• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان
أ. د. جابر قميحة


تاريخ الإضافة: 25/6/2014 ميلادي - 27/8/1435 هجري

الزيارات: 78918

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان


لم يُحْرَمِ الحيوانُ حظَّه الأوفى من رحمةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد نهى أن يتخذ الناسُ الحيَّ - أي الطير والحيوان - غرَضًا تُوجَّهُ إليه السِّهام[1].


وهو عليه السلام القائلُ: ((إن الله كتَب الإحسانَ على كل شيء؛ فإذا قتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلة، وإذا ذبَحتُم فأحسِنوا الذِّبْحة، وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه، وليُرِحْ ذبيحتَه))[2].


ومِن أعجب ما يروى في باب رحمته بالحيوان، أنه عليه السلام حينما زحَف بالألوف ذات العدد إلى مكة لفتحِها، رأى كلبةً تهر على أولادها، وهن حولها تُرضعهن، فخشِي الرسول عليه السلام أن يسحقَها الزاحفون هي وأولادها دون أن يشعروا، فأمر جعيل بن سراقة أن يقومَ حذاءها؛ حتى لا يعرِضَ لها أحدٌ من الجيش ولا لأولادها[3].


وأنذَر عليه السلام بعذاب الله مَن يُعذِّب حيوانًا؛ أليس هو القائل: ((عُذِّبتِ امرأة في هرَّةٍ أوثقتها، فلم تُطعِمْها، ولم تسقها، ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاشِ الأرض))[4]؟


حتى في الخلاف والقتال، حتى حينما تتشابك الرماح بلا هوادة، وتتعانق السيوف في وحشية، حتى حينما تتهاوى كثيرٌ من القِيَم، ويستبدُّ بالمتلاحمين الغضبُ والكراهية والبغضاء والنقمة، حتى في هذه الحال - شجارًا أو قتالاً -: ليبْقَ هناك الحدُّ الأدنى من الإنسانية، وهو كما قال الرسول عليه السلام: ((تجنَّبِ الوجهَ؛ فإن الله خلَق آدمَ على صورته))[5].


وضرب الوجه بسيفٍ أو نحوه، إن ترك تشويهًا فيه، عاش صاحبه طيلة حياته منغَّص النفس، معذَّب القلب، ناقمًا على الحياة والأحياء، بعد أن فقَد جمال صورته ورُواءها، وإن كانت الضَّربة لطمةً أو نحوها، فهي الإهانةُ التي لا تُغتَفَر، وقد تجرُّ إلى القتال وسفكِ الدماء؛ لذلك جعَل الله - سبحانه وتعالى - ضَرْب الوجوه من أشدِّ ألوان التحقير والإهانة في الآخرة:

﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50].


نعم، في منطق الإسلام: الرحمة مطلوبة، الإنسانية لازمة، حتى في مقامٍ درَج الناسُ فيه على إسقاطِ الرحمة والإنسانية من قائمةِ حسابهم.


وإذا كان هذا هو مكانَ الرحمة في قائمة القِيَم المحمدية، فلا عجبَ أن يربطها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخير، بل يجعل الخيرَ بأوسعِ معانيه متوقفًا عليها: ((من يُحرَمِ الرِّفقَ، يُحرَمِ الخيرَ))[6]، إنه يُحرَم خير الدنيا حين يفقد - بفظاعته وقسوته - حبَّ الآخرين، فهم منه نافِرون، وهم له كارهون، إنه يُحرَم خيرَ الآخرة؛ لأنه حصادُ العمل الصالح في الدنيا، والقلب الذي يفقِد الرحمة لا يعرف الطريقَ إلى العمل الصالح، وكم من لمسةٍ حانية فتَحَت مغالق القلوب، وألاَنَتْ شِماس الأخلاق، وكم من كلمة طيبة فرَّجت أزمات، وحلَّت مشكلات معضلات.



[1] صحيح مسلم 4/624 (كتاب الصيد والذبائح).

[2] السابق 4/622.

[3] إمتاع الأسماع 366.

[4] مسلم 5/479.

[5] السابق 5/472.

[6] مسلم 5/452 (كتاب البر).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- يكفي ما صح من أحاديث
أبو عمر الرياض 26-06-2014 07:40 PM

السنة غنية بالأحاديث الصحيحة والحسنة الحاثة على الرفق بالحيوان، وقد ذكر الأستاذ الدكتور جابر -رحمه الله- طرفاً منها باختصار، فجزاه الله خيراً.
ومن جملة ما ذكر -حفظه الله- قوله:"ومِن أعجب ما يروى في باب رحمته بالحيوان، أنه عليه السلام حينما زحَف بالألوف ذات العدد إلى مكة لفتحِها، رأى كلبةً تهر على أولادها، وهن حولها تُرضعهن، فخشِي الرسول عليه السلام أن يسحقَها الزاحفون هي وأولادها دون أن يشعروا، فأمر جعيل بن سراقة أن يقومَ حذاءها؛ حتى لا يعرِضَ لها أحدٌ من الجيش ولا لأولادها". وعزاه لإمتاع الأسماع للمقريزي، مع أن المقريزي عزاه لمغازي الواقدي.
ولي وقفة: الحديث أخرجه الواقدي في "المغازي" (2/804) قال: حدثني عبد الرحمن بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرج، فكان فيما بين العرج[1] والطلوب[2]، نظر إلى كلبةٍ تهر[3] على أولادها وهم حولها يرضعونها، فأمر رجلاً من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض لها أحد من الجيش و لا لأولادها.
وهذا إسناد ضعيف جداً. الواقدي هو محمد بن عمر بن واقد الواقدى الأسلمى.
قال الحافظ ابن حجر في "التقريب":"متروك مع سعة علمه".
وقال الحافظ الذهبي في"الكاشف": "قال البخارى وغيره: متروك".
ثم إنه مرسل، فعبد الله بن أبي بكر، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب":"ثقة من الخامسة". والطبقة الخامسة عند الحافظ، هي طبقة صغار التابعين.
فإن فيما ثبت من الحديث غنية عن الضعيف منه. هذا ما أردت بيانه. والله أعلم.
ــــــــــ
[1] العرج- بفتح العين، وسكون الراء المهملتين، وبالجيم: قرية جامعة قريب مكة على نحو ثلاث مراحل من المدينة بطريق مكة. سبل الهدى والرشاد (5/281).
[2] الطّلوب- بفتح الطاء المهملة: اسم ماء. سبل الهدى والرشاد (5/281).
وفي "المعالم الأثيرة" (ص/170-171):"بئر الطلوب": وتعرف اليوم:"الحفاة".
[3] هَرَّ الكلب يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هَارٌّ وهَرَّارٌ، إذا نبح وكشر عن أنيابه. وقيل: هو صوته دون نباحه. النهاية لابن الأثير (5/259).

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة