان الصهيوني في التنكيل بهم، أمام ضعف الأُلفة بين المسلمين وتفرقهم، نتيجة ترك اعتصامهم بحبل الله، وكلمة التوحيد، فمُصابهم مُصابنا، وجرحهم جرحنا، وجوعهم جوعنا، فنحن أمة واحدة كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو من أعضائه، تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهر.

 

فاللهم انصر إخواننا في فلسطين، ورُدَّ كيد الأعداء في نحورهم، ووحِّد كلمة المسلمين، آمين.

(تتمة الدعاء).



[1] رواه مسلم، رقم: 1349.

[2] رواه أحمد، رقم: 25263.

[3] الزهد لابن المبارك: 1/350.

[4] الفوائد: 190.

[5] رواه أحمد في مسنده، رقم: 23489.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة