• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

أستاذ الحب

نبيل بن عبدالمجيد النشمي


تاريخ الإضافة: 14/2/2010 ميلادي - 29/2/1431 هجري

الزيارات: 16066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أستاذ الحب


من الخطأ في حقِّ الحُبِّ الطاهر والعفيف أن نبحث عنه في غير مظانِّه، وأن نحرص على تعلُّمه عند غير أهله، فالحبُّ أكبر مِن أن يبدأ مِن مكالمة هاتفيَّة عابرة، بل خاطئة، وأسمى مِن أن تكُون المسلسلاتُ والأفلامُ مَدْرستَه، وميدانَ تعلُّمه، وهو أطهر وأنقى مِن أن نبحث عن معانيه الراقية في ثنايا قصيدة لشاعر ماجنٍ لا يتقيَّد بشيء، ولأنَّ ديننا الحنيفَ دينُ الجمالِ والروح والعقل والبدن، فلا بدَّ أنه سيُعطي موضوعَ الحبِّ قَدْرًا من الاهتمام، فقد شَغَلَ البَشَرَ قديمًا وحديثًا، ومثَّل قضيةً عامةً في جميع المجتمعات، فكان الحبَّ الذي يصُون كرامةَ المرأةِ وعفافَها، ويُكْرِم الرجُل ويحفظ مكانتَه، بعيدًا عن اللعب واللهو والعبَث باسم الحبِّ، والتشبُّه بالضائعين والضائعات.

 

فلسنا بحاجةٍ إلى الحبِّ بالمعنى المستورَد من المجتمعات المتفكِّكة والعابثة والبعيدة عن قوانين السماء مهما كانت دعاواهم.

 

تعالوا نتعرَّف عن الحبِّ في حياة أتقى وأنقى الخلْق صلى الله عليه وسلم؛ لنعرف أين نحن منه، وكم حَرَمْنا أنفُسنا مِن حقيقة الحبِّ:

كان يُقبِّل وإنْ كان صائمًا، وإذا شربتْ حبيبتُه من إناء تعمَّد أن يضع فمَه على موضع فمِها، وإذا كان في سَفَرٍ مع مَن يحبُّ، استغلَّ الفرصةَ للمسابقة فسُبق وسَبق، وكان يغتسل معها مِن إناءٍ واحدٍ تختلف فيه أيديهما، وإذا زارتْه في تعبُّده، عاد معها مرافقًا مؤنسًا، وإذا أراد سفرًا لا يخرج بدون مَن يحبُّ، وإذا كان معهم في بيته، كان في مهْنَتِهم يساعدهم، ويلاطفهم، ويؤنسهم، وإذا دُعي لضيافةٍ كريمةٍ، يشترط أن يأخذ حبيبته معه، فلا يذهب إلا بها، يَذبح الشاةَ فيَذْكُر حبيبتَه التي سبقتْه إلى الآخرة، فيُرسِل لِصواحِبِها وفاءً وحبًّا، تأتي عروسُه لِتَرْكَبَ فَيُعِدُّ رُكْبَتَهُ؛ لتعتمد عليها فتصعد مركبها، ولم يضرب بيده امرأةً قط، وقد جمع تسع نسوة، وكان يمازِح، ويداعِب، ويستمع الشكوى، ويُنصِت إلى القصص، ويُعطي أهلَه فرصةَ النظرِ إلى الألعاب، وهو الذي يسترُهم، ولا يَترُك حتى يشبعوا، وإذا سُئل عمَّن يحبُّ، صرَّح باسمها دون تحرُّج أو تردُّد، فالحبُّ مما لا يمكن إخفاؤه.

 

عاش الحبَّ في واقِعِه، وعاش ذكرياتِه، حتى قالت حبيبتُه: "ما غِرتُ على امرأةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكْر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إياها، وثنائه عليها، فقد ظلَّ يعيش ذكرياتِ أولِ حبيبةٍ في حياته، ولو بعد وفاتها بسنين، ومع مجيء غيرها، ومنافساتهن لها.

 

عاش الحبَّ ودعا غيرَه له، فقال: ((خيرُكم خيرُكم لأهلِه))، ((ولا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً))، ((واستوصُوا بالنساء خيرًا))، ويُشير إلى أن يضع الرجُلُ اللُّقمة في فِي امرأتِه، ويحضُّ على الملاعَبة المتبادَلة، ويُراعي المشاعرَ، فيحثُّ على الرفق بالقوارير تشبيهًا لطيفًا وحثًّا جميلًا.

 

هذا الحبُّ الطاهر العفيف كان يجري في ميدانه الفسيح، ومكانه الآمن في حديقة الزواج الوارفة، وبيت الزوجية التي تنعم بظلال الحبِّ، فتأتي السعادة إليه راغبةً أو راغمةً.

 

ومِن هذه المدرسة، ومِن هذا الأستاذ ينبغي أن نتعلَّم الحبَّ بعيدًا عن التلاعب بالعواطف، والتقليد الأعمى لمن لا تحْكُمهم ضوابط، ولا تردعهم أخلاق، ولا يفرِّقون بين ما يصحُّ وما لا يصحُّ.

 

فصلى الله على خيرِ الناس لأهلِه، وعلى مَن سار على نهجه، واقتفَى أَثَرَهُ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- لك أستاذ نبيل
عبدالله الجماعي - المدينة المنورة 16-02-2010 01:43 PM
للمقال : كلمات رائعة عن حب صادق
للكاتب : إبداع وننتظر المزيد
1- جزاك الله خيراً
عبد الله بن أحمد الحجري - المدينة المنورة 14-02-2010 11:42 PM
شكر الله للكاتب هذه اللفتة الجميلة, ووفقه للمزيد من العطاء.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة