• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الرقية الشرعية / مقالات في الرقية الشرعية


علامة باركود

علاج الحسد والكآبة

أ. عائشة الحكمي


تاريخ الإضافة: 26/2/2011 ميلادي - 23/3/1432 هجري

الزيارات: 36447

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم، رمضان كريم، أنا فتاة في الثامنةَ عشرةَ من عمري، أنا غالبًا ما أتعرَّض لحسدٍ وغيرة شديدة من بعض الزميلات في القسم؛ حيث إنهن يبدأن بالنظر والتحديق بي دائمًا، والسؤال عن علاماتي ومعدَّلي، والانزعاج مني حين أحصل على علامةٍ جيدة، خاصة وأنا الأُولى في القسم، ودائمًا يمتدحُني الأساتذة؛ ولكن لا أشعرُ بالسعادة، ولا أتمتَّع كثيرًا بالعلامات الحسنة التي أحصل عليها، هل ذلك بسبب العين والحسد؟

أنا درستُ أعراض العين والحسد، ووجدتُ أن معظمها ينطبق عليَّ، أنا خائفة كثيرًا، خاصة وأنا على أبواب العودة المدرسيَّة، وهذا العام عندي بكالوريا، أنا جدُّ متوترةٌ وخائفة من الدراسة، وأحس بضيقٍ في الصدر، ورغبةٍ في البكاء، هل ذلك من أسباب العين والحسد أيضًا؟

أرجوكم أنجدوني، أريد أن أبدأ العامَ الدراسي بنفسٍ متفائلة ومرتاحة، لا بنفس متضايقةٍ ودمعةٍ تنتظر في مقدمة عيني، أنا فعلاً ضقت ذرعًا بهذه الحالة، وأحيانًا أتمنَّى الموت لأتخلَّص من هذه المشاكل، أنا أعيش في صراعٍ مع نفسي، دائمًا حزينة ومرتبكة وخجول وحساسة جدًّا، حتى إنني أتمنى أن أسافر بعيدًا عن عائلتي ودراستي وكل شيء؛ لكي أريح نفسي. أنتظر جوابكم.

الجواب:

أختي العزيزة, حفِظكِ الله من شرِّ كل ذي شرٍّ - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

روى مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العَيْنُ حَقٌّ، ولو كان شَيْءٌ سابِقَ القَدَرِ، لَسَبَقتْهُ العَيْنُ))، ويُذكر عن جابر يرفعه: ((إنَّ العَيْنَ لتُدْخِلُ الرجُلَ القَبْرَ، والجَمَلَ القِدْرَ))، وقد ذمَّ الله الحاسدين وأنكر عليهم حسدَهم، فقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54].

 

وقد قالت أم رُومَان - رضي الله عنها - زوجةُ أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه - وأم عائشة الصِّديقة الطاهرة المطهَّرة - رضي الله عنها - لابنتها عائشةَ في حادثة الإفك: "يَا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَة عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا"، وكذا قلما كانت طالبةٌ قط مجتهدة ومحبوبة من معلِّماتها ولها منافسات، إلا كثَّرن عليها، وأصبْنَها بالعين، والعينُ حق.

 

علاج المصاب بالعين:

أفرد "ابن القيم" - رحمه الله تعالى - في كتابه "الطب النبوي"، فصلاً عن علاج المصاب بالعين، سماه: "في هَدْيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في علاج المصاب بالعَيْنِ"، ذكر فيه ما يلي:

"الإكثار من قراءة المعوِّذتين، وفاتحةِ الكتابِ، وآيةِ الكُرسي، ومنها التعوذاتُ النبوية نحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق))، ونحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ)).

 

ونحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرَأ، ومِن شَرِّ ما ينزلُ من السماء، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومِن شَرِّ ما ذرأ في الأرض، ومِن شَرِّ ما يخرُج مِنها، ومِن شَرِّ فِتَنِ الليلِ والنهار، ومِن شَرِّ طَوَارق الليلِ، إلا طارقًا يَطرُق بخير يا رحمن)).

 

ومنها: ((أَعُوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن غضبه وعِقَابه، ومِن شرِّ عباده، ومِن هَمَزات الشياطينِ وأن يَحضُرونِ)).

 

ومنها: ((اللَّهُمَّ إني أعوذُ بوجْهِكَ الكريم، وكلماتِك التامَّاتِ من شرِّ ما أنت آخِذٌ بناصيته، اللَّهُمَّ أنتَ تكشِفُ المأثَمَ والمَغْرَمَ، اللَّهُمَّ إنه لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، ولا يُخلَفُ وعدُك، سبحانَك وبحمدِك)).

 

ومنها: ((أَعُوذُ بوجه اللهِ العظيمِ الذي لا شيءَ أعظمُ منه، وبكلماتِه التامَّات التي لا يُجاوِزُهن بَرٌّ ولا فاجرٌ، وأسماءِ الله الحُسْنَى، ما علمتُ منها وما لم أعلم، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرأ، ومن شَرِّ كُلِّ ذي شرٍّ لا أُطيق شرَّه، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بناصيته، إنَّ ربِّي على صِراط مستقيم)).

 

ومنها: ((اللَّهُمَّ أنت ربِّي لا إله إلا أنتَ، عليك توكلتُ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكن، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شيء قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصَى كُلَّ شيءٍ عددًا، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسي، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صِراط مستقيم)).

 

وإن شاء قال: ((تحصَّنتُ باللهِ الذي لا إله إلا هُوَ، إلهي وإله كُلِّ شيء، واعتصمتُ بربي وربِّ كُلِّ شيء، وتوكلتُ على الحيِّ الذي لا يموتُ، واستَدْفَعتُ الشرَّ بلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، حسبيَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، حسبيَ الربُّ مِن العباد، حسبيَ الخَالِقُ من المخلوق، حسبيَ الرازقُ مِنَ المرزوق، حسبيَ الذي هو حسبي، حسبيَ الذي بيده ملكوتُ كُلِّ شيءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجَارُ عليه، حسبيَ الله وكَفَى، سَمِعَ الله لمنْ دعا، ليس وراء اللهِ مرمى، حسبيَ الله لا إله إلا هُوَ، عليه توكلتُ، وهُوَ ربُّ العرشِ العظيم))".

 

وفي الفصل نفسه يقول ابن القيم - رحمه الله -: "ورأى جماعة من السَّلَف أن تُكتب له الآياتُ مِن القرآن، ثم يشربَها؛ قال مجاهد: لا بأس أن يَكتُبَ القرآنَ، ويغسِلَه، وَيَسْقِيَه المريضَ، ومثلُه عن أبي قلابَةَ، ويذكر عن ابن عباس: أنه أمر أن يُكَتبَ لامرأة تَعَسَّرَ عليها وِلادُها أثرٌ من القرآن، ثم يُغسل وتُسقى، وقال أيوب: رأيتُ أبا قلابَةَ كتب كتابًا من القرآن، ثم غسله بماء، وسقاه رجلاً كان به وجعٌ".

 

هذا فيما يتعلق بعلاج المصاب بالعين، لكن هناك نقطة مهمة جدًّا تتعلق بشخصيتك - كما وصفتِها بنفسكِ - حين قلتِ: "أنا أعيش في صراعٍ مع نفسي، دائمًا حزينة ومرتبكة وخجول وحساسة جدًّا"، ومثل هذا النوعِ من الشخصيات الحساسة، عادةً ما يكون لديه نزعةٌ لتضخيم الأمور أكثرَ مما يجب؛ لأن الشخص الحساس يَنظر إلى الحياة والناسِ بعدسةٍ مكبرة، تضخِّم الصورةَ أكبر من حقيقتها، وربما كان ذلك سببًا في توارُد مثل هذه الشكوكِ والأفكار السلبية تجاه زميلاتك إلى ذهنك، من أنهنّ يَحسُدنك ولا يرغبْن لك الخير.

 

مجرد معرفتك بأنك شخصيةٌ حساسة Sensitive Personality، واستبصارك بنفسك، واعترافك بذلك - سيكون كافيًا لأن تستوقفي تلك الشكوكَ والظُّنون والأفكار السوداء التي تَحوم داخل عقلِك تجاه الناس مِن حولك، وأن تلومي نفسَك عوضًا عن لوم الآخرين على إساءتك الظنَّ بهم!

 

وحين نتكلَّم عن الشخصية - أيّ شخصية - فيجب أن نتوقَّف عن البحث عن علاجات دوائية؛ لأننا لسنا بصددِ علاجٍ لمرضٍ نفسي؛ بل البحث عن طريقة تعامُل مع هذا الشخص، فشخصية الإنسان ملازمةٌ له منذ الطفولة وحتى الكهولة، ومسألة تخفيفِ حدتها يعتمد على الشخص نفسِه، عبر تثقيف نفسه بنفسه، والعمل على تغيِير نفسه وجوانبه السلبية في شخصيته بنفسه؛ لأن الله - عز من قائل - يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

حقيقةً، أعجبتْني حلقة من برنامج (خطوة) على قناة (أبو ظبي) عن "الشخصية الحساسة"، لا أدري إن كان هناك إمكانية لتحميلها بصيغة mp3 لسماعها عوضًا عن مشاهدتها؛ لتجنُّب الشبهات التي احتوتْها، ومن ثم الاستفادة من العلميَّة والواقعية التي ميزتها.

 

أذكِّرك في الختام بأن تحصِّني نفسكِ بالأذكار صباحَ مساءَ، وأن تتوكَّلي على الله حقَّ توكله، وأن تعلمي أنه لن يصيبكِ إلا ما قد كتبه اللهُ عليكِ.

 

وفَّقك الله في دراستك، وعافاك مما ابتلاك، وكل عام وأنتِ ومن تحبين بألف خير





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة