• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

التصور العام للخطة الاستشرافية للنبي صلى الله عليه وسلم

التصور العام للخطة الاستشرافية للنبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ مهنا نعيم نجم


تاريخ الإضافة: 8/9/2015 ميلادي - 24/11/1436 هجري

الزيارات: 7178

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التصور العام للخطة الاستشرافية

للنبي صلى الله عليه وسلم


إن الخطة المحكَمة تستدعي تعميق البحث، وتكثيف الجهود؛ لضمان انطلاقة سليمة موفقة "وليس المعنى من التخطيط أن ترسم الطريق إلى الهدف فحسب، بل أن تستشرف العقبات والمعوقات، وتسعى في إيجاد الحل الملائم لها مسبقًا"[1]، و"الرؤية والهدف الإستراتيجي الشخصي لا يشمل تحقيق أغراض ذاتية فقط، وإنما يمتد ليشمل المجتمع.

 

ولا ينتهي التخطيط الإستراتيجي الشخصي بالحياة الدنيا، وإنما يمتد ليشمل الدار الآخرة؛ فأي تخطيط لا يساعد صاحبه للعبور بسلام للدار الآخرة هو تخطيط قاصر، متاعٌ لعددٍ من السنوات، وخسارة مؤبدة في الآخرة؛ إذ إن مفهوم الرؤية الشخصية يعبر عن الحُلم الشخصي، أو الوضع الذي يرغب الشخص في تحقيقه في نهاية الإستراتيجية الشخصية.

 

إن مفهوم الإدارة الإستراتيجية يقوم على تحديد وتحقيق الحُلم الوطني.. وبالتالي فإن مفهوم الرؤية الشخصية يجب أن يعبر عن جانب مما تود أن تكون عليه الدولة في المجال المعين، فيتم تحديد الحُلم الوطني في هذا الإطار، مما يعني مراعاة القدرات الشخصية للأفراد، ومراعاة المصالح الوطنية في ذات الوقت"[2].

 

فالنبي صلى الله عليه وسلم حصر علم الغيب المطلق في الله تعالى سبحانه، ولم يمنع ذلك من التخطيط والتنبؤ بالمستقبل ضمن المعطيات والأحداث، وهي قراءة استشرافية صحيحة، وهذا ما أجازه صلى الله عليه وسلم، "وبهذا قدم للبشرية خدمة عظيمة؛ لأنه وجهها إلى دراسة المستقبل وفق أسس علمية سليمة، ومنع طاقتها من أن تهدر في الخرافة والخطأ والضلال، فلا عجب إذًا أن يسبق المسلمون إلى اكتشاف المنهج التجريبي في العلوم، وأن يؤسسوا بعضها لأول مرة؛ كعلم الاجتماع، وتفسير التاريخ والجغرافيا البشري.

 

توقع المستقبل والتخطيط له أمورٌ لا تتعلق فقط بمجال الاعتقاد والعمل، بل أيضًا بالأدب، وقد نبهنا نبينا العظيم عليه الصلاة والسلام على مجموعة من الآداب التي ينبغي للمسلم أن يتخلَّق بها ويراعيها في تعامله مع الزمان الآتي، وأذكر منها: الاستثناء في المستقبل: وهو من أهم آداب المستقبلية، ومعنـاه أنك حين تتوقـع أمورًا ما أنها ستكون، فإنك - بقلبك ولسانك - تربط ذلك بمشيئة الله سبحانه، مهما كانت درجة الاستشراف وقوته، كأنك تُقرَّ بأن تدبيرك أو تدبير غيرك مرهونٌ ومشروط بإرادة الباري التي أحاطت بكل شيءٍ"[3].

 

وحين "نتحدث فيه عن عبقرية النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو القدوة والأسوة الحسنة، فما كان يعزم على أمر إلا وقد خطط له تخطيطًا بارعًا، بعد أن طلب المدد الرباني والعون الإلهي،... وهنا قد يبدو للبعض ثمة تعارض بين التخطيط للمستقبل وبين التوكل على الله، فيأتي ابن عطاء السكندري - رحمه الله - ليضع النقاط على الحروف، ويرد الأمور إلى نصابها الصحيح، فيقول: (إن التسبُّبَ لا ينافي التوكُّلَ)؛ أي: إن الأخذ بأسباب النجاح في الحياة لا ينافي أبدًا كونك متوكلًا على الله"[4].

 

والقارئ لأحداث السيرة النبوية المطهَّرة يجد ذلك واضحًا في تصرُّفات النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله؛ فهو هادئ لا ينفعل، بالرغم من الأحداث العظام التي كانت رحاها تدور حوله، بل تجده يأخذ بالمشورة، ويتأنى، ويزِنُ الأمر، "وكان صلى الله عليه وسلم على وعيٍ وإدراك بأن عدم التخطيط المحكم لضبط العلاقة مع المحيط بكل مكوناته ومؤثراته سيؤدي حتمًا إلى الاصطدام به، والدخول معه بمرور الأيام في مواجهة غير متكافئة.."[5].

 

إن اتساع الموضوع وتشعُّبَه يجعلك حائرًا كيف تختم فصوله، وتغلق أبوابه؛ ولهذا سيبقى المجال مفتوحًا أمام الباحثين والمختصين للغوص فيه، واستخراج درره، والتباهي بجواهره؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم كشف منهج التعاطي مع قضية المستقبل؛ فقد أخبرنا أنه لا يعـلم الغيب، إلا ما أطلعه الله على بعضه مما يتعلق بالرسالة؛ ولذلك تجده صلى الله عليه وسلم يتحرك في إطار سنن الله في خلقه كسائر البشر في توقع المستقبل والإعداد له.

 

والتخطيط وسيلة غاية في الأهمية لحسن التنبؤ والتوقع الصحيح، ومراعاة مآلات الأمور، وهو تمييز عظيم الشأن يقدره أهل الاختصاص.

 

فلا بد من تخطيط محكَم، وعمل متقن؛ لتصل لنجاح مبهر، أما أن تطلب الوصول دون أن تسير فهذا ليس بالأمر اليسير.. ومن جد وجد، ومن زرع حصد، والمعالي تحتاج لوثبة أسد..

 

والحمد لله رب العالمين..



[1] العالم الإداري: هنري فايول.

[2] من مقال (التخطيط الإستراتيجي الشخصي) للدكتور محمد حسين أبو صالح، السودان بتصرف.

[3] استشراف المستقبل في الحديث النبوي، د. إلياس بلكا، 2008م.

[4] إدارة الذات، الدكتور أكرم رضا.

[5] منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، ص 119، سبق ذكره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة