من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

من معجزات الرسول

صلى الله عليه وسلم

المراد بالمعجزة ما يأتي به النبي لتصديق دعواه، ويعجز عنه البشر، والمعجزة هي الآية كما وردت في القرآن الكريم، وقد قيل لا نبي إلا بالمعجزات.

وللحبيب محمد صلى الله عليه وسلم معجزات كثيرة جداً وقد عدّها بعض العلماء فبلغت الألف أو تزيد فمنها:

1- أعظم معجزاته صلوات ربي وسلام عليه (القرآن الكريم).

قال تعالى: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88] [1].

2- (انشقاق القمر) قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 1، 2] [2] وقد حدث هذا الانشقاق في حياته صلى الله عليه وسلم ورأته قريش وغيرها.

3- الإسراء والمعراج وما جرى فيهما من العجائب وفرض الصلوات الخمس. وقصة الإسراء والمعراج مشهورة معروفة.

ولو ذهبنا إلى ذكر معجزاته صلوات ربي وسلامه عليه لما كفانا وقت ولما أحاطت بذلك الأوراق.

فنلكتف إذاً ببعض الأمور العجيبة التي وردت وثبتت في السنة ونستدل بالقليل الموجز على الكثير المفصل وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.

فمن المعجزات الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم -:

(1) دعاؤه المستجاب:

أ- حين دعى على أهل مكة بالقحط حتى بلغ بأهل مكة من الجوع أن أحدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع وورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الدخان: 10، 11] [3].

ب- أخرج النسائي عن أم قيس قالت: توفي ابني فجزعت عليه، فقلت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله. فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بقولها فتبسم ثم قال: "ما قالت أطال الله عمرها" فلا نعلم امرأة عمّرت ما عمّرت. يعني هذه المرأة.

جـ- دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وهو مشهور. ويروى عن أنس – رضي الله عنه – في حديثه: "وإن ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على نحو المائة اليوم". (رواه مسلم).

د- أخرج البخاري عن عبدالله بن هشام أن أمه ذهبت به وهو صغير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله بايعه. فقال: "هو صغير" فمسح رأسه ودعا له.

فكان مباركاً في تجارته حتى أن ابن عمر وابن الزبير كانا يقولان له أشركنا في تجارتك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعا لك بالبركة فيشركهم.

هـ- ودعى - صلى الله عليه وسلم - على عتيبة بن أبي لهب لما طلق ابنته واعتدى عليه وشق قميصه - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه".

فخرج في تُجرٍ من قريش حتى نزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلاً. فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول: "ويل أمي هذا والله آكلي كما قال محمد". قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام. فلقد عدا عليه الأسد فضغمه ضغمةً[4]، ولم يقرب أحداً منهم سواه. فيا لله العجب!!.

(2) تكثير الطعام والماء:

أ- ومن ذلك قصة أبي هريرة حيث روى عشرات الرجال من قدح لبن ناولهم إياه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -. (والقصة في صحيح البخاري).

ب- تكثير طعام أصحابه في عدد من الغزوات حتى يفيض عليهم وهم مئات.

جـ- قصة جابر بن عبدالله في غزوة الخندق وإطعامه للمئات من الصحابة من قدر واحد.

(والقصة في مسند الإمام أحمد بن حنبل).

د- نبع الماء من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم - في الكثير من المواطن التي كان يفقد فيها الماء.

(والقصة في صحيح البخاري وفي مسلم وفي مسند الإمام أحمد)

(3) انقياد الشجر له - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الخلاء حتى تكون كالستارة بينه وبين الناس فلا يرونه حين يقضي حاجته. كما في الحديث في صحيح مسلم.

(4) حنين الجذع شوقاً إليه - صلى الله عليه وسلم - لما فقده في خطبة الجمعة حتى سمعه أهل المسجد يبكي كالطفل شوقاً لما يسمع من الذكر من النبي - صلى الله عليه وسلم -. (القصة في صحيح البخاري).

(5) تسبيح الحصى في يديه - صلى الله عليه وسلم - .

(أخرجه البزار والطبراني في الأوسط)

(6) سلام الحجر والشجر عليه - صلى الله عليه وسلم - في مواطن كثيرة. (أخرجه الترمذي).

(7) تكليم الحيوانات له - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في دواوين السنة المطهرة ومن ذلك كلام البعير له وكذلك القُبَّرة.

(8) شفاء المرضى بريقه - صلى الله عليه وسلم - كما جرى لعلي بن أبي طالب كما في صحيح البخاري.

(9) إخباره بالمغيبات التي وقعت كما أخبر عنها بالتمام.

(10) شهادة الذئب بنبوته - صلى الله عليه وسلم -:

فقد روى أحمد عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله، تنتزع رزقاً ساقه الله إليَّ.

فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق.

قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فنودي الصلاة جامعة. ثم قال للراعي أخبرهم فأخبرهم.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويُخبره فخذُه بما أحدث أهلُهُ بعدَهُ".

أفلا يحق لنا بعد هذا أن نعجب من قوم ما زالوا يشكون في نبوة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.