• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

مهلا يا مسلمون.. لا تغضبوا!

مهلا يا مسلمون.. لا تغضبوا!
صالح بن محمد الطامي


تاريخ الإضافة: 8/4/2021 ميلادي - 25/8/1442 هجري

الزيارات: 6436

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مهلًا يا مسلمون.. لا تغضبوا!

 

مهلًا يا مسلمون.. لا تغضبوا على من سبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فليس بعد الكفر ذنب!

ليس غريبًا أن يصدر من اليهود والنصارى - زعماء الكفر والظلم - سخريةٌ واستهزاءٌ بمقام النبيِّ صلى الله عليه وسلم! فهم خَلَفٌ لليهودي (كعب بن الأشرف) الذي كان يسب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويتشبب بنساء المسلمين، حتى أطلق النبيُّ صلى الله عليه وسلم صيحته المشهورة: « مَنْ لكعبِ بن الأشرف فإنَّه قد آذى اللهَ ورسولَه » فتصدى لذلك محمدُ بنُ مسلمة رضي الله عنه مع بعض الصحابة الأبطال فقتلوه.

 

ليس غريبًا أن يصدر من أمريكا أو فرنسا أو الدنمارك سخرية واستهزاء بمقام النبيِّ صلى الله عليه وسلم! فاليهود والنصارى وأهل الشرك جبهة واحدة ضد المسلمين وإن تظاهروا بالمحبة والصداقة والعهود والمواثيق! قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2]، أي لو يقدرون عليكم لظهرت عداوتهم وما يحملونه في قلوبهم من البغض والكراهية لكم، ولبَسطوا أيديهم بالضرب والقتل، وألسنتهم بالسب والشتم، ولن يرضوا عنكم إلا بالكفر، قال الله تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

 

مهلًا يا مسلمون.. قبل أن تغضبوا للنبي صلى الله عليه وسلم وتستنكروا ما يقوم به أعداءُ الإسلام من سخرية واستهزاء، لا بد أن نعرف معنى النُصرة الحقيقة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم على صورتها التي يحبها اللهُ ورسولُه!.

 

النصرة على مستوى رؤساء الدول: هي أن يتابع الحاكمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في تحكيم شرع الله وعدله وتعامله بين الناس وفي عبادته لربه، قال صلى الله عليه وسلم: « والحاكمُ راعٍ ومسؤول عن رعيَّتِه».

 

أمَّا على مستوى الفرد من الرعية: فهي أن يتابع الإنسانُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في عبادته لربه ظاهرًا وباطنا وفي حياته اليومية في تعامله مع الناس، قال تعالى - في كلا المعنيين -: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

 

إن فهم المسلمين لمعنى النُصرة الحقيقية للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وتطبيقها في الواقع يزرع في قلوب الأعداء الهيبة والخوف، ويرسم لليهود والنصارى وأهل الشرك خطوطًا حمراء لا يمكن لهم أن يتجرؤوا على تخطيها! نعم يا مسلمون، إنما يُخذل الإسلام من قبل أتباعه، وعدم فهمهم وإدراكهم حقيقة الاتباع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم! ولذلك نجد صيحاتٍ وهتافاتٍ ومظاهراتٍ سرعان ما تخبوا! ثم يعود أعداء الدين مرةً أخرى لسبِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسب الإسلام والمسلمين وتحريقٍ للمصاحف؛ لأن أعداء الدين لم يجدوا منَّا اتباعًا حقيقيًّا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وفهمًا صحيحًا لحقيقةِ نصرته.

 

إن الحب والتفاني الذي قدمه الصحابةُ رضي الله عنهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يأت من فراغ، وإنما سبقه امتثال لأوامر الله ورسوله واجتناب نواهيهما، حتى وإن كان هذا الأمر أو النهي فيه مخالفة لهوى المرء، فامتثال أمرِ الله وأمرِ رسوله أحب إليهم من كل شيء، قال رافع بن خديج رضي الله عنه: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَطَوَاعِيَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ أَنْفَعُ لَنَا. [صحيح مسلم].

 

ونتيجة لهذا الامتثال وهذه الطاعة، ضربوا أروع الأمثلةَ في نصرته والموتِ من أجله، فعندما اضطرب جيش المسلمين في معركة أُحد، واجتمع المشركون حول النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يكن مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا تسعةٌ من الصحابة - سبعةٌ من الأنصار واثنان من المهاجرين - ثم قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ يردُّهم عنَّا وله الجنة أو هو رفيقِي في الجنَّة؟ عندها ظهرت معاني النُصرة والحبُّ والتفاني على أرض الواقع، فتقدم أحدُ الأنصار السبعة فقاتل حتى قُتل بين يديه صلى الله عليه وسلم، ثم تقدم الأنصاريُّ الثاني فقاتل حتى قُتل، ثم الثالث، ثم الرابع... حتى قُتل السبعةُ بين يديه صلى الله عليه وسلم.

 

ولما انتشرت إشاعة مقتل النبيِّ صلى الله عليه وسلم في نفس المعركة انطلق أحدُ الصحابة رضي الله عنه يقاتل، فقالوا له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل؟ فقال: وما تصنعون بالحياة من بعده، فقاتل حتى قُتل رضي الله عنه.

 

وتأمل موقف شباب الأنصار الذين قتلوا أبا جهل في معركة بدر، كلاهما يقول لعبد الرحمن بن عوف: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ فيقول: نعم، وما تريد منه؟ فيقول كل واحد منهما: سمعت أنه يسب النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ووالله لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منَّا.

 

حتى توارثت الأجيال هذا المعنى لنصرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم جيلًا بعد جيل، كلُ جيل يسعى لتحقيق معنى الاتباع والنصرة له صلى الله عليه وسلم، ولذلك لما أطلقت تلك المرأة المسلمة من داخل سجون الصليب صيحتها المشهورة (وا معتصماه) انتفض المعتصم رحمه الله انتفاضةً تطاير عنه من حوله تطاير الذباب عن ظهر البعير إذا انتفض بها، غضبًا لعرض هذه المسلمة من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقاد جيش الإيمان يهدر هدير البحار، فأنقذ المرأة المسلمة وأرغم أنوف الصليبيين.

 

مهلا يا مسلمون.. هل تظنون أن هذا الحبَّ والتفاني والغضبَ لدين الله ولرسوله جاء من تهاونٍ بأوامر الله واستخفافٍ بنواهيه؟! لا والله.

 

مهلًا يا مسلمون.. هل تظنون أن الانتصار قريب والكثير من حُكّام المسلمين قدّموا أحكام الطواغيت على حكم الله ورسوله؟! وتأمل كيف ذكر الله هذه الآية في سورة محمد -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، أي: إن تنصروا الله باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتقديم طاعته وحكمه على كل أحد، ينصركم الله ويثبت أقدمكم، ولكن لما هان الدين في نفوس الكثير منا عجزنا عن نصرته ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المسلم.. الغرب الكافر يعلم أنه متى ما تمسك المسلمون بدينهم فقد شارفوا على سيادة العالم، نعم، ولذلك يحرصون كل الحرص على مد تيارات التغريب والشهوات المحرمة والشبهات وتعظيم المباريات والأفلام المدبلجة إلى بلاد المسلمين حتى يضعفَ الدينُ في نفوسهم فلا يجدوا منهم مقاومة إلا صيحاتٍ وهتافاتٍ سريعةَ الاشتعال ثم سرعان ما تخبوا.

 

يقول (جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: (ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين؛ فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق)!.

 

ويقول الآخر: (إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسباننا أن النائم قد يستيقظ)!.

 

ويقول آخر: (لقد ثبت تاريخيًّا أن قوة العرب في قوة الإسلام).

 

وقال تعالى: ﴿ هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ [آل عمران: 119].

 

أين هذا الحبُ للنبي صلى الله عليه وسلم عن نصرة حُكَّام المسلمين لأتباعه من أهل السنة المضطهدين في سوريا وأفغانستان وفلسطين وبورما وغيرها من بلاد المسلمين المكلومة؟

 

أين هذا الحبُ للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعقد معاهدات السلام مع اليهود والنصارى بشروط ليست في صالح المسلمين وديارهم؟

 

أين هذا الحبُّ من تقديم قوانين الغرب على شرع الله تعالى، وإجبار الشعوب على التعايش معها؟

 

أين هذا الحبُّ من مشاركة بعض المسلمين لليهود والنصارى في أعيادهم وتهنئتهم بها، وعقد الصداقات معهم عبر الفيسبوك وغيره.

 

أين هذا الحبُ من السخرية بأهل الدين والمتمسكين بسنته صلى الله عليه وسلم وثيابه ولحيته؟ بل لربما وصفه بعض الناس بأنه إرهابي!.

 

أين هذا الحبُّ من شخص متهاون في أمر الصلاة، تقول له: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك بالصلاة مع الجماعة في وقتها؟ فيقول: إن الشيخ الفلاني يقول صلاة الجماعة سنة! هذا غير من يترك الصلاة بالكلية ويزعم أنه مسلم!

 

أين هذا الحبُّ من شخص ترك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في لحيته وثيابه وأخلاقه وتعامله وصدقه مع ربه ومع الناس؟ وعندما تحدثه عن بعض أوامر الله ورسوله يشير إلى صدره ويقول: التقوى هاهنا!.

 

أين هذا الحبُ من شخص تقول له: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك بتلاوة القرآن وحرَّم عليك سماع الغناء؟ فيقول: الشيخ الفلاني يقول الغناء لا يوجد نص على تحريمه!

 

أين هذا الحبُّ من امرأة تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم التبرج والاختلاط فلا تستجيب، بل تخرج متعطرة ومتزينة! وغير ذلك من صور مخالفاتنا كثير.

 

أخي المسلم المبارك.. لما هانت علينا أحكام الدين وأصبحنا نأخذ برأي الشيخ الفلاني وتركنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم تجرأت (أمريكا وفرنسا والدنمارك وغيرهم) على النبيِّ صلى عليه وسلم، ولم يجد النبيُّ صلى الله عليه وسلم من يَصدق الحبَّ والتفاني معه.

 

مهلًا يا مسلمون.. لا تغضبوا! فالغضب لم يعد يغني شيئًا!

لن يكون للغضب قيمة حتى تعودَ الدولُ الإسلامية إلى تحكيم الكتاب والسنة ونبذ أحكام البشر، وحتى يعودَ كلُ واحد من المسلمين إلى نفسه ويراجع حساباته مع أوامر الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، إذا حققنا ذلك تحقق فينا قوله تعالى: ﴿ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [الحشر: 13]، وإلا فسوف تحمل لنا الأيام خبر دولة أخرى تستهزئ وتسخر بالنبي صلى الله عليه وسلم!.

 

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، واجعلنا من أنصار دينك، اللهم اهدنا صراطك المستقيم وجنبنا مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة