• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / سيرة نبوية


علامة باركود

سيد الأزواج

سيد الأزواج
الشيخ طه محمد الساكت


تاريخ الإضافة: 15/7/2017 ميلادي - 20/10/1438 هجري

الزيارات: 6249

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيد الأزواج


• الأمُّ الفريدة.

• أحفظ الناس للصنيعة.

• أولاده صلى الله عليه وسلم.

• سيدة نساء أهل الجنة.

• الشأن في الزواج النبوي.

• زوج لا تعوض.

• من بركات سَوْدة رضي الله عنها.

 

عن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: "ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرتُ على خديجةَ، وما رأيتُها، ولكن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثُ بها في صدائق خديجة، فربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة؟!"، فيقول: ((إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد))؛ رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.


في العام العاشر من بعثةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الشهر الذي توفي فيه عمُّه أبو طالب - لبَّتْ خديجة نداءَ ربها راضيةً مرضية، تاركة وراءها فراغًا لم يملأ بعدُ؛ ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفقدْ بموتها شريكةَ حياته الأولى، ورائدةَ بيته المُثْلى، وأمَّ ولده الفُضلى وحسْبُ، ولكنه فقد بموتِها أكبرَ عونٍ له - من بعد الله عز وجل - على تبليغِ الرسالة، واحتمال أعباء الدعوة، كما فقد المؤمنون الأوَّلون بموتها أمًّا لم تلِدْهم، ولكنها أَوْلى من أمهاتهم اللائي ولَدْنَهم برًّا، وأقرب لهم نفعًا.


لقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على وزيرَيْه أشدَّ الحزن وأعظمه؛ حتى سمى سنَّةَ وفاتِهما عامَ الحزن! وما بلغ حزنُه على موت أولادِه مِعْشار ما بلغ عليهما!

ولكن ماذا يفيدان من الحزنِ، وإن كان الحزينُ إمام الصابرين صلى الله عليه وسلم؟!


إذًا فلا بد من مكافأةِ الجميل بأجملَ منه، ومجازاة الصنيعة بأحسنَ منها، ومَن أولى بذلك من إمام الشاكرين صلى الله عليه وسلم؟

وفي مكافأتِه وشكره يقول صلوات الله وسلامه عليه - فيما رواه الترمذي -: ((ما لأحدٍ عندنا يدٌ إلا وقد كافيناه[1] بها، ما خلا أبا بكر؛ فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة)).

فأما عمه أبو طالب، فقد بذل الجهد في مكافأته وهدايته، جزاءَ ما قدَّم له وللإسلام، من أيادٍ جسامٍ، وقد بسطنا القول في ذلك، في جُزْأَي ربيع الآخر وجمادى الأولى من العام الماضي.

وأما أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها، فنرجئ القول في مكافأتها إلى بيت النبوة الثالث، بيتِ الصدِّيقة بنتِ الصديق رضي الله عنهما.

••••


وأولاد النبي صلى الله عليه وسلم - في أصح الروايات وأشهرِها - سبعةٌ: القاسم، وهو أولهم، وبه كان يُكنَّى صلوات الله وسلامه عليه، وإبراهيم، وهو آخرهم، وعبدالله، ويقال له: الطاهر والطيِّب، وزينب، وهي كبرى بناته الأربع، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

وكل أولادِه من خديجةَ رضي الله عنها إلا إبراهيم، فمن مارية القبطية[2]، التي أهداها وأختَها (سيرين) فيما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم - صاحبُ مصر والإسكندرية (جريج بن مينا)، الملقَّب بالمقوقس، أهداهما في السنة السابعة من الهجرة...، وقد وهب النبي صلى الله عليه وسلم (سيرين) لحسان بن ثابت رضي الله عنه.


وقد احتسب النبي صلى الله عليه وسلم جميعَ أولاده، ما عدا فاطمة الزهراء أحب أهله إليه، فإنها عاشت بعده ستة أشهر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبَرَها في مرض موته أنها أول أهله لحوقًا به، وبشَّرها بأنها سيدةُ نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران، وكان إذا أراد سفرًا جعلها آخر العهد به، ثم صلَّى ركعتين، وإذا قدِم مِن سفر جعلها أوَّل العهد به، بعد أن يبدأ بالمسجد فيصلي ركعتين.


ومن لطائف ما قيل في سبب فضلِها على أخواتِها، بل على أمِّها، أنهن مِتْنَ في حياته صلوات الله عليه، فكن في صحيفتِه، ومات هو في حياتها، فكان في صحيفتها وميزانها، ولا يقدر مقدار ذلك إلا اللهُ عز وجل.


واحتسبت خديجة ابنَيْها: القاسم وعبدالله، وقد وُلِدَا بمكة؛ القاسم قبل النبوة، وعبدالله بعدها، وماتا رضيعينِ كإبراهيم، وتركتْ رضي الله عنها بناتِها الأربع وقد أكرمهنَّ الله بالإسلام والهجرة، وأدخلهنَّ في السابقين الأولين، وقد تزوَّجن كلهن، وتوفاهن الله في بيوت أزواجهن:

• فتُوفِّيت زينب عند زوجها وابن خالتِها أبي العاص بن الربيع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكُرُه ويُثني عليه في مصاهرته فيحسن الثناء، ويقول: ((حدَّثني فصدَقني، ووعدني فوفاني))، وقد حفِظَتْ له الجميل فافتدَتْه بعقدِها لَمَّا أُسِر يوم (بدر) قبل إسلامه، في قصة رقيقةٍ معروفة، وولدَتْ له عليًّا، وكان رديفَ النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح، وقد مات صغيرًا، وولدَتْ له أُمامةَ التي حملها صلوات الله وسلامه عليه في صلاة الصبح على عاتقِه، فكان إذا ركع وضعها، وإذا رفع رأسه من السجود أعادها، وقد تزوَّجها عليٌّ بعد خالتِها فاطمة الزهراء بوصيةٍ منها.


• وتُوفِّيت رقيَّة، ثم أختها أم كلثوم عند ذي النورين عثمان بن عفان، وكانت رقية زوجًا لعُتْبة، وأم كلثوم زوجًا لأخيه عُتَيبة ابنَي أبي لهب، عقدا عليهما ولم يدخُلا، فلما أنزل الله تعالى سورة أبي لهب، قال لهما أبوهما: رأسي من رؤوسِكما حرامٌ إن لم تفارقا ابنتَي محمد، ففعلَا، فأبدلهما الله خيرًا منهما؛ عثمان.


• وتُوفِّيت فاطمة الزهراء عند عليٍّ، وولدَتْ له حَسَنًا، وحُسينًا، ومُحسنًا (وقد مات صغيرًا)، وأم كلثوم، وزينب.

وكما قضى الله ألا يكون لخاتم النبيين ولدٌ إلا من خديجة، قضى سبحانه ألا يبقى له عقبٌ إلا من ابنتها فاطمة، انتشر نسلُه الشريف منها، مِن قِبَل السِّبْطينِ: الحسن والحسين، ليس غير.


تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بكر بخديجةَ رضي الله عنها وهي ثيِّب، وانتقلت إلى جوار ربِّها وقد بلغَتْ بضعًا وستين سنةً، وبلغ هو بضعًا وخمسين، ولو كان صلوات الله عليه يقصد من زواجه ما يقصده العامة - وحاشاه - من متاعِ الحياة الدنيا، لاختار غيرَ واحدة من الأبكار المعجبات الرائعات حسنًا وجمالًا وسنًّا، في زهرة حياته ونضرة شبابه، وما مِن بيت من بيوتات العرب في الجاهلية والإسلام، إلا وهو يؤْثر رغباته، ويتسابق في مرضاته، ونحسب أن سَوق الأدلة على ذلك كسوق الأدلة على الشمس وقد دمغت رأسَ منكرها في وضح النهار.


الشأن إذًا في زواجِه صلوات الله وسلامه عليه - أجلُّ من الدنيا ومتاعها، بل أعظم من النفس وحاجاتها؛ لأنه من الشؤون الإلهية العليا، في سياسة الدعوة المخلصة، التي تفنى فيها النفس، فلا تبالي بما تَلقى في ذات الله.

والشأن إذًا للعقل والروح، والفضل والنُّبل، وتوثيق العُرى، وشدِّ الأواصر، وجمع القلوب على كلمة الله، وكذلك كان أساس اختياره صلى الله عليه وسلم، أو اختيار الله له فيما أمَره أو كتب له مِن الأزواج.


لم يخطر على باله يومًا أن يتزوَّج على خديجةَ رضي الله عنها، حتى إذا استجابت لربها أحوجَ ما يكون صلوات الله وسلامه عليه إلى سكنِها وعونها - فكَّر فيمَن عسى أن تُخفِّف عنه من شدائد الدعوة وأعبائها، وما نحسبه عليه صلوات الله وسلامه فكَّر فيمن يعوض خديجة، فإن خديجة - كما تدل دلائلُ أحواله ومقاله - لا عِوَض لها.


وإنه لكذلك، إذ جاءته خَوْلة بنت حكيم، فقالت له: ألا تتزوَّج؟ قال: ((مَن؟))، قالت: إن شئت بكرًا، وإن شئت ثيبًا؛ أما البكر، فابنة أحب الخلق إليك؛ عائشة، وأما الثيب، فسَوْدَة بنت زَمْعة، قد آمنت بك واتَّبعتك، قال: ((اذهبي فاذكريهما عليَّ))، فذهبت إلى سَوْدة، فقالت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت سَوْدة: وما ذاك؟ قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليك لأخطبَك عليه، ففرِحَتْ سَوْدَة بهذه الزيجة الكريمة، وأشارت على خولة أن تستأذن أباها، وكان شيخًا كبيرًا، فأذن من فوره.


كانت سَوْدة بنت زَمْعة - وهي قرشية عامرية - تحت ابنِ عمِّها السكران بن عمرو، أسلَمَ معها قديمًا وهاجَرَا إلى الحبشة الهجرة الثانية، فلما قدما مكة مات زوجها! فكان النبي صلى الله عليه وسلم خيرَ عِوَضٍ لها.

وبنى النبي صلى الله عليه وسلم على سَوْدَة قبل أن يبني بعائشة، فكانت سَوْدة صاحبةَ بيته الثاني، وكانت تقيَّة سخيَّة مرحة، تُضحك الرسول صلى الله عليه وسلم بالشيء أحيانًا، وخشيت أن يُطلِّقها صلوات الله عليه لكِبَر سنِّها وبطئها، فسألته أن يُمسِكها وأن يجعل يومَها لعائشة، وأخبرَتْه أنها تريد أن تحشر في أزواجه، وأنها لا تريد ما تريده النساء، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ الآية [النساء: 128]، لا جرم أن هذا التسامح للضرَّة، والتيسير في المعاشرة - إحدى بركات سَوْدة، ومِن عظيم بركاتها إيلافُ قومِها بهذه الزيجة، حتى نالوا شرف الإسلام والصحبة.



[1] هكذا الرواية بالياء في الماضي، وأما الآتي، فروي بالياء كذلك، وروي بالهمز.

[2] وُلد إبراهيم سنة ثمان من الهجرة، وتوفي رضيعًا، ودفن بالبقيع، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن له مرضعًا في الجنة))، وأما أمه مارية رضي الله عنها، فتوفِّيت سنة ست عشرة، في خلافة عمر رضوان الله عليه، وقد حشر الناس ليشهدوا جنازتها، وصلى عليها ودفنها بالبقيع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة