• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

سلوك النبي مع زوجاته

أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 9/1/2017 ميلادي - 10/4/1438 هجري

الزيارات: 31379

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

 

نعرض في هذه الفقرة جانبًا آخر من طريقته صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله..

أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع"[1].

وقصة هذا الحديث - كما روتها عائشة تفصيلًا - أن إحدى عشرة امرأة تعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا. ثم وصفت كل واحدة منهن سلوك زوجها في بيته ومعاملته إياها، فكان من هؤلاء الأزواج: الجيد في سلوكه، وكان منهم المتوسط، وكان منهم غير ذلك... وقد مثل أبو زرع في هذا الحديث قمة الحسن في المعاملة لزوجته..


وهذا التشبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه بأبي زرع هو تشبيه الأعلى بالأدنى، أو هو تشبيه تمثيلي، فأبو زرع كان قمة بالنسبة للمجتمع الذي كان فيه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القمة بالنسبة للمجتمع المسلم الذي يمثل أرقى المجتمعات.


لم يكن هذا بالنسبة لعائشة رضي الله عنها، بل لجميع زوجاته، وإنما ورد ذكر اسمها فيه لأنها كانت المخاطبة.

فهذا أنس رضي الله عنه ينقل لنا صورته صلى الله عليه وسلم وهو يساعد صفية على ركوب الراحلة فيقول: ثم يجلس صلى الله عليه وسلم عند بعيره، فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب[2]..

وحين وقع صلى الله عليه وسلم عن الراحلة ووقعت معه صفية رضي الله عنها، وكان أبو طلحة قريبًا منهما قال: يا نبي الله - جعلني الله فداك - هل أصابك من شيء؟ قال: "لا، ولكن عليك بالمرأة" فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة[3]..


أرأيت كيف كان اهتمامه صلى الله عليه وسلم بها أكثر من اهتمامه بنفسه. فوجه أبا طلحة للعناية بها[4].

ويعتكف صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، فتزوره صفية في اعتكافه، وتتحدث عنده ساعة، ثم تقوم لترجع إلى بيتها، فيقوم معها حتى يوصلها إليه[5].

ويزداد اهتمامه صلى الله عليه وسلم بمن تمرض منهن، ففي حديث الإفك تقول عائشة: ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي[6]..


وفي حجة الوداع رغبت عائشة رضي الله عنها أن تأتي بالعمرة بعد الحج فأرسلها صلى الله عليه وسلم مع أخيها عبدالرحمن تلبية لرغبتها.. يقول جابر: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا سهلًا إذا هويت الشيء تابعها عليه[7].

وتصف عائشة رضي الله عنها جانبًا من سلوكه صلى الله عليه وسلم فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله[8]..


وإذا ذهبنا نسترسل في نقل هذه المكارم لطال بنا المقام وخرجنا عن الحدود المقررة لهذه الفقرة ولكنا نختمها بحديث مسلم الآتي:

قالت عائشة رضي الله عنها: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجَع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدتُ. فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا.


فجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت.

فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: "مالك يا عائش؟ حَشْيَا رَابِيَةً!!". [9]

قالت: قلت: لا شيء. قال "لتخبريني أو ليخبرنِّي اللطيف الخبير" قالت: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرته.

قال: "فأنت السواد الذي رأيته أمامي؟" قلت: نعم، فلهدني[10] في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: "أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟"

قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم. قال: "فإن جبريل أتاني حين رأيت، فناداني، فأخفاه منك، فأجبته، فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم".

قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"[11].


وتستوقفنا تلك الفقرة التي تبين حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على اختيار الوضع الأحسن بشأن مغادرته الحجرة. فقد ظن أنها نائمة، وخشي إن أيقظها وأعلمها وجهته وسبب خروجه أن تستوحش، كما كره إيقاظها حرصًا على تمام راحتها، فآثر أن يخرج بأناة حتى لا يوقظها.. فأخذ رداءه رويدًا.. وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.. وخرج رويدًا.. وأغلقه رويدًا.

فأي سلوك هذا..

إن قلنا هو اللطف.. فتلك صفته صلى الله عليه وسلم التي لا يدانيه فيها أحد.

وإن قلنا هو الرحمة.. فهو القائل: "الراحمون يرحمهم الرحمن"[12].

وإن قلنا هو الحب.. فتلك عاطفة السمو العليا.

إننا أمام ذلك كله في سلوكه صلى الله عليه وسلم مع أزواجه.. وصدق إذ يقول: "وأنا خيركم لأهلي"[13].



[1] متفق عليه (خ 5789، م 2448).

[2] أخرجه البخاري برقم (2893).

[3] أخرجه البخاري برقم (3086).

[4] وانظر هنا سرعة بديهة أبي طلحة رضي الله عنه وحسن تصرفه، كيف ألقى ثوبه على وجهه لا يبصر المرأة ثم قصد تجاهها فألقى الثوب عليها.

[5] متفق عليه (خ 2035، م 2175).

[6] متفق عليه (خ 4141، م 2770).

[7] أخرجه مسلم برقم (1213).

[8] أخرجه مسلم برقم (2328).

[9] حشيارابية: أي مرتفعة البطن.

[10] أي دفعني.

[11] أخرجه مسلم برقم (974).

[12] أخرجه أحمد وغيره.

[13] سبق تخريجه. وفي الحديث عند الترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخيارهم خيارهم لنسائهم" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة