• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / خطب منبرية


علامة باركود

الرسول قدوتنا في الأخلاق (خطبة)

أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي


تاريخ الإضافة: 8/3/2017 ميلادي - 9/6/1438 هجري

الزيارات: 222512

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسول قدوتنا في الأخلاق


الخطبة الأولى

عباد الله، لقد امتدح الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على سمو أخلاقه فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ وذلك الخلق العظيم ظهر من خلال معاشرته للناس، ولقد سئلت عائشة - رضي الله عنها - كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: (كان خلقه القرآن)، أي: كان عاملاً بأخلاق القرآن وآدابه؛ ممتثلاً حكمة الله في إنزال القرآن ليتدبرَ ويعملَ به، فكان أولى الناسِ وأوّلَهم عملاً به وامتثالاً لأوامره سيدُ الخلق محمدٌ صلى الله عليه وسلم.


وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الأخلاق وبيّن منزلتها من الدين في أحاديث كثيرة، ومن هذه الأحاديث: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وحسنه الألباني. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم (أي: ضامن) ببيت في ربض الجنة (أي: أدناها) لمن ترك المراء (أي: الجدال) وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خُلُقه) رواه أبو داود وحسنه الألباني.وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنالرسول صلى الله عليه وسلم قال:( إن خيارَكم أحاسنُكم أخلاقاً) رواه البخاري. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود وصححه الألباني،وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن، وإن الله ليَبْغَض الفاحشَ البذيء) رواه الترمذي وحسنه الألباني.


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: (.. واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) رواه مسلم.

وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أولَ من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها، وفي هذا المقام نتذاكر شيئًا يسيرًا من مواقفَ وتوجيهاتِ النبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق؛ فالله يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [سورة الأحزاب:21].

مِن تلك الأخلاق الرفيعة للنبي صلى الله عليه وسلم الصدق في الأقوال والأفعال، فهو الذي اتصف بذلك الخلق العظيم، وشهد بذلك أعداؤه قبل أصحابه، وقد كان يُسمى الصادقُ الأمين، بل إنَّ كلَّ حياته وضوحٌ وصدق، حتى مع أعدائه الذين آذوه وأرادوا أسرَه وقتلَه..


ومن الأخلاق العالية للنبي صلى الله عليه وسلم السماحةُ والعفو، غزا النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فلما كانوا في الطريق راجعين استراحوا في الظهيرة، فنام النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة وعلّق بها سيفَه، ونام الصحابة - رضي الله عنهم -؛ فإذا رسول الله يدعو صحابته؛ وإذا عنده أعرابي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً؛ فقال: من يمنعك مني؟ قلت: الله؛ ثلاثاً، فسقط من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيفَ، فقال للأعرابي: (من يمنعك مني؟) فقال: كن خير آخذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى الرجلُ أصحابَه فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس!. (الحديث عند البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه).

 

فانظروا - يا عباد الله - شجاعةَ النبي صلى الله عليه وسلم وعفوَه. ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغفل في تلك اللحظة عن القيام بدعوته للإسلام؛ واستغلال الموقف، فيقول للرجل: (تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟)، ولم يكرهه على الإسلام، ولم يقتله؛ ولم يعاقبه بأي عقوبه، ليعود هذا الرجل سالما ينادي أصحابَه ليعطيهم درساً عملياً في سمو أخلاق هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.

وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردٌ نجراني - نوع من اللباس - غليظُ الحاشية، فأدركه أعرابيٌ فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك؛ ثم أمر له بعطاء!) رواه البخاري. إنها رحمة الإسلامِ ونبيِّ الإسلام!.


ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الجودُ والعطاءُ والبذل، روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم! أسلموا فوالله إن محمداً ليعطي عطاءً؛ ما يخاف الفقر. قال أنس رضي الله عنه: وإن كان الرجل ليُسْلِمُ ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلامُ أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها)، يعني: أن هذا فيه تأليف القلوب للدخول في الإسلام والثبات عليه.


ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - أيضاً -: التواضعُ وخَفضُ الجناح للمؤمنين؛ ممتثلا أمر الله له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة الشعراء: 215]. وذلك أن التواضع يتألف القلوبَ ويملكها بالمحبة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعاً، خافضَ الجناح، لين الجانب، إذا جلس بين أصحابه كان كأحدهم.

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخصفُ نعلَه ويَخيط ثوبَه، ويعملُ في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) صححه الألباني. وقالت: (كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه) صححه الألباني.

وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويُقِلُّ اللغوَ، ويُطيل الصلاة، ويُقصِّر الخطبةَ، ولا يأنفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته) قال الألباني: إسناده صحيح.

نفعنا الله بكتابه الكريم وهدي سيد المرسلين.....


الخطبة الثانية

ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ اللسان وكف الأذى وترك الشتم والسب، عن أنس رضي الله عنه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً..) رواه البخاري.

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة جالساً فجاء نفر من اليَهُود فقالوا: السام عليكم - أي: الموت عليكم- فسمِعتْ عائشةُ مقالتهم فقالت: وعليكم السام واللعنة! فقال رسول الله: (يا عائشة! إن الله لا يحب الفُحش ولا التفحش؛ ولكن قولي: (وعليكم)).

ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الحياء مما يَقبح فعلِه أو يُكره، وهو القائل: (الحياء لا يأتي إلا بخير) رواه البخاري. وقال أيضا: (إن الحياء من الإيمان) رواه البخاري. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خِدرها، وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه) صحيح البخاري.


ومن حُسْنِ خُلُق الرسول صلى الله عليه وسلم المزاحُ المتّزن والانبساط مع الناس.. فعن أنس رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطُنا، حتى يقول لأخٍ لي صغير: (يا أبا عمير ما فعل النغير). طائر صغير كان يتسلى معه.

وقد مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فرأى رجلاً من أهل البادية فاحتضنه من خلفه وقال: (من يشتري هذا العبد) - على وجه المزاح - فقال يا رسول الله: إذن والله تجدني كاسداً! -أي رخيصاً- قال: (لكنك عند الله لست بكاسد) أو قال: أنت عند الله غالٍ. صححه الألباني.


ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم إكرام الضيف والجار والإحسان إليهما، ومواقفه كثيرة في ذلك، وكيف لا يكون كذلك وهو القائل: (من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم احترامُ الكبيرِ والرحمةُ بالصغير؛ ويدعو إلى الرحمة بالناس فيقول: (الراحمون يرحمُهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمْكم من في السماء) صححه الألباني.

رزقنا الله التاسي بنبينا، وهدانا لأحسن الأخلاق....


اختصار ومراجعة: الأستاذ: عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة