• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الرقية الشرعية / مقالات في الرقية الشرعية


علامة باركود

الحسد والتنافس

د. خالد أبو جندية


تاريخ الإضافة: 24/4/2010 ميلادي - 11/5/1431 هجري

الزيارات: 23364

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحسد داءٌ وبيلٌ، ومرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب، لا ينبغي لمؤمنٍ أن يتَّصِف به، ومعناه: تمنِّي زوال نعمة المحسود، سواء تمنَّى مثلها لنفسه أم لا، وقد أوضحه فضيلة الشيخ الشعراوي في كتابه "معجزة القرآن" فقال:

"الحسد هو تمنِّي زوال النعمة، وهذا التمنِّي قد يأتي بأن تعمل أنت على تعطيل الأسباب التي تُؤدِّي للنعمة ظاهرًا، كأن تكون لإنسانٍ أرضٌ وافرةُ الإنتاج، تحسُده عليها، فتأتي وتُغرقها، أو تقلع الزرع عنها، وقد يكون هذا التمنِّي بالدعاء دون الفعل، أو يكون من داخل النفس بحيث يؤثِّر على المحسود".

 

ولكن، كيف يؤثر الحسد في المحسود؟

الناس يُعبِّرون أحيانًا عن الحسد بالعَيْن، فيقولون: فلان أصابتْه العين، فهل العين هي التي تُؤثِّر أو غيرها؟

 

لقد تولى الإجابةَ ابنُ قيم الجوزية، فقال: "إن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيَّف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتُؤثِّر فيه بتلك الخاصية"، إذًا فالحسد في الحقيقة لا يكون من العين، وإنما يكون من داخل النفس الشريرة.

 

وقد فسَّر هذا ابنُ القيم، فقال مرةً أخرى عنه: الحسد سهامٌ تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المسحور والمَعِينِ، تُصيبه تارةً، وتُخطئُهُ تارةً، فإن صادفَتْه مكشوفًا لا وقاية عليه، أثَّرت فيه بلا شك.

 

وإن صادفَتْه حذِرًا، شاكي السلاح، لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثِّر فيه، وربما رُدَّت السهام على صاحبها، وهذا بمثابة الرمي الحسِّي سواء، فهذا من النفوس والأرواح، وذاك من الأجسام، وأصله من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفيةُ نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سُمِّها بنظرة إلى المعين.

 

فالعين إذًا إنما هي أداة للحسد، وليست هي الحاسدة؛ لأنها - أي: العين - ترى النعمة في المحسود تستحسنها، ثم يتبع ذلك انفعال شديد شرير في داخل الحاسد، ثم يتحرَّك ذلك الانفعال ويخرج من نفس الحاسد على هيئة سهام مسمومة، تتسلَّط على نفس المحسود، فتُؤثِّر فيها - بإذن الله تعالى.

 

والحسد لا يتعارض مع القَدَر؛ بل إنه من أسبابه؛ فإن الله - سبحانه - يُقدِّر مثلاً أن يمرض فلان، وأن سبب مرضه سيكون نتيجة لحسد فلان، كما أنه يُقدِّر له المرض ويكون سببه تعرُّضه لميكروب معيَّن، وهكذا.

 

ولا يُشترط أن يكون الحاسد مُبصرًا حتى يتناول بعينه المحسود؛ بل يمكن أن يكون الحاسد أعمى، فيُوصَف له المحسود، فتتناوله نفسُه بالحسد.

 

ولكن، ما الفرق بين الحسد والتنافس؟

الحسد - كما قلنا -: تمنِّي زوال نعمة الغير، أما التنافس أو الغبطة، فهو: ألا تحبَّ زوال تلك النعمة، ولا تكره وجودَها ودوامها، ولكن تشتهي لنفسك مثلَها، فما حكم كل نوع منهما؟

 

أما الأول - وهو الحسد - فهو حرامٌ بكل حال، إلا نعمة أصابَها فاجرٌ أو كافرٌ وهو يستعين بها على تهييج الفتنة، وإفساد ذات البين، وإيذاء الخلق، فلا يضرّك كراهيتُك لها، ومحبتُك لزوالها؛ فإنك لا تحب زوالَها من حيث هي نعمة، ولكن من حيث هي آلة للفساد.

 

والذي يدلُّ على تحريم الحسد قولُه - تعالى - في معرض الإنكار: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54]، وتحدَّث - سبحانه - عن حسد إخوة يوسف مُحذِّرًا به المسلمين منه، فقال: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ﴾ [يوسف: 8، 9]، فلما كرهوا حبَّ أبيهم له، وأحبوا زواله عنه، فغيَّبوه بعيدًا عنه في غيابة الجب.

 

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسد: ((لا تَحَاسَدوا، ولا تَقَاطَعُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة