• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

بركة النبي صلى الله عليه وسلم

بركة النبي صلى الله عليه وسلم
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان


تاريخ الإضافة: 8/12/2014 ميلادي - 16/2/1436 هجري

الزيارات: 47222

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بركة النبي صلى الله عليه وسلم


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سُلَيْم حَيسًا[1]، فجعلتْه في تَوْر[2]، فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثتْ بهذا إليك أمي، وهي تقرئُك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله!


قال: فذهبتُ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، فقال: ((ضَعْه))، ثم قال: ((اذهب، فادع لي فلانًا وفلاًنا وفلانًا، ومَن لقيتَ)) - وسمَّى رجالاً - قال: فدعوتُ من سمَّى، ومن لقيتُ.


قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زُهَاءَ ثلاثمائة، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أنسُ، هاتِ التور))، قال: فدخلوا حتى امتلأت الصُّفَّة[3] والحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليتحلَّق عشرة عشرة، وليأكل كلُّ إنسان مما يليه))، قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجتْ طائفة، ودخلتْ طائفة؛ حتى أكلوا كلُّهم، فقال لي: ((يا أنس، ارفع))، قال: فرفعت، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟! قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وزوجته مُولِّيةٌ وجهَها إلى الحائط، فثَقُلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم على نسائه، ثم رجع، فلما رَأَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع، ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، قال: فابتدروا الباب فخرجوا كلُّهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى خرج عليَّ، وأُنزلت هذه الآية؛ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن على الناس: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ﴾ [الأحزاب: 53] إلى آخر الآية [الأحزاب: 53]، قال الجعد: قال أنس: أنا أحْدَثُ الناس عهدًا بهذه الآيات، وحُجِبْنَ نساءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم[4].


من فوائد الحديث:

1- الأصل أن الإنسان لا يستطيع أن يستغني عن المرأة، فهي مكمِّلة له.


2- النكاح من سنن المرسلين.


3- دخل بأهله؛ أي: اختلى بهم، وجلس معهم في مكان ليس فيه سواهما.


4- قدرة أم سُلَيْم على الطبخ، حيث أعدَّت بنفسها ذبيحةً كاملة.


5- قَبول الهدية.


6- فضل الهدية.


7- فضل التقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.


8- لا بأس بسلام المرأة على الرجل؛ إذا أُمِنَت الفتنة.


9- السمع والطاعة للوالدين في غير معصية.


10- أن المرسَل عليه أن ينقُلَ الكلام كما هو، من غير زيادة أو نقصان؛ لذلك أنس رضي الله عنه نقل كلام أمِّه للنبي صلى الله عليه وسلم كما هو.


11- محبة الصحابة رضي الله عنهم - رجالاً ونساءً، وصغارًا وكبارًا - لنبيِّهم صلى الله عليه وسلم؛ فها هي أم سُلَيْم رضي الله عنها، قدَّمت ابنها أنسًا لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، حبًّا وتقديرًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وصنعت هذا الطعام، وقدَّمته دليلاً تطبيقيًّا على ذلك الحبِّ.


12- الجودُ من الموجود، والأَولى ألا يشق الإنسان على نفسه.


13- كانت المعيشة في ذلك الوقت قليلة، بالكاد الواحد يحصل على القُوتِ.


14- ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بربه، وقوَّة يقينه.


15- ثبوت المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم بتكثير الطعام.


16- بركة النبي صلى الله عليه وسلم.


17- استخدام الكِناية للأهل، والتعبير به عن الزوجة.


18- نداء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس باسمه الصريح، والمحبب إليه، مع أن أنسًا رضي الله عنه كان وقتها صغيرًا، وخادمًا للنبي صلى الله عليه وسلم.


19- أدب النبي صلى الله عليه وسلم، وحبُّه وتقديره لخادمه أنس رضي الله عنه.


20- يُستحبُّ صُنْعُ وليمة العرس.


21- لكل زمن لغتُه وكلماته؛ كالحيس والتور.


22- لَمَّا تطلَّع أنس لشرف الخدمة، كُوفِئ بمزيد من الاهتمام والقرب له ولأسرته، وكثرة الزيارات من النبي صلى الله عليه وسلم[5].


23- ما أجمل طريقة عرض أم سُلَيْم، ولطف عباراتها مع النبي صلى الله عليه وسلم.


24- من السنَّة أن يأكل كل إنسان مما يليه.


25- لا بأس أن يأكل الإنسان حتى يشبع.


26- صغر حجم بيت النبي صلى الله عليه وسلم.


27- أكل الصحابة كلهم حتى شبعوا، وبقي من الطعام بقية؛ لا يدري الراوي هل البقية هي الأكثر، أم حينما وضع الطعام!


28- استجابة أنس رضي الله عنه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في وضع الطعام، ثم ذَهابه لمناداة الصحابة بأسمائهم، ومن لقي، ثم بعد ذلك في رفع الطعام.


29- لضيق بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ صارت زوجته في زاوية منه، جاعلةً وجهَها للحائط.


30- لا يجوز الإثقال على النبي صلى الله عليه وسلم.


31- ترك النبي صلى الله عليه وسلم الرجال في بيته، وخرج إلى نسائه؛ لعلَّهم يفهمون أنهم أطالوا بجلوسهم فيَخرُجوا، ففهم الصحابة رضي الله عنهم أنهم قد أثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحسوا بخطئهم؛ لذلك ابتدروا الباب مسرعين للخروج.


32- حُسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله، واهتمامه بهم.


33- التنظيم لدى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وذلك في ترتيب إدخال الصحابة عشرة عشرة، وطريقة الأكل مما يلي الإنسان.


34- لم يبيِّن لنا أنس رضي الله عنه أسماء الأشخاص الذين سمَّاهم النبي صلى الله عليه وسلم، إمّا لأنه رضي الله عنه: نسي أسماءهم، ولا أظنُّ ذلك لحفظ أنس رضي الله عنه، أو لأنه لا يريد كشف أسمائهم، لأنهم من فقراء الصحابة، فأحبَّ الستر عليهم، وهذا الذي أُرجِّحه.


35- يُستحبُّ لأصدقاء المتزوج أن يبعثوا إليه بطعام، يساعدونه به على وليمته.


36- الاعتذار إلى المبعوث إليه، وقول الإنسان نحو قول أم سُلَيْم: هذا منا لك قليل.


37- قول أنس رضي الله عنه: "أنا أحدث الناس عهدًا بهذه الآيات"؛ يعني أول الناس علمًا بهذه الآية، فعَلِمْتُها أولاً، ثم علِمَها الناس[6].


38- شدّة حياء النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يشأ صلى الله عليه وسلم مواجهتهم بأن يخرجوا من البيت، فأطال الغيبة عنهم، بالتشاغل بالسلام على نسائه حتى يخرجوا.


39- مشروعية الحجاب لأمهات المؤمنين، ويسري هذا أيضًا على نساء المسلمين[7]؛ كما قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59].


40- فضل أهل الصُّفَّة.


41- حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم للفقراء، وإيثارهم على نفسه[8].



[1] الحيس هو: الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. تحفة الأحوذي للمباركفوري 9/59.

[2]التور هو: إناء من صُفْر أو خشب. المرجع السابق.

[3]الصُّفَّة هو: موضع مظلل في مسجد المدينة، وأهل الصفة فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه فكانوا يأوون إليه. تحفة الأحوذي للمباركفوري 9/59.

[4]مسلم 1428.

[5]خمسون موقفًا للنبي صلى الله عليه وسلم مع الصغار، للمؤلف ص 12.

[6] من 36 - 38 مستفاد من تحفة الأحوذي للمباركفوري 9/60.

[7] من 39 - 40 مستفاد من فتح الباري لابن حجر 8/530.

[8] من 41 - 42 مستفاد من فتح الباري 11/289.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة