• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / يوم عرفة والأضحية


علامة باركود

الأضحية .. رؤيا وشعيرة

د. هشام السيد عطية


تاريخ الإضافة: 4/10/2014 ميلادي - 9/12/1435 هجري

الزيارات: 8721

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأضحية رؤيا وشعيرة


بين الحين والآخر يَخرج علينا مَن ليس له علاقة بفَهم دينه - هذا إن أحسنَّا الظنَّ به - ممن يدَّعون الثقافة والفكر بأمور يريدون أن يَلبِسوا على الناس دينَهم بها، ويُشككوهم في ثوابتهم، فها هي مثقفة تَخرج علينا وتزعُم زُورًا وبُهتانًا أن الأُضحيَّة مَذبحة يرتكبها الإنسان كلَّ عام، وها أنا أُناقشها فيما تقول، مُبينًا عَوار فكرها، وضآلة ثقافتها، وسطحية معلوماتها.

 

تزعم: "أن المذبحة التي تحدث كلَّ عام - تقصد شعيرة الأضحية - وتُكرِّر: كانت نتيجة كابوس باغَت أحدَ الصالحين بشأن ولَده الصالح"، ثم تَصِفه بالكابوس القُدسي.

 

أقولها لها: بل أنت وأمثالك كابوس هذا العصر، تدَّعين أنك قرأت القرآن عشرات المرات، وتحفظين ثلاثة أجزاء منه، ألم تَقرئي قوله تعالى: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ﴾ [الصافات: 104، 105].

 

عن أي كابوس تتحدثين؟! بل هي رؤيا لنبي ورؤيا الأنبياء وحي وصدق؛ كما هو معلوم من الدين لو كنت تعلمين، ألم يصل إلى مسامعك وصْفُ ربِّنا عز وجل لسيدنا إبراهيم بالنبي في قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، ووصفه لسيدنا إسماعيل بالصفة ذاتها في قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54] ؟!

 

فإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أنبياءُ.

 

وأنتِ قد أنكرتِ على مَن وجَّه لك هذا النقد من قبلُ، وادَّعيت أنهم جُهلاء، وأنهم بذلك يَنزعون عن الأنبياء الصلاح، فكيف يطمئنون لرسائلهم ويؤمنون بهم؟!

أقول: بل هذا هو الجهل بعينه منك، وتلبيسٌ آخر للناس في دينهم؛ لأنه معلوم بأن مَرتبة النبوة أعلى مما هو سواها قدرًا وشرفًا، فإذا وصفتِ النبي بغير النبوة - كالصلاح مجردًا مثلاً - تكونين قد وصفتِه بصفة موجودة فيه، لكنك لم تُقدريه قدره، ولم تُنزليه منزلته، وهذا من سوء الأدب مع الأنبياء، فأنصَحك بعدم تَكراره!

 

وتخاطبين عامة المسلمين بأسلوب غير لائقٍ، فيه من السخرية ما فيه؛ إذ تقولين: "اهنؤوا بذبائحكم أيها الجسورون، الذين لا يُزعجكم مرأى الدم"!

 

أقول لك: نعم سنهنأ بذبائحنا رغم أنف المُكابرين والمنكرين لأصول دينهم، سنَهنأ بذبحنا لأضاحينا بأيدينا والتقوى الحاصلة لقلوبنا؛ لأننا عظَّمنا شعائر ربِّنا؛ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

نعم سنهنأ بأُضحيتنا ونأكل، ونُطعم غيرنا، ونشكر ربَّنا على عطاياه لنا؛ كما أمرنا سبحانه في قوله تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36].

 

تقولين مُتهكِّمة ساخرة: "كل مذبحة وأنتم طيبون، وسكاكينكم مصقولة وحادَّة".

أقول لكِ ولأمثالك: بل قولي لنا: كل شعيرة وأنتم طيبون، ونحن نسأل ربَّنا أن يُعيد علينا عيد الأضحى أعوامًا مديدة؛ حتى نُضحي ونَذبَح، ونُقيم شعائره ونَفرَح، نعم سنجعل سكاكيننا مَصقولة وحادَّة في كل مرة نَذبح أو نُضحي - حتى وإن كَرِه أمثالُك هذا - بل وسنُريح ذبيحتنا؛ رفقًا بها، وإحسانًا لها؛ كما علَّمنا نبيُّنا الرؤوف الرحيم الرفيق بالإنسان والحيوان؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله كتَب الإحسان في كل شيء، فإذا ذَبحتُم فأحسِنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدُكم شَفرته، وليُرِحْ ذَبيحته))؛ رواه مسلم.

 

وأخيرًا؛ الذبح عندنا - نحن المسلمين - وعند غيرنا، فكل عاقلٍ يعلم أن الذبائح تُذبَح في العالم كله ليلَ نهارَ، فهلاَّ أنكرتِ على الناس في العالم كله ذَبحَهم، وسنرى حينئذ كم من الناس في العالم سيحكم بأنك عاقلة؟!

 

الفرق بين الذبح عندنا وعند غيرنا أيتها المثقفة، أن ديننا علَّمنا ماذا نَذبح، وكيف نذبَح؛ بحيث نَرفُق بالذبيحة، ولا نؤذي الآكل، ونهانا أن نَقتُل طائرًا بلا سببٍ.

 

هذا هو الفرق بيننا وبين غيرنا، فأي الفريقين أقْوَمُ منهجًا أو أهدى سبيلاً؟ وأيهما أَوْلَى بالنقد: مَن يذبح بقرة؟ أم مَن يعبُد بقرة أو وثنًا في القرن الحادي والعشرين؟!

 

ولكنَّ تكالُب الحملات على ديننا تَزيدنا إيمانًا إلى إيماننا؛ لأنا نعلم أن الدين الباطل لا يحتاج إلى كل هذا الكمِّ من الحملات والهجمات عليه لإسقاطه، وأما إذا تكاتَف الجُهَّال، ووقَفوا أمام دينٍ؛ ليزعموا أن فيه عَوارًا، فظهر العَوار فيهم - فإن هذا أعظم دليلٍ على أن هذا الدين طَوْدٌ راسخٌ، وحقٌّ واضحٌ.

 

وسبحان مَن قسَم العقول بين خلْقه، كما قسَم الأرزاق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة