• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

الحجرة المعلمة!

الحجرة المعلمة!
مريم راجح


تاريخ الإضافة: 16/3/2015 ميلادي - 25/5/1436 هجري

الزيارات: 6116

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحجرة المعلمة!


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة وسلم.

 

في خضمِّ أمواج التقدُّم والاكتشافات، وانتشار الحضارات، وتوسُّع أبواب المعرفة والعلم، ودخول بعض الثقافات في بعض - لا تزال تلك الحُجرة "الحجرة النبوية" ذات الأمتار المَعدودة هي الأمَّ المعلِّمة للبشرية جميعًا، والتي تدفَّق منها المنهج الإلهي، والبيت الأسري المثالي، والقُدوات السامية، وبحور العلم الجارية، والأدب والأخلاق العالية، والأبوّة والتربية الصحيحة، وفنون التعامل والتحاوُر.

 

حينما نرى تدافُع البعضِ لنهلِ علومهم وثقافتهم، بل وأخلاقِهم وتربيتِهم من غير منهجهم، معلِّلين ذلك بالتقدُّم والتطور الزاهر لتلك الثقافات والحضارات!

 

فاتَّجهنا لنبحثَ عن الحياة السعيدة الرغيدة في غير محلِّها، ونَنهج أفكارًا وثقافات قد تمسُّ حتى عقيدتنا، والذي نجهله أن دينَنا وما يَحمله من معانيَ أخلاقيةٍ وتربوية وأسرية هو الأسبق والأكمل في الاهتمام وبث الحياة المستقيمة لكل فرد.

 

ديننا علَّمنا كيف نتعامل مع الحيوان ووضع الأجر والعقاب فيه، أفلا يُعلِّمنا نحن البشر، ويوجِّهنا للحياة الرغيدة التي نتَمناها؟

 

فإنْ أردْنا العِلم وبحوره، والأدب ولطائفه، فهذه الحُجرة المُعلِّمة..

وإن أردنا الحب وفنونه، والحنان ونسماته، فهذه الحجرة المعلمة..

وإن أردنا البرَّ ونفحاته، والإحسان وعبيره، فهذه الحُجرة المعلِّمة..

وإن أردنا الحياة الزوجيَّة وجَمالها وفنون التجديد، فهذه الحُجرة المعلمة..

وإن أردْنا الأبوَّة الحانية والعاطِفة الجيَّاشة فهذه الحُجرة المعلِّمة..

وإن أردْنا الوَفاء والقوة والشَّجاعة والتضحيَة، فهذه الحُجرة المُعلِّمة..

وإن أردْنا الحياة المُستقيمة الرغيدة، فهذه الحُجرة المعلِّمة..

 

من أراد التقدم والتطوُّر فدينُنا وشريعتُنا هي ذاك التقدُّم والتطوُّر، هي الأصل والمِحوَر الذي تدور عليه كل مُتطلبات النجاح والفلاح والسعادة والراحة...

 

عندما نُدرك أن المرجعَ الأوَّل لثقافتِنا وعُلومنا هو ديننا، وما بعده من ثقافات وحضارات نأخذ منها ما يُفيدنا ويُناسب شَرعنا، وذلك هو الطريق الحق المستقيم، وهو السعادة؛ فشريعتنا المُنبعثة من تلك الحُجرة هي قطب العالم وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة؛ كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين" حيث قال: "فإنَّ الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالِح العباد في المَعاش والمعاد، وهي عدل كلها ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها.

 

فكلُّ مسألة خرجَت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدِّها، وعن المصلَحة إلى المفسدة، وعن الحِكمة إلى العبث؛ فليسَت مِن الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقِه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم أتمَّ دلالة وأصدقها.

 

وهي نوره الذي أبصر المُبصِرون، وهداه الذي اهتَدى به المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم، من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل؛ فهي قرّة العيون، وحياة القلوب، ولذة الأرواح؛ فهي بها الحياة والغذاء والدواء والنور والشفاء والعصمة، وكل خير في الوجود فإنما هو مُستفاد منها، وحاصل بها، وكل شر ونقص في الوجود فسببه إضاعتها، ولولا رسومٌ قد بقيَت لخربت الدنيا وطُوي العالم، وهي عصمة للناس وقوام للعالم، وبها يُمسك الله السموات والأرض أن تزولا، فإذا أراد الله خراب الدنيا وطيَّ العالم رفع إليه ما بقي من رسومها.

 

فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي قطب العالم وقطْب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة".

 

كثيرًا ما نرى بعض الألسن والكتابات لا تدخل قلوبنا لا لخَللٍ واضح في مادتها، ولكن لشعور يُضفي جوًّا من المدح والتمجيد لثقافة غيرنا ونشرها، متناسين ومتجاهلين في الوقت نفسه أن شريعتنا سبقت به، وأن تلك الحُجرة المعلِّمة وبأسلوب سليم بعيدٍ عن التنفير قد كانت منبعًا صافيًا لتلك العلوم، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10].

 

"لقد أنزلنا إليكم هذا القرآن، فيه عزُّكم وشرفُكم في الدنيا والآخرة إن تذكَّرتم به، أفلا تعقلون ما فَضَّلْتكم به على غيركم؟"؛ تفسير الميسر.

 

وقد قال الشيخ السعدي في تفسيره: "وهذه الآية، مصداقها ما وقع، فإن المؤمنين بالرسول، الذين تذكَّروا بالقرآن من الصحابة فمَن بعدهم، حصل لهم من الرفعة والعلوِّ الباهرِ، والصيت العظيم، والشرف على الملوك، ما هو أمر معلوم لكل أحد، كما أنه معلوم ما حصل، لمن لم يرفع بهذا القرآن رأسًا، ولم يهتدِ به ويتزكَّ به، مِن المقت والضعة، والتدسية، والشقاوة، فلا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكُّر بهذا الكتاب".

 

فلنَعُد إلى حضارتنا الإسلامية، ولنتبصر وننفض الجهل عَنا، ونعتزَّ بديننا الواسع الشامل، ولنسعَ لنشر تعاليمه وأخلاقه في كل شيء، ولا بأس بالاستفادة من علوم وثقافات الغير بما يعود علينا بالنفع بما وافق ديننا، وبالصورة الطيبة المعتدلة...

 

وأخيرًا:

ومِمَّا زادني شرفًا وتيهًا
وكدتُ بأخمصي أطأ الثُّريا
دخولي تحتَ قولكَ يا عِبادي
وأن صيَّرتَ أحمدَ لي نبيَّا

 

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة