• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته
كرم جمعة عبدالعزيز


تاريخ الإضافة: 28/12/2014 ميلادي - 6/3/1436 هجري

الزيارات: 69868

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أوفى الأوفياء (1)

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسل والنبيِّين، لا سيَّما خاتمهم محمَّد، وعلى آله وصحبِه والتابعين.


وبعد:

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مَضرِب المثل في الوفاء، والآيات شاهدة على ذلك، والمواقف حافلةٌ بذلك، وما حديثنا نحن - ومَن نحن؟! - عن وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو هو؛ صاحبُ المقام الأعظم، والدرجةِ العليا - إلا تذكيرًا للمؤمنين؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، وتنبيهًا للغافلين؛ للرجوع إلى هديِ خير المرسلين، وإمام المتقين عليهم جميعًا أفضل صلاةٍ وأتمُّ تسليم.


يقول حسانُ بن ثابت رضي الله عنه مُرغمًا آنافَ المشركين بذِكر خصال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريمة، فمَن يباريه في تلك الخصال؟! ومنها الوفاء بالعهود، وإنجاز الوعود، وردُّ الجميل:

هجَوتَ محمدًا فأجبتُ عنهُ
وعندَ الله في ذاك الجَزاءُ
هجوتَ محمدًا بَرًّا حنيفًا
رسولَ الله شِيمتُه الوفاءُ
فإنَّ أبي ووالدتي وعِرضي
لعِرضِ محمدٍ منكم وِقاءُ


وفَّى النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، مع صحابته، مع أمته، حتى المشركين وفَّى لهم - فيما سنذكره بمشيئة الله سبحانه - فاستحقَّ عن جدارةٍ أن يكون أوفى الأوفياء، وهذا طرَفٌ من سيرته العطرةِ في الوفاء مع زوجاته، نَقطف من تلك الحديقةِ الغنَّاء الوارفةِ الظلال أزهارًا نستمدُّ منها العِبرة، ونتلمسُ فيها النورَ والهدى؛ حتى نستبصر الصِّراط المستقيم، والهديَ القويم، قال الله جلَّ وعز في كتابه المحكَمِ المبين: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾[الأحزاب: 21].


"أيْ: هلاَّ اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: ﴿ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]"[1].

 

فمِن وفائه لزوجاته: وفاؤه لخديجةَ رضي الله عنها[2]:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذنت هالةُ بنت خويلدٍ، أختُ خديجةَ، على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فعرَف استئذانَ خديجة، فارتاعَ لذلك، فقال: ((اللهمَّ هالة!))[3]، قالت: فغِرتُ، فقلتُ: ما تَذكرُ مِن عجوزٍ من عجائزِ قريش، حمراءِ الشِّدقين، هلكَت في الدهر، قد أبدلَك الله خيرًا منها؟![4].


وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غرتُ على خديجةَ، وما رأيتُها، ولكن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذِكرَها، وربما ذبَح الشاةَ ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائقِ خديجةَ، فربما قلتُ له: كأنه لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة! فيقول: (إنَّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد))[5].


وعن عائشة، قالت: ما غرتُ على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أُدرِكْها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبحَ الشاة، فيقول: ((أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة))، قالت: فأغضبتُه يومًا، فقلت: خديجة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني قد رُزقتُ حبَّها))[6].


وعن عائشة، قالت: "لم يتزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجةَ حتى ماتَت[7]"[8].


وعن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكَر خديجة أثنى عليها، فأحسنَ الثناء، قالت: فغِرتُ يومًا، فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها، حمراءَ الشِّدق، قد أبدلَك الله عز وجلَّ بها خيرًا منها! قال: ((ما أبدلَني الله عز وجلَّ خيرًا منها؛ قد آمنَت بي إذْ كفَر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرَمني أولادَ النساء[9]"[10].


عن أبي زُرعة، قال: سمعتُ أبا هريرة، قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجةُ قد أتَتك، معها إناءٌ فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السَّلام من ربها عزَّ وجل، ومنِّي، وبَشِّرها ببيتٍ في الجنة من قصَب، لا صخَب فيه ولا نصَب[11].



[1] تفسير ابن كثير (6 /391).

[2] ذكَرنا السيدة خديجة مثالاً على وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته، وعلى هذا فقِس، ولم نستوعب كل أمهات المؤمنين، بل لم نستوعب كلَّ صور وفائه صلى الله عليه وسلم مع زوجه خديجه رضي الله عنها! وقد جعل هذا المثال دليلاً على غيره.

[3] يقول العلامة الكرماني رحمه الله: (عرَف) أي: تذكَّر، وهو إضافة إلى المصدر؛ أي: استئذانها من خديجة، و(ارتاع) أي: فزع، والمراد لازمه؛ أي: تغير؛ لأنه أعجبه، وفي بعض الروايات: (ارتاح) بالمهملة؛ أي: هش لمجيئها وسُر به؛ لتذكره بها خديجة وأحوالها؛ قال في جامع الأصول: كأنه طار لبُّه لما سمع صوتها. انتهى. و(هالة) خبر المبتدأ المحذوف، وفيه دليلٌ لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب في حياته ومماته. "الكواكب الدراري" ( 15/58) ط: دار إحياء التراث العربي.

[4] رواه البخاري (3821)، ومسلم (2437).

[5] رواه البخاري ( 3818).

[6] رواه مسلم (2435).

[7] قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": ومما كافأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم به خديجة في الدنيا أنه لم يتزوَّج في حياتها غيرها، وقال: وهذا مما لا اختلاف فيه بين أهل العلم بالأخبار، وفيه دليلٌ على عظم قدرها عنده وعلى مزيد فضلها؛ لأنها أغنته عن غيرها، واختصَّت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرَّتين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عاش بعد أن تزوَّجها ثمانية وثلاثين عامًا انفردَت خديجة منها بخمسةٍ وعشرين عامًا، وهي نحو الثلثين من المجموع، ومع طول المدَّة فصَان قلبها فيها من الغيرة ومن نَكد الضرائر الذي ربما حصل له هو منه ما يشوش عليه بذلك، وهي فضيلةٌ لم يشاركها فيها غيرُها.

ومما اختصَّت به سبقُها نساءَ هذه الأمة إلى الإيمان، فسنَّت ذلك لكلِّ من آمنَت بعدها، فيكون لها مثلُ أجرهن؛ لما ثبت ((أنَّ من سنَّ سُنة حسنة...)) وقد شاركَها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة إلى الرجال، ولا يَعرف قدرَ ما لكلٍّ منهما من الثواب بسبب ذلك إلا اللهُ عزَّ وجل. وقال النووي: في هذه الأحاديث دلالةٌ لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والْمُعاشر حيًّا وميتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب. "فتح الباري" (7/ 137).

[8] رواه مسلم (2436).

[9] يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وكان جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة، إلا إبراهيم؛ فإنه كان من جاريته مارية، والمتفَق عليه من أولاده منها القاسمُ، وبه كان يكنى، مات صغيرًا قبل المبعَث أو بعده، وبناته الأربع: زينبُ ثم رقيَّة ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقيل: كانت أم كلثوم أصغرَ من فاطمة، وعبد الله وُلد بعد المبعَث فكان يُقال له: الطاهر والطيِّب، ويقال: هما أخَوانِ له، وماتت الذكور صغارًا باتفاقٍ". "فتح الباري" (7/ 137) ط: دار المعرفة - بيروت.

[10] رواه أحمد ( 6 /117).

[11] رواه مسلم (2432).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة