• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / مكافحة التدخين والمخدرات


علامة باركود

ماذا يسرق منك الإدمان؟

ماذا يسرق منك الإدمان؟
عدنان بن سلمان الدريويش


تاريخ الإضافة: 23/12/2025 ميلادي - 4/7/1447 هجري

الزيارات: 167

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماذا يسرق منك الإدمان؟

 

يعتبر الإدمان تحديًا خطيرًا يواجِه الشبابَ في العصر الحالي، ولا تقتصر عواقبه على تدهور الصحة الجسدية والنفسية فحسب، بل يمتد ليشمل جوانبَ متعددة من حياة الشباب والفتيات ومستقبلهم، إنها ظاهرة معقَّدة تسرق منهم ليس فقط صحتهم وأموالهم، بل هُويتهم، وأحلامهم، وقدرتهم على التطور والنمو كأفراد فاعلين في المجتمع.

 

إن الإدمان بأنواعه المختلفة لا يسرق منك المال فقط، بل يسرق جوهر حياتك بالكامل، إنه عملية سلبية مستمرة تسحب منك كل شيء ثمين تدريجيًّا، ومن هذه الأشياء:

صحتك: فهو يدمِّر صحتك الجسدية؛ مثل: الكبد، والكلى، والقلب، ويسبِّب أمراضًا مُزمنة وخطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، ويدمر صحتك النفسية، فهو سبب للقلق والاكتئاب والهلوسة، مما يجعلك غير قادر على التفكير بوضوح أو اتخاذ قرارات صحيحة.

 

يقول أبو أحمد: كان أحمد شابًّا رياضيًّا في العشرينيات من عمره، يحلم بأن يصبح مدربَ لياقة بدنية، بدأ بتعاطي الكحول في الحفلات، ثم تحول إلى مواد أخرى، في البداية، لم يلاحظ أي تغيير، لكن بعد أشهر، بدأ يفقد وزنه ويشعر بإرهاق دائم، اكتشف الأطباء أن لديه فشلًا في الكبد بسبب الإدمان، لقد سُرقت منه صحته الجسدية بالكامل، وأصبح جسده الضعيف لا يقوى على ممارسة الرياضة التي أحبها يومًا.

 

علاقاتك الإنسانية: الإدمان يجعلك تنسحب من أسرتك وأصدقائك، يسرق ثقتهم وحبهم لك، ويحوِّل علاقاتك إلى توتر وصراعات مستمرة، ويُفقدك وظيفتك ودراستك، مما يجعلك تجِدُ صعوبةً في التفاعل مع المجتمع بشكل طبيعي.

 

تقول أم سارة: كانت سارة تحظى بعلاقة قوية مع عائلتها، وكانت تعتبر صديقةً مقرَّبة لأخواتها، عندما بدأت تُدمن على الألعاب الإلكترونية، بدأت تنعزل عنهم، كانت تكذب عليهم باستمرار للابتعاد عنهم، ثم بدأت تنسحب عن المشاركة في المناسبات العائلية، في النهاية، توقفت أسرتها عن محاولة التواصل معها بعد أن فشلت كل محاولاتهم لمساعدتها، الإدمان سرق منها دفءَ عائلتها وأصدقائها، وبدلًا من أن تكون جزءًا من دائرة الحب والدعم، أصبحت وحيدة ومنعزلة.

 

حريتك وكرامتك: الإدمان يجعلك عبدًا للمادة والسلوك المخدِّر، فأنت لم تعُد من يقرر، بل السلوك الإدماني هو من يتحكم في كل تفاصيل حياتك، من استيقاظك إلى نومك، والإدمان يُفقدك تقديرك لذاتك واحترامك لنفسك، ويُشعرك بالخزي والعار؛ حيث تصبح حياتك كلها تدور حول الحصول على المادة المخدِّرة، أو ممارسة السلوك الإدماني بغض النظر عن الوسيلة.

 

أحلامك ومستقبلك: يقتل الإدمان كلَّ طموح كان لديك، مما يجعلك تتوقف عن السعي لتحقيق أحلامك، وتصبح حياتك مجرد البحث عن جرعة أخرى، ويجعلك تفقد فرص العمل، والتعليم، والسفر، يسرق منك الإدمان مستقبلك بالكامل، ويجعلك عالقًا في دائرة مفرغة.

 

تقول منى: كنت طالبة مجتهدة في كلية الطب، وكان حلمي أن أصبح طبيبةً تساعد المرضى، بعد أن تعرفت على مجموعة من الأصدقاء في الجامعة، جرَّبت المخدِّرات للمرة الأولى، هذا التجريب تحوَّل بسرعة إلى إدمان، بدأت أتغيب عن المحاضرات، وأهمل واجباتي، في النهاية، لم أستطع إنهاء دراستي، وفشلت في تحقيق حلمي الذي عمِلت من أجله سنوات طويلة، الإدمان سرق مني مستقبلي الواعد، واستبدل به مستقبلًا مجهولًا مليئًا بالضياع والندم.

 

تدمير قدراتك المعرفية: فهو يؤثر بشكل مباشر على الدماغ، الذي لا يزال في مرحلة النمو عند الشباب، ويقلل من قدرة الشخص على التركيز، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، ويؤدي إلى صعوبة في التعلم، وانخفاضٍ في الأداء الأكاديمي، وفقدان القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة في المستقبل.

 

يعجزك عن مواجهة المشاعر: فبدلًا من تعلم كيفية التعامل مع مشاعر الحزن أو الغضب أو القلق، يستخدم الشباب الإدمان كوسيلة للهروب، مما يمنعهم من تطوير مهارات التكيف العاطفي، ويجعلهم غير قادرين على مواجهة تحديات الحياة، دون اللجوء إلى السلوك أو المادة المسبِّبة للإدمان.

 

يجعلك تنخرط في سلوكيات خطيرة: الإدمان يدفع الشباب إلى المشاركة في أنشطة إجرامية، أو سلوكيات خطيرة للحصول على المال لشراء المخدِّرات؛ مثل: السرقة أو الترويج، أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا بسبب السلوكيات المحرمة.

 

فقدان الهُوية: الإدمان يطغى على كل جوانب حياة الشاب والفتاة، فبدلًا من بناء هويته على هواياته، واهتماماته، أو أحلامه، تصبح هُويته مركَّزة بشكل كاملٍ حول الإدمان، وتضيع كل صفاته الإيجابية وطموحاته في زحمة الإدمان.

 

دينك وأخلاقك: فهو يجعلك تضيع الصلاة والعبادات، ويبعدك عن قراءة القرآن، ويُشعرك بالخجل من التوبة، ويُضعف علاقتك بالله وبالصالحين، ويُبرر لك الحرام بحُجة البعد عن الله، ويجعل أخلاقك تنحدر للهاوية؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً، نُكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب، سُقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))؛ [صحيح الترمذي].

 

ببساطة، الإدمان يسرق منك حياتك لتصبح مجردَ ظلٍّ لنفسك.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة