• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج


علامة باركود

خمس عشرة فضيلة لعشر ذي الحجة (خطبة)

خمس عشرة فضيلة لعشر ذي الحجة (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 12/8/2018 ميلادي - 30/11/1439 هجري

الزيارات: 19578

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خمسَ عشرةَ فضيلةً لعشرِ ذي الحجَّة

 

الحمدُ لله مُشرِّفِ الأيامِ بعضِها على بعضٍ، ومُصرِّفِ الأحكامِ بالإبرامِ والنقضِ، ومُوقظِ القلوبِ الغافلةِ بالتذكيرِ والوَعظِ، الرَّبِّ المالكِ الذي ليسَ لربوبيَّته تغيُّرٌ ولا إزالة، الإلهِ الحقِّ وليست الإلهيةُ الحقُّ إلاَّ لَه، أحمَدُهُ سُبحانهُ على ما أولاهُ من إحسانهِ وإفضالهِ، وأشكرُه على جَزِيلِ برِّهِ ونَوَالهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ في رُبوبيَّتهِ وإلهيَّتهِ وصفاتِ كَمَالهِ، شهادةً مُبرَّأةً من أدناسِ الشركِ وضلالهِ، أدَّخِرُها لشدائدِ يومِ القِيامةِ وأهوالهِ، وأشهدُ أنَّ سيِّدنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الْمُفضَّلُ بأشرفِ الرِّسالةِ، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى جميعِ أصحابهِ وآلهِ، ومَن حسُنت في الإسلام أفعالُه، وصَدَقَتْ فيهِ أقوالُه.

 

أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناسُ، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، والتمسوا من الأعمال ما يُحبُّ ويرضى، واعلموا أنكم ستُقبِلُون على شهرٍ كريمٍ، وموسمٍ عظيم، لا سيَّما عشرَهُ الأُولُ المباركات، فإنهن الأيام الفاضلات التي دلَّ الكتاب والسنة على فضلها، فمن ذلك:

أولاً: أن الله تعالى أقسمَ بها، والله لا يُقسِمُ إلا بشيءٍ عظيم، قال تعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]، قال جابرٌ رضي الله عنه: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الأَضْحَى، والْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، والشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ) رواه الإمام أحمد، وقال الزيلعي: (لا بأس برجاله)، وذكر ابنُ جرير إجماع أهل التفسير على (أنها عَشْرُ الأَضْحَى) انتهى.

 

ثانياً: أنها الأيام التي أتَمَّها لموسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾ [الأعراف: 142] قالَ مجاهدٌ:( عشرُ ذي الحجَّةِ، قال ابنُ جريجٍ: قال ابنُ عباسٍ مثلَهُ) رواه ابن جرير.

 

ثالثاً: أن الله أَمَرَ بذكرِه فيها، قال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، قال ابنُ عبَّاسٍ: (أيامُ العَشْرِ) رواه البخاري مُعلَّقاً بصيغة الجزم، وصحَّحه ابنُ السكن وابن حجر.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (ما منْ أيامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أَحَبُّ إليهِ منَ العَمَلِ فيهِنَّ من هذهِ الأيامِ العَشْرِ، فأكثِرُوا فيهِنَّ منَ التحميدِ والتكبيرِ والتهليلِ) رواه البيهقي في الشعب وصحَّحه البوصيري.

 

و(كانَ ابنُ عُمَرَ وأبو هُريرَةَ: يَخرُجانِ إلى السُّوقِ في أيامِ العَشْرِ يُكبِّرانِ، ويُكَبِّرُ الناسُ بتكبيرِهِما، وكانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بمنًى فيَسْمَعُهُ أهلُ المسجدِ، فيُكبِّرُونَ ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تكبيراً، وكانَ ابنُ عُمَرَ يُكبِّرُ بمنًى تلكَ الأيَّامَ، وخَلْفَ الصلواتِ، وعلى فِراشِهِ، وفي فُسْطَاطِهِ، ومَجْلِسِهِ، ومَمْشَاهُ، تلكَ الأيامَ جميعاً، وكانت مَيْمُونَةُ تُكبِّرُ يومَ النَّحْرِ) رواه البخاري.

 

و(عن عبدِ اللهِ رضي الله عنه أنهُ كانَ يُكبِّرُ أيامَ التشريقِ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ) رواه ابن أبي شيبة وصححه الألباني.

 

قال ابن رجب: (وروى المروزيُّ عن ميمون بن مهرانٍ قال: أدركتُ الناسَ وإنهم ليُكبِّرون في العشر، حتى كُنتُ أُشبِّهُهُ بالأمواجِ من كثرتها، ويقولُ: إن الناس قد نَقَصُوا في تركهم التكبير).


قال النووي: (واعلم أنه يُستحبُّ الإِكثارُ من الأذكارِ في هذا العشر زيادةً على غيرهِ، ويُستحبُّ من ذلكَ في يوم عَرَفةَ أكثرَ من باقي العشرِ) انتهى، وقال ابن باز: (وبهذا تعلم: أن التكبير المطلق والمقيد يجتمعان في أصحِّ أقوال العلماء في خمسة أيام، وهي: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وأما اليوم الثامن وما قبله إلى أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مُقيَّدٌ) انتهى.


رابعاً: أنها أعظمُ أيام السنة، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ما منْ أيامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أَحَبُّ إليهِ منَ العَمَلِ فيهِنَّ من هذهِ الأيامِ العَشْرِ، فأكثِرُوا فيهِنَّ منَ التحميدِ والتكبيرِ والتهليلِ) رواه البيهقي في الشعب وصححه البوصيري.

 

خامساً: أنها أفضلُ أيام الدُّنيا كُلِّها، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ أيامِ الدُّنيا أيامُ العَشْرِ) رواه البزار وحسنه الألباني.

 

سادساً: أن العمل الصالح فيها أعظم أجراً من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أَفضَلَ منها في هذهِ؟ قالُوا: ولا الجهادُ؟ قالَ: ولا الجهادُ، إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنفسِهِ ومالِهِ، فلَم يَرْجِع بشيءٍ) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: («ما مِن عَمَلٍ أَزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ ولا أَعْظَمَ أَجْراً مِن خَيْرٍ يَعْمَلُهُ في عَشْرِ الأضْحَى، قيلَ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ إلا رَجُلٌ خَرَجَ بنفسِهِ ومالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ من ذلكَ بشيْءٍ»، قالَ: وكانَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ إذا دَخَلَ أيامُ العَشْرِ اجتَهَدَ اجتهاداً شديداً حتَّى ما يَكَادُ يَقْدِرُ عليهِ) رواه الدارمي وحسنه الألباني.

 

سابعاً: أن العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أيَّامٍ العَمَلُ الصالحُ فيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيَّامِ العَشْرِ، فقالُوا: يا رسولَ اللهِ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يَرجِعْ من ذلكَ بشيْءٍ) رواه الترمذي وصحَّحه.

 

ثامناً: أن الله أقسمَ باليوم التاسع منها وهو يومُ عَرَفة، قال تعالى: ﴿ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 2، 3]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (اليومُ الموعُودُ يومُ القيامةِ، وإنَّ الشاهدَ يومُ الجُمُعَةِ، وإنَّ المشهُودَ يومُ عَرَفَةَ، ويومُ الجُمُعَةِ ذخَرَهُ اللهُ لَنا، وصلاةُ الوُسْطَى صلاةُ العَصْرِ) رواه الطبراني في الكبير، وقال ابن كثير: (إسنادُهُ لا بأسَ بهِ)، وحسنه الألباني.

 

تاسعاً: اتفق الفقهاءُ على استحباب صيام تسع ذي الحجة، لِما رواه هُنَيْدَةُ بنُ خالدٍ عنِ امرأتِهِ عن بعضِ أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: (كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الحِجَّةِ، ويومَ عاشُوراءَ، وثلاثةَ أيامٍ من كُلِّ شَهْرٍ، أوَّلَ اثنينِ منَ الشهرِ والخمِيسَ) رواه أبو داود وصحَّحه البيهقي، ورجَّح الإمام أحمد رحمه الله أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصومُ تسعَ ذي الحِجَّة.

قال النوويُّ: (مِنَ الْمَسنُونِ: صَوْمُ عَشْرِ ذي الحِجَّةِ غيرَ العِيدِ) انتهى.

 

وأما ما رواه مسلمٌ (عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ما رأيتُ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صائماً في العَشْرِ قَطُّ) قال النووي: (فيُتَأَوَّلُ قولُها لَم يَصُمِ العَشْرَ أنهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَصُمْهُ لعارضِ مَرَضٍ أو سَفَرٍ أو غيرِهما، أو أنها لم تَرَهُ صلى الله عليه وسلم صائماً فيهِ، ولا يَلزمُ من ذلكَ عَدَمُ صيامِهِ في نفسِ الأمرِ) انتهى.

وليُعلَم أنه لا يُعرف عن أحدٍ من العلماء القول بكراهة صيام تسع ذي الحجَّة.


عاشراً: أن صومَ يومِ عرَفَةَ يُكفِّر السنةَ الماضيةَ والباقية، (سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن صَومِ يومِ عَرَفَةَ؟ فقالَ: يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضِيَةَ والباقيَةَ) رواه مسلم.

 

الحادي عشر: أن الدُّعاءَ في يوم عرفة أفضل من غيره، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضَلُ الدُّعَاءِ دُعاءُ يومِ عَرفَةَ، وأفضَلُ ما قُلتُ أنا والنبيُّونَ من قبلي: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ) رواه الإمام مالك وحسنه الألباني.

وفَّقني الله وإياكم للعمل الصالح الْمُتقبَّل، آمين.

 

الخطبة الثانية

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ:

ومن فضائل عشر ذي الحجة: الثاني عشر: أن فيها ليلةَ المزدلفة، وتُسمَّى أيضاً: الْمَشْعَرِ الحَرام، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198]، وعن بلالِ بنِ رَبَاحٍ (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لَهُ غَدَاةَ جَمْعٍ: يا بلالُ أسْكِتِ الناسَ، أوْ أَنْصِتِ الناس، ثُمَّ قالَ: إنَّ اللهَ تَطَوَّلَ عليكُمْ في جَمْعِكُمْ هذا، فوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ ما سَأَلَ، ادْفَعُوا باسْمِ اللهِ) رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني.


وعن أنسِ بنِ مالكٍ قال: (وَقَفَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعَرَفَاتٍ وكَادَتِ الشمْسُ أنْ تَؤُوب، فقالَ: يا بلالُ أَنْصِتْ ليَ الناسَ، فقامَ بلالٌ فقالَ: أَنْصِتُوا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَنَصَتَ الناسُ، فقالَ: مَعَاشِرَ الناسِ أتاني جبْرِيلُ آنفاً فأَقْرَأَني من ربِّيَ السلامَ، وقالَ: إنَّ اللهَ غَفَرَ لأهلِ عَرَفَاتٍ وأهْلِ الْمَشْعَرِ وضَمِنَ عنهُمُ التَّبعَاتِ، فقامَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقالَ: يا رسولَ اللهِ هذا لَنَا خَاصٌّ؟ فقالَ: هذا لَكُمْ ولِمَنْ أتى بعدَكُم إلى يومِ القيامَةِ، فقالَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ: كَثُرَ خَيْرُ اللهِ وطَابَ) رواه ابن عبد البر، وقال الألباني: (صحيح لغيره).


الثالث عشر: أن فيها أعظمَ الأيام، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أَعظَمَ الأيامِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى يومُ النحرِ ثُمَّ يومُ القَرِّ) رواه أبو داود، وحسنه البيهقي.

ويوم القَر: هو الحادي عشر، وسُمِّي يوم القَرِّ لأن الناس يَقِرُّون فيه بمنى.

 

الرابع عشر: أن فيها ذبح الأضاحي، قال ابن عبد البرِّ: (وقدْ رُوِيَ في فضلِ الضَّحايا آثارٌ حِسَانٌ، فمنها: ما رَوَاهُ سعيدُ بنُ داود بن أبي الزبير عن مالكٍ عن ثَوْرِ بنِ زيدٍ عن عِكرِمَةَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما مِن نفَقَةٍ بعدَ صِلَةِ الرَّحِمِ أعظَمُ عندَ اللهِ مِنْ إهراقِ الدَّمِ) انتهى.

 

ويَجبُ على مَن أرادَ أن يُضحِّي أن يُمسكَ عن شعرهِ وأظفارهِ، وبه قال ربيعة، وإسحاق، وأحمد، وداود، وبعض الشافعية، ورجَّحه ابن القيم واللجنة الدائمة للإفتاء وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله، لِما رواه سعيد بن المسيب عن أُمِّ سلمة رضي الله عنها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجَّةِ وأرادَ أحدُكُم أن يُضحِّيَ فليُمسِكْ عن شَعْرِهِ وأظفارِهِ) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَن كان له ذِبحٌ يَذبَحُهُ فإذا أُهلَّ هِلالُ ذي الحِجَّةِ، فلا يَأخُذَنَّ من شَعْرِهِ ولا من أظفَارِهِ شيئاً حتى يُضحِّي) رواه مسلم.

 

الخامس عشر: اجتماعُ أُمَّهاتِ العبادةِ فيها: قال ابن حجر: (والذي يَظْهَرُ أنَّ السَّبَبَ في امتِيَازِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ لمكانِ اجتماعِ أُمَّهاتِ العِبادةِ فيهِ، وهيَ الصلاةُ والصِّيَامُ والصَّدَقَةُ والحَجُّ، ولا يَتأَتى ذلكَ في غيرِهِ، وعلَى هذا هَلْ يَخْتَصُّ الفَضْلُ بالحَاجِّ أوْ يَعُمُّ الْمُقِيمَ؟ فيهِ احْتِمَالٌ) انتهى.

قال ابن القيِّم: (فالزمانُ المتضمِّنُ لمثل هذه الأعمال أهلٌ أن يُقسِمَ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ به) انتهى.

 

وبعد: فيا عباد الله:

اغتنموا رحمني الله وإياكم عشر ذي الحجة بالمسارعة في الأعمال الصالحات، والإكثار من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، فهي أيام مضاعفة الحسنات، وأيام إجابة الدعوات، وأيام الإفاضات والنفحات، وأيام عتق الرِّقاب الموبقات، ومواسم الأرباح والمجاهدات عند ذوي الهمم العاليات، فأكثروا فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والتوبة والإقلاع من الذنوب والسيئات، ولا تذهب الأعمار منكم في الغَفَلات، والتمادي في الشهوات، فتندموا حين لا تنفع الندامات.

وفَّقني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا للجِدِّ وحُسن القصدِ في طلب رضوانه، وغَمَرَنا بجُودِه وإحسانه، اللهُمَّ آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة