• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

الكائنات تحب محمدا صلى الله عليه وسلم

عبدالستار المرسومي


تاريخ الإضافة: 6/4/2014 ميلادي - 5/6/1435 هجري

الزيارات: 12503

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكائنات تحب محمدًا صلى الله عليه وسلم


إذا اعتقد الإنسان أنه المخلوق الوحيد الذي يُحبُّ محمدًا صلى الله عليه وسلم ويطيعه ويتَّبِعه فقد وقع في وَهْم كبير، وخطأ عظيم؛ فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن كائنات أخرى حيَّة وغير حيَّة تحب محمدًا صلى لله عليه وسلم وتُطيعه وتُكلِّمه وتَتَّبِعه، فمن ذلك أن نفرًا من الجنِّ استمعوا إلى القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلوه، فآمنوا به وصدَّقوه؛ لأنه يهدي إلى الرُّشد والحق؛ قال الله سبحانه وتعالى في مُحكَم التنزيل: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2].

 

فعن علقمة بن قيس النخعي قال: "أنا سألتُ ابن مسعود رضي الله عنه فقلتُ: هل شَهِد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن؟ قال: لا، ولكنَّا كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل، فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ، فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء، فقلنا: يا رسول الله، فقدناك، فطلبناك فلم نجدك، فبِتْنا بشرِّ ليلة بات بها قومٌ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أتاني داعي الجنِّ فذهبت معه فقرأتُ عليهم القرآن))، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارَهم وآثار نيرانهم[1].

 

فقد سمع الجنُّ القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلَّموه منه، ثم أخذوا بعد ذلك يَدعون إلى الغاية الأساسية التي خُلِق من أجلها الإنس والجان، ألا وهي إفراد الله بالعبادة (التوحيد)، ليكون ذلك خير شاهد على صِدْق محبتهم لله سبحانه وتعالى ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال الله سبحانه وتعالى في مُحكَم التنزيل يَصِف هذا المشهد: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 29 - 32].

 

وقد وصف جابر بن عبدالله رضي الله عنهما حالَ الجِذْع بعد أن فارَقه الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكيف سكن لما وضع النبي صلى الله عليه وسلم يدَه الشريفة عليه؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، يقول: "كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جِذْع منها، فلما صُنِع له المنبر وكان عليه، فسمِعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العِشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضَع يده عليها، فسكنتْ"[2].

 

والحجر كان يحب أن يُكلِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن الصحابي جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأَعرِف حجرًا بمكة كان يُسلِّم عليَّ قبل أن أُبعَث، إني لأَعرِفه الآن))[3]، وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "خرجتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يَمُر على حجرٍ ولا شجرٍ إلا سلَّم عليه))[4].

 

والشجر يستمع لرسول الله فيسمع ويُطيع؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوي ويُعالِج، فقال له: يا محمد، إنك تقول أشياء، فهل لك أن أُداويك؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: ((هل لك أن أُرِيك آية؟))، وعنده نخلٌ وشجرٌ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عَذقًا منها، فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع، ويسجد ويرفع، حتى انتهى إليه، فقام بين يديه، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارجِع إِلَى مَكَانِكَ))، فرجع إلى مكانه، فقال: والله لا أكذبك بشيء تقوله بعدها أبدًا، ثم قال: يا عامر بن صَعْصعة، إني والله لا أكذِّبه بشيء يقوله بعدها أبدًا، قال: والعَذق: النخلة[5].

 

وعن جابر بن عبدالله، رضي الله عنهما، قال: "سِرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديًا أَفْيَحَ، فذهب رسول صلى الله عليه وسلم يقضي حاجتَه، فاتَّبعته بإداوةٍ من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرَ شيئًا يَستتِر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصنٍ من أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله))، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يُصانِع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله))، فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأَم بينهما - يعني جمَعهما - فقال: ((التئما عليَّ بإذن الله))، فالتأمتا، فخرجت أُحضِر مخافة أن يُحِسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيَبتعِد، فجلست أحدِّث نفسي، فحانت مني لفتةٌ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مُقبِلاً، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق))[6].

 

والجبال تحب محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أَخدُمه، فلما قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم راجعًا وبدا له أُحدٌ قال: ((هذا جبلٌ يحبنا ونحبه))، ثم أشار بيده إلى المدينة قال: ((اللهم إني أُحرِّم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيمَ مكةَ، اللهم بارِك لنا في صاعنا ومُدِّنا))[7].

 

وعنه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((اثبُت أُحد؛ فإنما عليك نبي وصِدِّيقٌ وشهيدان))، وفي رواية: فضربه برِجله وقال: ((اثبُت أُحد؛ فما عليك إلا نبي أو صِديقٌ أو شهيدان))[8].

 

بل وحتى أجزاء المخلوقات تحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا تحب أن يُصيبه مكروهٌ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْبَل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فأهدتْ له يهودية بخيبر شاةً مصليَّة سَمَّتها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وأكل القوم فقال: ((ارفعوا أيديكم؛ فإنها أخبرتني أنها مسمومة))، فمات بِشْر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية، فقال: ((ما حملك على الذي صنعت؟))، قالت: إن كنتَ نبيًّا لم يَضرَّك الذي صنعت، وإن كنت مَلِكًا أرحتُ الناسَ منك، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقُتِلَت، ثم قال في وجَعه الذي مات فيه: ((ما زِلتُ أَجِدُ من الأكلة التي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي))[9].


أما تلك الظَّبْيَة التي اشتكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حالها، فلها قصة عجيبة؛ فعن أنس بن مالك قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظَبْيَة، فشدُّوها إلى عمود الفُسْطاط، فقالت: يا رسول الله، إني وضعتُ ولي خَشَفان، فاستأذن لي أن أُرضِعهما، ثم أعود إليهم، فقال: ((أين صاحب هذه؟))، فقال القوم: نحن يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَلُّوا عنها حتى تأتي خَشَفيها تُرضِعهما، وتأتي إليكم))، قالوا: ومَن لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: ((أنا))، فأطلقوها فذهبت، فأرضعتْ، ثم رجعت إليهم، فأَوثَقوها، فمرَّ بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أين أصحاب هذه؟))، قالوا: هو ذا نحن يا رسول الله، قال: ((تَبيعونها؟))، قالوا: يا رسول الله، هي لك، فخلَّوا عنها، فأطلَقها فذهبتْ))[10].



[1] أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة (150).

[2] صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوَّة في الإسلام.

[3] أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل (2).

[4] أخرجه الطبراني في الأوسط (5/322/5431).

[5] أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 236/ 2350)، وأحمد في مسنده (3/ 424/ 1954)، والترمذي في سننه (3628).

[6] أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الزهد والرقائق (74).

[7] أخرجه البخاري في صحيحه (2889، 2893، 3367، 4084، 5425، 6363، 7333)، ومسلم في صحيحه عند كتاب الحج (462 ، 504).

[8] أخرجه البخاري في صحيحه (3675 ، 3686 ، 3699).

[9] أخرجه أبو داود في سننه (4512).

[10] المعجم الأوسط للطبراني - باب العين، والحديث ضعيف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة