• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / سيرة نبوية


علامة باركود

التحديات التي تواجه التخطيط الدعوي

الشيخ مهنا نعيم نجم


تاريخ الإضافة: 1/9/2015 ميلادي - 17/11/1436 هجري

الزيارات: 7625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التخطيط الشخصي في السيرة

(التحديات التي تواجه التخطيط الدعوي)

 

نظرة عامة إلى الحالة التي كانت موجودة في تلك الفترة:

لقد اشتد الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته، ولم يسلم معه إلا قليل، بل كانوا معروفين أفرادًا، وما منعه ذلك من المحافظة على رسالته، والثبات عليها، رغم العداء المستحكم، والاضطهاد البالغ، بل اجتهد في تطوير الخطة، واتخاذ وسائل جديدة ومبتكرة لتحقيق رسالته، وهذا ما يدل على قدرته صلى الله عليه وسلم العالية في التخطيط، ومهارته في اتخاذ القرارات؛ حيث من المعروف أن "التخطيط الإستراتيجي عملية مستمرة وعائدة، فلا يمكن أن تكون جهود الإدارة الإستراتيجية بمثابة نشاط لفترة زمنية واحدة، أو لها بداية ونهاية، بل يجب أن تكون عملية مستمرة تتراكم فيها الخبرات، ويتم تطوير هذه الخبرات من خلالها، ولعل أحد الأسباب الرئيسية التي تفسر استمرارية عملية التخطيط الإستراتيجي هي استجابته للظروف الخارجية التي لا تتوقف أبدًا، ومن ثم فيجب أن تظل الخطط والأدوات التي يتم تنفيذ تلك الخطط بها في حالة تعديل وتنقيح مستمر"[1]، ولعل هذا ما تميز به النبي صلى الله عليه وسلم من بداية خطته وحتى يومنا هذا،؛ إذ إن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان ما دامت السموات والأرض.

 

توضيح أهم التحديات التي رافقت تلك المرحلة:

إن من المنطقي أن يكون ما هو مستحدث في مجتمع اعتاد على أمور متفق عليها فيما بينهم، أن يكون مستهجنًا، وأن يقابل بالرفض والمحاربة، بل يصل الأمر أحيانًا إلى البراءة والقتال، وهذا ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت التحديات التي اعترضت خطته كبيرة وحساسة، كادت أن تودي بها لولا قدر الله تعالى؛ ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ [الطور: 48]، ثم حسن تدبيره وتخطيطه صلى الله عليه وسلم.

 

إشارة:

إن مجمل التحديات التي واجهت خطة النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد على قوة تخطيطه، واستحكام خطته، وتنبُّئِه بما ستؤول إليه من نتائج إيجابية، وتحقيق الأهداف المخطَّط لها.

 

وإن أهم التحديات التي تعرضت لها خطة النبي صلى الله عليه وسلم، أجملها على النحو التالي:

أولاً: الإغراء: كثيرًا ما تنهار الخطط، وتهدم الترتيبات، أمام الإغراء المالي أو الجاه، خاصة إذا علمت أن الإغراء يفوق التصور المنطقي للحالة التي يكون عليها المغرر به، وقد عرضت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم إغراءً اعتبر تحديًا كبيرًا اعترض خطته؛ إذ إنه كان في تلك الحالة في أمس الحاجة للدعم اللوجستي؛ من مال وجاه وعزوة، إلا أن التخطيط السليم لا بد أن يؤتي أكله، ويفرح به صاحبه.

 

كان إغراء قريش تتويجه ملكًا، وتزويجه نساءً، وتسكينه قصورًا، وهذا مبتغى الإنسان في الدنيا ببساطة، وهو تحدٍّ قوي، قد يُودِي بالدول وليس برجل؛ فقد جاء عتبة بن ربيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "إن كنت تريد مالًا جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد شرفًا سوَّدْناك وملكناك.."[2].

 

الآن نحتاج إلى تثبيت القلب، وتأكيد على العهد، والتزام بالخطة، ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]، وهنا يظهر الصبر.

 

ثانيًا: الإيذاء النفسي والمخاصمة: حين يعجز الإغراء، يكون هناك تحدٍّ من نوع آخر أكثر قساوة، وأشد ضراوة، يكون فيه للكلمة صدى، وهذا التحدي لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم، بل تجرأ بعضهم لإيذائه صلى الله عليه وسلم والتعرض له بالاعتداء الجسدي.

 

فبدأ المدرِكون لنجاح خطة النبي صلى الله عليه وسلم بنشر الأكاذيب، والطعن واللمز والاستهزاء؛ لأن من يدرك مآلات التخطيط هو ذلك الشخص صاحب الخبرة والدراية، وهذا ما دفع بقريش إلى إرسال عتبة بن ربيعة لنقاش النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلنه من الدعوة.. فقد كان عتبة على علمٍ واسع في فهم الرجال، وله نظر وخبرة في مآلات الأمور.

 

وبعد إقامة الحجة على سفيرهم عتبة، وإقراره بها، أعلن منحازًا لكفره وظلمه، وأصدر تعليماته وفسقه، بأن محمد ما هو إلا كاهن وشاعر ومفتر.. إلخ، واشتدت المخاصمة له صلى الله عليه وسلم، ترافقها الشتيمة، والطعن، والقذف، وهذا وغيره ما سبَّبَ الإيذاءَ النفسيَّ للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضي الله عنهم.

 

إشارة:

إن بعض المثبطين يحاولون أن يظهروا للمخطِّط أن نقاط قوته تشكل له تحديًا، مما يزرع الهزيمة النفسية بداخله، ويدعوه لترك التخطيط واستكمال التنفيذ..

 

ثالثًا: إيذاء الصحابة ومَنَعَةُ رسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن أم سلمة رضي الله عنها: أنها قالت: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَنَعَةٍ من قومه وعمِّه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه...).

 

ولعله من أصعب التحديات في تلك الفترة: أن يرى أصحابه في اضطهاد وتعذيب، وهو صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يدفع عنهم ذلك البلاء؛ يقول خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسدٌ بردةً له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: ((قد كان مَن قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون))[3].

 

رابعًا: التعدي، وإلحاق الأذى الجسدي: لم يكن يتصور صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، أن يصل الأمر بقريش إلى الاعتداء على الأحرار والأسياد ممن أسلموا، ناهيك عن الشك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، أو التعرض له، وهو من أصل معروف، ومكانة مرموقة، وسيرة طيبة عطرة.

 

تعرَّض النبي صلى الله عليه وسلم للطعن والشتم من خاصة عشيرته دون غيرهم، إلا أن الأمر لم يطُلْ؛ حيث اشتد عليه اللمز والهمز بعد إعلان الدعوة وخروجها من دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ حيث اعتبرت قريش هذا إعلان حرب عليهم وعلى ما يعبدون من دون الله، وهذا له ما له من تأثير على القوافل والتجار والزائرين للبيت العتيق، وينال من هيبة قريش أمام الآخرين.

 

النبي صلى الله عليه وسلم كان يدرك أن هذا التحدي سيكون أكثر وقعًا على نفوس أصحابه - رضي الله عنهم - ومن هنا نؤكد على أن "عملية التخطيط تكون إستراتيجية؛ لأنها تتضمن اختيار ما هو أفضل استجابة للظروف التي تشكل بيئة ديناميكية، وربما في بعض الأحيان عدائية"[4].

 

"وباستقراء الأحداث والكشف عن مكنون الخطة النبوية، نرى أن الهدف من هذا الانضباط النفسي العالي هو تمكين كل فرد من قراءة حساب دقيق، ليس لنفسه كفرد، ولا لبعض إخوانه فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى التقدير الجيد.. المفضي بهم إلى الخروج من ذواتهم إلى الدوران مع مصلحة دعوتهم ومشروعهم الحضاري"[5].

 

وفي ذات الوقت يعلم صلى الله عليه وسلم لما استشرفه من حسن التوكل، ومن ثم مطالعة الأحداث الماضية ودراسة الحاضر: أن إشراقة المستقبل واعدة.

 

خامسًا: المقاطعة، "اعتبرت قريشٌ المسلمين عصاة ثائرين، فاستباحت في الحرم الآمن الدماء والأموال.. فعزمت على عقد معاهدة تعتبر فيها المسلمين ومن يرضى بدينهم أو يعطف عليهم أو يحمي أحدًا منهم حزبًا واحدًا؛ فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى أن يلتجئوا إلى شِعْبِ بني هاشم.. واشتد الحصار على المسلمين؛ فقل غذاؤهم وكساؤهم، وبلغ بهم الجهد أقصاه.."[6]، وكانت هذه من أصعب التحديات التي تواجه رسالة تسعى للعالمين، والوصول لأكبر عدد ممكن، والظاهر أن هذا التحدي يتكرر منذ النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قبله، ومن بعده، حتى يومنا هذا.. لكن المخطِّط المُتقِن هو مَن يجعل هذا التحدي حافزًا له للنجاح[7].

 

إشارة:

ليس مِن التخطيط السليم أن يعود المخطط من خطته عند أول منعطف، بل من الأهمية بمكان أن يدرك جيدًا أنه ليس سهلاً أن يصل إلى مبتغاه دون التعرض للتحديات، ومواجهات بعض الصعوبات.. وليس كل تحدٍّ معول هدم للخطة، بل لربما يكون عونًا لصاحبها للثبات والإصرار على تحقيقها.



[1] من مقال (التخطيط الإستراتيجي) سبق ذكره.

[2] سير أعلام النبلاء، ص95، سبق ذكره.

[3] صحيح البخاري، سبق ذكره.

[4] من مقال (التخطيط الإستراتيجي) لمحمد حسن، سبق ذكره.

[5] منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، ص 118، سبق ذكره.

[6] خطاب، محمود شيت، الرسول القائد، دار الفكر، بيروت، ط1، 2002م.

[7] تعقيبًا أقول: (ولعل ما ظهر من تطور في أساليب ووسائل المقاومة الفلسطينية في معركة العصف المأكول 2014م مع العدو الصِّهْيَوني، بعد مُضيِّ أكثر من ثمانية أعوام من الحصار والمقاطعة لقطاع غزة - يدلل على أن هذا التحدي يجعل لديك حافزًا للنجاح والتميُّزِ أيضًا).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة