• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

تفاح أمريكي

تفاح أمريكي
لبنى السحار


تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري

الزيارات: 7517

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفاح أمريكي


بعد أن عُرِض وانتشر الفيلم التافه، والهابط، والمنحط، والذي لا يمكن وصفه بأي حال بألفاظ أفضل من ذلك؛  لما يحويه من مشاهد وأفكار مقززة ومبتذلة، لا يمكن أن يصدِّقها أي إنسان عاقل محترم مهما كانت انتماءاته، ثار المسلمون في العديد من الدول، ولن نستطيع - مهما قلنا - أن نمنع ملايين من المسلمين الغيورين أن يعبِّروا عن غضبهم، وحبهم لسيد الخلق والمرسلين، الذي يسري حبُّه فينا كسريان الروح، حتى وإن كنا غارقين في ذنوبنا، غافلين أو بعيدين عن الصراط المستقيم، إلا أنه لحظةَ يُمس سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بسوء حتى لو من بعيد، تجدنا جميعًا على قلب واحد ننادى بأعلى الصوت: "إلا رسول الله"، ولكن الثورة لها أصول، وليس كل ضجيج يأتِي بالثمر، وإن كنَّا لا نسعى لنطول الثمر، فلنصمت؛ لأن ضجيجنا العشوائي فيه إساءة لديننا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - أكثر من أنه دفاع وغيرة.

 

إن الصراخ، والعويل، وتحطيم المنشآت، وقتل السفراء، ورمي الحجارة، والحصار، والدمار بكل أشكاله، وحرق محال الفواكه والخضار التي تبيع التفاح الأمريكي؛ لن يغيِّر ولن يقدم شيئًا، بل سيؤخِّر، وستلصق بنا التهم الزائفة التي يحاول الآخر أن يروِّجها عنا، وينسبها لنا؛ مستغلاًّ قوته وتقدمه، وتفرده بالمقاعد الأمامية.

 

والبعض يتساءل، أو يبرِّر تلك الأفعال العشوائية، بأن هؤلاء  يقتلون المسلمين العزَّل في جميع أنحاء المعمورة، دون أن يصمهم أحد بالإرهابيين أو الهمجيين؛ فلماذا نخاف نحن من أن نرد لهم الصاع صاعين؟

 

نعم إنهم يفعلون ذلك، وعلى مرأى من الجميع، ولكن ذلك شأنهم، وتلك أخلاقهم، أما نحن، فيجب أن نكون أرقى؛ لأن ديننا وأخلاقياتنا أفضل، وإن حاربناهم بنفس أخلاقهم حتمًا سيكونون هم المنتصرين؛ لأنهم الأقوى، شِئْنا أم أبينا، وهذا ما قاله الفاروق - رضي الله عنه -: "إنكم لا تغلبون عدوكم بعددٍ ولا عُدَّة، ولكن تغلبونهم بهذا الدين؛ فإذا استويتم أنتم وعدوكم في الذنوب كانت الغلبة لهم".

 

وهذا لا يعني بأن نقف صامتين مستسلمين غير مبالين بمن يستهزأ بحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - أو أيٍّ من صحابته، أو مقدساتنا، لا وألف لا؛ لأن ذلك لا يليق بنا، وسنُسأل عن ذلك يوم الدين، الذي لا يعترف به هؤلاء وأمثالُهم.

 

الحرب يجب أن تبقى مشتعلة بيننا وبينهم،  ولكنْ حرب من نوع آخر، ردود أفعالنا يجب أن تكون مدروسة، وعلى مستوى راقٍ  يُجبِر الجميع أن يقف لنا احترامًا وتقديرًا؛ ومن أمثلة ذلك: أن يجتمع أصحاب رؤوس الأموال في العالم العربي والإسلامي، ويقوموا بإنتاج عمل ضخم لا مثيل له، يوضِّح صورة الإسلام الصحيحة النقية، التي لا تشوبها شائبة، والتي تُجبِر العالم أجمع أن ينحنِي، أو على الأقل يحترم الإسلام وكل مسلم على وجه الأرض.

 

نحن بحاجة ماسة إلى مضادات حيوية للغوغائية، وحُقَن تثبِّط من هرمون الهمجية لدينا؛ لذلك يجب أن يتولَّى الدعاة توصيل تلك الأفكار لعامة الناس، وخاصة البسطاء، ممن تأخذهم الحمية، ويفقدون صوابهم في تلك المواقف، يجب التركيز على هؤلاء، فمن الممكن أن يفلت زمامهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا بحسن نواياهم، ولا يدركون أن تصرفاتهم تلك هي التي تسيء إلينا خاصة على المدى الطويل.

 

كما يجب علينا أن نوضِّح لغير المسلمين أننا نحبُّ ونحترم كافة الرسل، وخاصة المسيح عيسى -عليه السلام- ولا يجرؤ أي مسلم عاقل مؤمن بالله ربًّا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا أن يتلفَّظ بكلمة سوء واحدة تمسه، وأن ذلك ليس أمرًا اختياريًّا، بل هو واجب علينا، وأن أي شخص يخالف ذلك، فهو آثم إن لم نعتبره كافرًا؛ لأن من أركان الإيمان لدينا الإيمان بالرسل من أولهم لآخرهم، دون تفريق أو تمييز.

 

ويبقى الأهم من كل هذا، أن نتحلَّى جميعًا بأخلاق الإسلام، وأن نكون مثلاً أعلى لأنفسنا والمقرَّبين منا أولاً، وأن نحاول - قدر الإمكان - أن نُظهِر للآخرين - وخاصة لمن لا يعرفون شيئًا عنا - جمالَ داخلنا وخارجنا، دون تكلف أو تصنع.

 

يجب أن نتوحَّد حتى تدير الذئاب لنا ظهرها، يجب علينا احترام الآخر كي يحترمنا، يجب علينا أن نغير خرائطنا، والحبر الأسود الذي نكتب فيه: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، يجب أن نعترف بأننا لسنا الوحيدين هنا، وأنهم شركاء معنا على نفس الكوكب، وما أن نعاملهم بالحسنى حتى نجد غالبيتهم يحترموننا، ويجلُّون ديننا، ويدافعون عنا، دون أن نلجأ نحن إلى قتل المعاهَدين، وهدم المنشآت، أو حرق المحال التي تبيع التفاح الأمريكي، أو البريطاني، أو الألماني: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

ويجب ألاَّ ننسى جميعًا أنه يتوجَّب علينا إيجاد بدائل، تجعلنا نستغني عن الآخر يومًا ما؛ حتى نعود إلى عزنا، ولا نحتاج أن نجامل هذا، وأن ننافق ذاك، وأن نكون على قدر الكلام، لا أن ننادي بالاكتفاء الذاتي، ونحن غير قادرين على بيع "ساندوتش همبورجر"، يشبه الذي يرسلونه هم لنا.

 

وأخيرًا نقول لكل مَن تسول له نفسه أن يكرِّر تلك الأفعال الحقيرة:  إن السماء لا يمكن أن تسقط أبدًا، ما دام الله يمسكها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تشجيع
BADY - mauritanie 01-10-2012 02:03 AM

بدوري أشجع كل من ذكرنا بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم فمبلغ العلم فيه أنه بشر === وأنه حير خلق الله كلهم

1- جميل جدا
سراج - iraq 25-09-2012 10:02 PM

مقال منطقي وسطي واقعي
سلمت يداك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة