• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / خطب منبرية


علامة باركود

لباس النبي صلى الله عليه وسلم

لباس النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 23/2/2014 ميلادي - 22/4/1435 هجري

الزيارات: 323816

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لباس النبي صلى الله عليه وسلم

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

 

الحديث معكم في هذه الخطبة عن لباس النبي صلى الله عليه وسلم:

فلباس النبي صلى الله عليه وسلم تارة يكون غير مفصل على البدن، إنما هو صوف أو قطن، أو كتان منسوج، وتارة يكون مفصلاً مخيطًا، فمن لباس النبي صلى الله عليه وسلم غير المفصل الرداء والإزار، فالرداء على أعلى البدن، والإزار على الوسط، وهي الملابس التي نلبسها حينما نحرم، فعن أنس بن مالك قال: كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَهَا الْحِبَرَةَ"؛ رواه البخاري (5318)، ومسلم (2079).

 

والحبرة برد من برود اليمن وهي من القطن منسوجة، لكنها غير مفصلة على قدر البدن؛ قال الداودي: لونها أخضر وهي مخططة، وسُميت حبرة؛ لأنها محبرة؛ أي: مُزيَّنة، فالتحبير التزيين والتحسين، وكانت الحبرة أشرف الثياب عندهم.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم الخميصة؛ فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ، فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ، وَهُوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ"؛ رواه البخاري (5824)، ومسلم (2119).

 

والخميصة كساء مربَّع من صوف أو غيره، فيه خطوط.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم المرط؛ فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ"؛ رواه مسلم (2081).

 

والمرط كساء مربع، ملحفة غير مفصل، يلبس إزارًا، فلبس النبي صلى الله عليه وسلم مرطًا من الشعر الأسود غير مصبوغ عليه صورة رحال الإبل.

 

أما اللباس المفصل، فقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الجبة؛ فعن المغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ، خُذْ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّهَا فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا"؛ رواه البخاري (3636)، ومسلم (274).

 

فلبس النبي صلى الله عليه وسلم الجبة، وهي ثوب مفصل واسع له أكمام واسعة، يلبس فوق الثياب، شبيه بما يعرف عندنا بالفروة.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم القَبَاء؛ فعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقَالَ: خَبَأْنَا هَذَا لَكَ"؛ رواه البخاري (2559)، ومسلم (1058).

 

والقباء لباس ضيق الأكمام والوسط مشقوق من الخلف، يلبس فوق الثياب في السفر والحرب غالبًا.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم القميص؛ فعن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ، قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ"؛ رواه البخاري (1269)، ومسلم (2400).

 

والقميص ثوب مفصل له أكمام وجيب وأزرار.

 

ولبس العباءة كان كثيرًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ مِنْ الْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ وَيُصِيبُهُمْ الْغُبَارُ، فَتَخْرُجُ مِنْهُمْ الرِّيحُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا"؛ رواه مسلم (847).

 

والعباءة هي التي تلبسها النساء عندنا، ويلبسها الرجال، وتسمى البشت، والبعض يسميها المشلح.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم العمامة؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ"؛ رواه مسلم (1358).

 

وما تقدم من أنواع الألبسة التي لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لبسها بمقتضى عادة قومه، وليس تعبدًا لله، فهذه الملابس كانت تلبس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولبسها المسلمون والكفار.

 

ولبس النبي صلى الله عليه وسلم الأخضر والأسود والمخطط بالأبيض والأسود، وروي عنه لبس الأصفر، وصح عن الصحابة رضي الله عنهم لبس الأصفر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأبيض من الثياب، وحث على لبسه؛ فعن سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ مِنْ الثِّيَابِ، فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ"؛ رواه النسائي (5323)، وإسناده صحيح.

 

فلبس الأبيض من الثياب وتكفين الأموات به سنة، والثياب في كلام العرب كل ما يلبس؛ سواء كان مفصلاً على البدن كله، أو على بعضه، أو غير مفصل، فيدخل في عموم الحديث لبس القميص والسراويل والقلنسوة - الطاقية - والشماغ وغير ذلك، فلبس الأبيض سنة، والأصل في بقية الألوان الإباحة، وخلاف أهل العلم في لبس الأحمر، فكرهه بعضهم وأباحه البعض لحديث أبي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه: "خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ"؛ رواه البخاري (376)، ومسلم (503)، وكذلك نهى عن لبس المزعفر والمعصفر.

 

الخطبة الثانية

كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ما يجده من قطن أو كتان أو صوف، ولم يكن يقصد لباسًا بعينه؛ فهدي النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد موجودًا، ولا يطلب معدومًا، فلبس النبي صلى الله عليه وسلم أغلى الثياب في وقته الحبرة، ولم يكن يمتنع عن لباس معين إلا إذا كان لمحذور شرعي؛ فعن ابن عمر قال: رأى عمر رضي الله عنه عُطَاردًا التميمي رضي الله عنه يقيم بالسوق حلة سِيَرَاءَ، وكان رجلاً يغشى الملوك ويصيب منهم، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، إني رأيت عُطَاردًا يقيم في السوق حُلَّةً سِيَرَاءَ، فلو اشتريتها، فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك، وأظنَّه قال: ولبستها يوم الجمعة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة"؛ رواه البخاري (886) مختصرًا، ومسلم (2068)، واللفظ له، فلم يمتنع عن الحلة لنفاستها، إنما لكونها من حرير وهو محرم على الذكور.

 

فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتقصد لبس الثياب الخلقة المرقعة، وما روي عن قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنه - قَالَتْ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ؛ رواه الترمذي (2814)، وهو حديث ضعيف، وأشار الترمذي إلى ضَعفه بقوله: حَدِيثُ قَيْلَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ حَسَّانَ.

 

فالمداومة على لبس الصوف أو لبس الثياب المرقعة، واعتقاد ذلك سنة، هو بدعة تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم، لكن لبس الثياب المتواضعة التي ليست نفيسة تواضعًا أمر مشروع؛ فعن إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَذَاذَةُ مِنْ الْإِيمَانِ"؛ رواه الإمام أحمد (27756) وغيره وإسناده حسن.

 

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (1/110) البذاذة: التواضع في اللباس، وترْك التبجح به، وكذلك لبس الثياب الحسنة إظهارًا لنعمة الله على عبده مشروعة، ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"؛ رواه مسلم (91).

 

قال ابن القيم في الزاد (1/140) الذين يمتنعون عما أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهدًا وتعبدا بإزائهم طائفة قابلوهم، فلا يلبسون إلا أشرف الثياب، ولا يأكلون إلا ألين الطعام، فلا يرون لبس الخشن ولا أكله تكبرًا وتجبُّرًا، وكلا الطائفتين هديه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي والمنخفض.

 

كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس كما يلبس سائر الناس؛ فليس له لباس يميزه عن غيره من المسلمين؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ، فَيَجِيءُ الْغَرِيبُ، فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ، فَطَلَبْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَجْلِسًا يَعْرِفُهُ الْغَرِيبُ إِذَا أَتَاهُ، قَالَ: فَبَنَيْنَا لَهُ دُكَّانًا مِنْ طِينٍ - أي دكة مرتفعة - فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَكُنَّا نَجْلِسُ بِجَنْبَتَيْهِ"؛ رواه أبو داود (4698) وغيره وإسناده صحيح.

 

فتميز أهل العلم أو العبادة بلباس خاص عن بقية المسلمين، ليس له أصل في السنة ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.

 

إخوتي، الأصل في اللباس أنه من العادات وليس من العبادات؛ فالسنة أن يلبس المسلم والمسلمة لباس بلدهم ما لم يكن فيه محظور شرعي، ولا يتقرب لله باللباس إلا بما دل الدليل عليه؛ كلبس الإزار والرداء في الإحرام.

 

ولبس الأبيض من الثياب لكن تكون السنة في صفة اللبس لا في أصله، فيكون اللباس إلى أنصاف الساقين، ويحرم إسباله أسفل الكعبين؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ"؛ رواه البخاري (5787).

 

وتكون السنة في التيامن في اللبس والبداءة بالشمال في الخلع لعموم حديث عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطُهوره، وفي شأنه كله"؛ رواه البخاري (168)، ومسلم (268).


وتكون السنة في الدعاء حينما يلبس جديدًا أول مرة؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ عِمَامَةً أَوْ قَمِيصًا أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ"؛ رواه الترمذي (1767)، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.

 

أما قول: بسم الله حين خلع الثوب، فالذي يظهر لي عدم صحة الحديث والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- شكرا
مبارك موسي - السودان 20-12-2016 07:14 AM

جزاك الله خيرا .. يحفظك الله

4- هل يوجد حديث بمنع الثوب الضيق
أبو إسحاق الددو - سوريا 01-11-2016 08:24 PM

هل يوجد حديث بمنع الثوب الضيق

3- التسمية قبل خلع الثياب
عاصم الحكيم - السعودية 21-07-2016 05:09 PM

قال النبي صلى الله عليه وسلم:"سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ"، وهذا الحديث صححه الإمام لألباني.

2- شكر
عائشه - فلسطين 22-11-2014 08:30 PM

شكرا لكم اللهم صل على محمد وبشرنا بشفاعته

1- أنار الله بصيرتك
العسيري - السعودية 24-02-2014 11:46 PM

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد جزاكم الله خيرا على هذه الخطبة أنار الله بصيرتك ووفقك.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة