• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

عيد الفطر المبارك 1444هـ (خطبة)

خطبة عيد الفطر المبارك 1444هـ
أحمد بن عبدالله الحزيمي


تاريخ الإضافة: 17/4/2023 ميلادي - 26/9/1444 هجري

الزيارات: 11763

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيد الفطر المبارك 1444هـ (خطبة)


الحمدُ للهِ حمدًا لا يَنفدُ، أفضلَ مَا ينبغِي أنْ يُحمَدَ، فنِعمَ الربُّ ربُّنا هو أهلُ الثناءِ والمَجدِ، أحقُّ ما قالَ العبدُ، وكلُّنا له عبدٌ، ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منه الجَدُّ.

 

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ القويُّ العزيزُ الأحدُ الصمدُ، الذي لَم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكن له كفوًا أحدٌ.

 

وأشهدُ أنَّ نبيَّنا ورسولَنا وقُدوتَنا أحمدُ، أفضلُ مَن صلَّى وصامَ وتهجَّدَ.

 

صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريتهِ وأصحابهِ، وعلى كلِّ مَن تعبَّدَ. أما بعدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى تَمَامِ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ إِتْمَامِ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَاسْأَلُوهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكُمْ وَيَتَجَاوَزَ عَمَّا حَصَلَ مِنَ التَّفْرِيطِ وَالْإِهْمَالِ..

 

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرَّتْ لِعَظَمَتِهِ الْجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ، وَتَشَقَّقَتْ مِنْ خَشْيَتِهِ الصُّخُورُ الْقَاسِيَاتُ.

 

اللَّهُ أَكْبَرُ نُجَلْجِلُ بِهَا فِي الْأَجْوَاءِ، وَتَهْتِفُ بِهَا مَآذِنُنَا فِي كُلِّ صُبْحٍ وَمَسَاءٍ.

اللَّهُ أَكْبَرُ قُولُوهَا بِلَا وَجَلٍ
وَزَيِّنُوا الْقَلْبَ مِنْ مَغْزَى مَعَانِيهَا
اللَّهُ أَكْبَرُ مَا أَحْلَى النِّدَاءَ بِهَا
كَأَنَّهُ الرِّيُّ فِي الْأَرْوَاحِ يُحْيِيهَا

 

يَا أَهْلَ الْإِيمَانِ: مَا أَسْعَدَ صَبَاحَكُمْ هَذَا! وَمَا أَجْمَلَ نَسَمَاتِهِ! وَمَا أَرْوَعَ بَسَمَاتِهِ!!

 

كَيْفَ لَا؟ وَنَحْنُ قَدْ أَكْمَلْنَا الْعِدَّةَ، وَكَبَّرْنَا الْمَوْلَى عَلَى نِعْمَةِ الْهِدَايَةِ، فَأَبْشِرُوا يَا مَنْ صُمْتُمْ وَقُمْتُمْ، وَابْتَهَلْتُمْ وَدَعَوْتُمْ، وَتَصَدَّقْتُمْ وَأَحْسَنْتُمْ، فَرَبُّكُمُ الْكَرِيمُ يُضَاعِفُ الْأُجُورَ، وَيَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ، وَلَا يُضِيعُ أَجْرَ الْعَامِلِينَ ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].

والعيدُ أقبلَ مَزهُوًّا بطلعتِهِ
كأنه فَارسٌ في حُلَّةٍ رَفَلا
والمسلمونَ أشاعوا فيهِ فرحَتَهُم
كما أشاعوا التَّحَايا فيهِ والقُبُلا
فلْيهنَأِ الصائمُ المُنهِي تَعبُّدَه
بمَقْدَمِ العيدِ إنَّ الصومَ قَد كَمُلاَ

 

ابتهِجُوا وتفاءَلُوا أيها الناسُ، وجدِّدُوا أَواصِرَ الأُخوةِ والمحبةِ والأُلفةِ، وادْفِنوا الأضغانَ والخصوماتِ المفرَّقةَ.

 

فالعيدُ فرصةٌ لا تُفوَّتُ للتجديدِ في علاقاتِنَا الاجتماعيةِ، متذكِّرِينَ قولَ نبيِّنَا الكريمِ صلى اللهُ عليه وسلم: "لَا تَدْخُلُونَ ‌الْجَنَّةَ ‌حَتَّى ‌تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا" رواه مسلمٌ.

 

وحُقَّ لكُم -أيها المؤمنونَ والمؤمناتِ- أنْ تَفرحُوا في هذا اليومِ، مَن في الأرضِ عندَهُ دِينٌ مِثلُ دِينِنَا؟ مَن في الأرضِ عندهُ صيامٌ مثلُ صيامِنَا؟ مَن في الأرضِ عندَه صلاةٌ مثلُ صلاتِنَا؟ مَن في الأرضِ عندَهُ دعاءٌ مثلُ دُعائِنَا؟ مَن في الأرضِ عندهُ ذِكْرٌ مِثلُ ذِكْرِنَا؟ نحنُ الأمةُ الوحيدةُ التي خَلقَهَا اللهُ في هذا العَالَمِ لديهَا مثلُ هذَا الشَّرعِ، ونحنُ واللهِ لَنَفْرَحُ ونَسعَدُ ونَبْهَجُ بهذا الدِّينِ العظيمِ القويمِ، بهذهِ النِّعمَةِ.

 

عيدُنَا يُعوِّدُنا ويُرسِّخُ في أذهانِنَا أنَّ الطاعةَ والانابةَ ليستْ مقصورةً في رمضانَ، بل هي ثباتٌ واستقامةٌ وحسنُ عملٍ علَى الدَّوامِ.. إِياكَ أنْ تَخرِمَ مَا أَحكمْتَ، أو تَهدِمَ مَا بَنيْتَ.. صَلاتُكَ فارْعَهَا.. هي عَمودُ الدينِ.. احفظْها تُحْفَظْ، أقِمْهَا تَسْتَقِيم.. مَنْ لَمْ يَرعَ لِصلاتِه قَدرًا تَخَطَّفَتْهُ الشَّياطينُ. ومَا أَكثَرَهُم في هذا الوقتِ، مَنْ لَمْ يُقِم لها وَزْنًا زَلَّتْ بِه القَدَمُ إلى أسفَلِ سَافِلينَ ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5] أَقِمْ صلاتَك في وَقتِها ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].

 

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحَمدُ.

 

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْكِرامُ، وَطَنُنَا مَسؤولِيَّتُنَا جَمِيعًا، حِمَايَتُهُ حِمَايَةٌ لَنَا، عِزُّهُ عِزٌّ لَنَا، اسْتِقْرارُهُ اسْتِقْرارٌ لَنَا، مُصَابُهُ مُصَابٌ عَلَينَا، وَطَنُنَا لَيْسَ تُرَابًا وماءً وهواءً وَشَجَرًا وَحَجَرًا، بَلْ هُوَ مَعَ ذَلِكَ قِيَمٌ وَمَبَادِئُ وَعَادَاتٌ وَتَقالِيدُ حَمِيدَةٌ، ومِن هذهِ المسؤُولِيةِ احْتِرَامُ أَنْظِمَتِهِ وَقَوَانِينِهِ ومَا يُؤَدِّي إِلَى وِحْدَتِهِ وَقُوَّتِهِ، والْمُحَافَظَةُ عَلَى مُنْشَآتِهِ وَمُنْجَزَاتِهِ، وَالاِهْتِمَامُ بِنَظَافَتِهِ وَجَمَالِهِ، وعلَى مَن يَعيِشُ فيهِ أنْ يُخلِصَ في عَملِهِ، العَامِلِ فِي مَصْنَعِهِ، وَالْمُوَظَّفِ فِي إِدَارَتِهِ، وَالْمُعَلِّمِ فِي مَدْرَسَتِهِ، وكلٌّ مَسؤولٍ على مَا تَحتَ يَديْهِ.

 

واحترامُ الوَطنِ ومحبَّتُهُ تَظْهَرُ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمْوَالِهِ وَثَرَوَاتِهِ، وفِي تَحْقِيقِ الْعَدْلِ وَنَشْرِ الْخَيْرِ وَالْقيامِ بِمَصَالِحِ الْعِبَادِ كَلٌّ حَسبَ مَسْؤُولِيَّتِهِ وَمَوْقِعِهِ، ويَظْهَرُ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمْنِهِ وَاسْتِقْرارِهِ وَالدِّفَاعِ عَنْه، ونَشْرِ الْقِيَمِ وَالْأَخْلاَقِ الْفَاضِلَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالأُخُوَّةِ بَيْنَ الْجَمِيعِ، وَأَنْ نُحَقِّقَ مَبْدَأَ الأُخُوَّةِ الإِيمانِيَّةِ فِي نُفُوسِنَا، وَأَنْ نَنْبُذَ أَسْبَابَ الْفُرْقَةِ وَالْخِلاَفِ وَالتَّمَزُّقِ، وَأَنْ نُقِيمَ شَرْعَ اللَّهِ فِي وَاقِعِ حَيَاتِنَا وَسُلُوكِنَا وَمُعَامَلاتِنَا، فَفِيهِ الضَّمَانُ لِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَآخِرَةٍ طَيِّبَةٍ.

 

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْعِيدِ السَّعِيدِ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَينَا وَعَلَيكُمْ بِالْعُمُرِ الْمَزِيدِ لِلْأَمَدِ الْبَعيدِ. أَقَوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ، أَحمدُهُ بجميعِ مَحامدِهِ حمدًا طيبًا كثيرًا، وأشكرُهُ على أَفضالِهِ وإنعامِهِ بكرةً وأصيلًا. وأُصلِّى على نبيِّهِ الذي بعثَهُ رحمةً وبشيرًا ونذيرًا، وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعِهِ وأُسلِّمُ تَسلِيمًا كثيرًا.

 

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحَمدُ.

 

أَتَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةُ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم، وَهُوَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللهَ بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَآمَنَّا بِكَ وَبِإِلَاهِكَ الَّذِي أَرْسَلَكَ، وَإِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ‌مَحْصُورَاتٌ ‌مَقْصُورَاتٌ، ‌قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ، وَحَامِلَاتُ أَوْلَادِكُمْ، وَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ، وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَغَزَلْنَا لَكُمْ أَثْوَابًا، وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلَادَكُمْ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الْأَجْرِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: "انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا، وَطَلَبَهَا مَرْضَاتِهِ، وَاتِّبَاعَهَا مُوَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ" قَالَ: فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا. رواه البيهقيُّ.

 

أَيَّتُهَا الصَّائِمَةُ الْقَائِمَةُ:

إنَّ اللهَ سمَّى الزواجَ مِيثاقًا غليظًا، لا يَحِلُّ نقضُهُ مِن أجلِ عُبودِيةٍ لرغباتِ النفسِ، أو استجابةٍ لنداءَاتِ حَامِلاتِ مَعاوِلِ هَدمِ البيوتِ وتَشتِيتِ الأُسَرِ. قالَ صلى اللهُ عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ" أخرجهُ أهلُ السُّننِ.

 

احذرِي - أُختِي الكريمة - مِن دُعاةِ الفتنةِ والتَّخبِيبِ وداعياتِ التَمرُّدِ والنُّشوزِ مِنَ النسوياتِ، حَذَارِ كلَّ الحَذَرِ ممَّن يَهدِمْنَ البيوتَ والأديانَ والأخلاقَ والأوطانَ.

 

ولابُدَّ أنْ تَتذَكَّرَ المرأةُ دائمًا، أنَّ الزوجَ هو قِوامُ الأسرةِ، يَرعَى شُؤُونَها وَيَحْمِيْهَا، يَقُومُ على مَصَالِحهَا، ويُكابِدُ في تحقيقِ مكاسِبِهَا، سِيادَةُ الأُسرَةِ عائدةٌ إليهِ، وولايَتُهَا ورعايتُهَا مُوكَلَةٌ إليه. تَبقَى الأُسرةُ في قُوَّةٍ ومَنَعَةٍ.. ما كانَ لها وَلِيٌّ مُصْلِحٌ لا يُنازَعُ في ولايَتِهِ.

 

وفي المُقابِلِ على الزوجِ أنْ يَرعَى هذا الحقَّ جَيدًا في النَّفقَةِ، ومُداوَلَةِ المعروفِ والإحسانِ والمودةِ والحبِّ والتربيةِ الجادَّةِ، وخاَبَ واللهِ مَن ضَيَّعَ الولايَةَ أَو استَهانَ بِحقوقِها. قال صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» أخرجه البخاريُّ.

 

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحَمدُ.

 

كلُّ الشُّكرِ والتَّقدِيرِ لأبناءِ هذَا البلدِ الطَّيبِ، فقَدْ أَبْدَعَ أَبْنَاؤكُم أيَّامِ هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ عَبْرَ إِقَامَةِ أَعْمَالٍ خَيْرِيَّةٍ وَمَشَارِيعَ نَوْعِيَّةٍ، وَبَرامِجَ تَطَوُّعِيَّةٍ، جُهُودٌ كَبِيرَةٌ وَأَعْمَالٌ جَلِيلَةٌ يَرَاهَا الْجَمِيعُ؛ فَقدْ أَطْعَمُوا الْجَائِعَ، وَأَحْسَنُوا لِلْفَقِيرِ، وَفَطَّرُوا الصَّائِمَ، وَعَلَّمُوا الْجَاهِلَ وَاعْتَنَوْا بِكِتَابِ اللهِ وبِبيوتِهِ جَلَّ وَعَلَا. كُلُّ الشُّكْرِ وَبالِغِ التَّقْدِيرِ وَخَالِصِ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِفِينَ عَلَى هَذِهِ الْجِهَاتِ الْخَيْرِيَّةِ وَالْعَامِلِينَ، وَيَبْقَى دَوْرُكُمْ أَيُّهَا الْكُرَمَاءُ فِي اسْتِمْرَارِ الدَّعْمِ والْمُؤَازَرةِ، فَمَشَارِيعُهُمْ قَائِمَةٌ بَعْدَ اللهِ عَلَى أَمْثَالِكُمْ..

 

وإِنْ نَنْسَى فَلَا نَنْسَى إِخْوَتَنَا فِي الْجِهَاتِ الْأَمْنِيَّةِ وَالْقِطَاعَاتِ الْخَدَمِيَّةِ فَجُهُودُهُمْ كَبِيرَةٌ وَأَعْمَالُهُمْ مَشْهُودَةٌ، فَلِلْجَمِيعِ الشُّكرُ وَالدُّعَاءُ..

 

أَيُّهَا المؤمنون أُذَكِّرُكُمْ جَمِيعًا وَأَحُثُّ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ عَلَى صِيَامِ سِتَّةِ أيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، فَفِي الْحَديثِ الصَّحِيحِ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلمٌ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكُم وَصَالِحَ أَعْمَالِكُمْ، وَقَبِلَ صِيَامَكُمْ وَقيامَكُمْ وصَدَقَاتِكُمْ وَدُعَاءَكُمْ، وَضَاعَفَ حَسَنَاتِكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ مُبَارَكًا وَأيَّامَكُمْ أيامَ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ وَفَضْلٍ وَإحْسَانٍ، وَأَعَادَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْعِيدِ، وَجَعَلَنَا فِي الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ، وَحَشَرَنَا تَحْتَ لِوَاءِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ.

 

اللَّهُمَّ إنَّا خَرَجْنَا الْيَوْمَ إِلَيكَ نَرْجُوَ ثَوابَكَ وَنَرْجُو فَضْلَكَ ونخافُ عَذَابَكَ، اللَّهُمَّ حَقِّقْ لَنَا مَا نَرْجُو، وَأَمِّنَّا مِمَّا نخافُ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى عَدُوِّنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا عَلَى الْحَقِّ، وَاحْفَظْ بِلادَنَا مِنْ كلِّ مَكْرُوهٍ وَوَفِّقْ ولي أمرنا ووليَّ عَهدِهِ لِكُلِّ خَيْرٍ واجعلْ بلَدَنَا سَبَّاقًا لكلِّ خَيرٍ في أَمرِ دِينِه ودُنياهُ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ علَى عَبدِهِ ورَسولِهِ محمدٍ وعلَى آلِه وصَحبِهِ أجمعينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة