• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / روافد


علامة باركود

الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس التضحية

الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس التضحية
لطفي الحفار


تاريخ الإضافة: 6/1/2014 ميلادي - 5/3/1435 هجري

الزيارات: 38380

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسول يعلم التضحية ويكون هو المضحي الأول


أحسن الله لجمعية التمدن الإسلامي التي أقامت هذه الحفلة الرائعة وقامت بواجب تكريم البحث والدرس العلمي والإنصاف في شخص المحتفى به الأستاذ المفضال السيد لبيب الرياشي، الذي أبى أن تكون الحفلة تكريمية له ببحوثها وقال في ذلك: أنا لا أستحق هذه العاطفة وإذا كنتم تريدون تكريمي لبحثي المجرد في كتابي (نفسية الرسول العربي) فإني أرجو أن توجه بحوث العالمين والمفكرين للتعمق في دراسة هذه النفسية العظيمة فإن جميع جهود العلماء والمفكرين ومباحثهم لا تزال تحتاج إلى متابعة البحث والدرس فيها. وإجابة لذلك فقد رأيت أن تكون كلمتي هذه لبحث إحدى نواحي عظمة الرسول العربي وما أجلها وما أوسعها فأقول:

امنن علينا رسول الله في كرم
فإنك المرء نرجوه وندخر
امنن علي نسوة قد عاقها قدر
ممزق شملها في دهرها غير
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكرك النعمى وإن كثرت
وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر

 

أنشد هذه الأبيات زهير أبو صرد من بني سعد بن بكر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء مع وفود هوازن يستعطفونه بعد أن سباهم بحنين وقد فرق الأموال وقسم السبي فذكروه حرمة رضاعه فيهم من لبن حليمة وكانت من هوازن وقالوا يا رسول الله لنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا منّ الله عليك ثم قام زهير أبو صرد بعد أن أنشد الأبيات المتقدمة وقال: يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللائي كن يكفلنك ولو أنّا أرضعنا الحرث بن أبي شمر الغساني أو النعمان ابن المنذر لرجونا عطفه وأنت خير الكفيلين.


فنظر إليه وإلى وفودهم وكانت نشوة الظفر والنصر آخذة كل مأخذ من نفوس المسلمين بعد أن أبلوا في وقعة حنين بلاءهم الشديد فقال رسول الله: أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ فقالوا: وهم يتسكعون ويستعطفون ولم يكادوا يصدقون بما يسمعون: خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا. فإنا نختار أحسابنا فهل ترد علينا أبناءنا ونساءنا فهم أحب إلينا من أموالنا؟


وهنا حانت الفرصة التي طالما كان رسول الله ينتهزها ليقوم بهداية المسلمين بالفعل لا بالقوة ويسن لهم طريقاً رشداً فقال: أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم وكانت جموع المسلمين حاضرة تشتغل في قسمة الأموال والسبايا وتسرّ بها وكانت من قبائل مختلفة وما زال عهدهم في النـزعات الجاهلية قريباً ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يهذب من نفوسهم ويلقي عليها من بهاء رسالته ما يردها إلى الصراط السوي؛ والنزاع بين القديم والجديد وبين الدين الحديث ومقاومة التقاليد لا يكون سهلاً ولا يمحى أثره إلا بعد وقت طويل. وبعد أن أعطاهم هذا المثل الرائع في التضحية لخدمة مصلحة المسلمين العامة قالت قريش: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الأقرع بن حابس وقد أخذته النعرة الجاهلية: أما أنا وبنو تميم فلا، فتبعه عيينة بن حفص بمثل قوله عنه وعن بني فزارة وقال العباس بن مرؤي السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقامت بوجهه بنو سليم وقالت: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم التفت رسول الله للقوم قائلاً: أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست قلائص فردوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم. وما زال حتى رد جميع السبايا واستوثق من ذلك.


وفي الحق أن الرسول أعطانا دروساً عظيمة في مثل هذه المواقف فقد سعى كثيراً لينتزع من نفوس القوم هذه النـزعات الجاهلية ويستبدلها بالنفسية الإسلامية التي كانت مظهراً من مظاهر الإيمان المطلق والتضحية والإيثار والصدق والأمانة والكف عن المحارم والمآثم ولكن انطباع هذه التعاليم الإسلامية السامية في النفوس والطباع أخذ وقتاً ليس بالقليل وقد قسم المؤرخون الصحابة إلى طبقات وأوصلها بعضهم إلى اثنتي عشرة طبقة كما ورد في تاريخ أبي الفداء. قال الله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ [الحديد: 10] وكان رسول الله يروض نفوس الكثيرين بالعبر والحكمة، والموعظة الحسنة ولا أدل على ذلك من متابعة موضوعنا هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما فرغ من رد سبايا هوازن ركب واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله أقسم علينا فيئنا. وعلق رداؤه بشجرة فقال: ردوا علي ردائي أيها الناس فوالله لو كان لي عدد أوراقها من النعم لقسمتها عليكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً ثم رفع وبرة من سنام بعير وقال: ليس لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس وهو مردود عليكم.


بمثل هذه الأخلاق السامية والدروس العملية كان هذا النبي العربي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس واجبهم ويقوم بتهذيبهم ويشجعهم على التضحية والبذل في سبيل الله ويؤلف بين قلوبهم، وبمثل هذا أسس هذا الملك الفخم وقام بهذه الدعوة الصالحة التي قلبت وجه التاريخ الإنساني.


كان الرسول يعلم الناس الواجب، ويكون هو القدوة الأولى. والتضحية، ويكون هو المضحي الأول. والثورة على الباطل، ويكون هو الثائر الأول في سبيل الحق.


قال أبو سعيد الخدري: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك الغنائم في قريش وقبائل العرب ولم يعط الأنصار شيئاً وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم:

لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه. فأخبر سعد بن عبادة رسول الله بذلك. فقال له: فأين أنت من ذلك يا سعد؟


قال: ما أنا إلا من قومي. قال: فاجمع قومك، وقد أراد بذلك أن يعلمهم منزلتهم عنده من الصدق والإخلاص وكان يرى وجوب تقريب المؤلفة قلوبهم والذين لم يكونوا من السابقين الأولين، ويرى أن يكون من الأنصار مثل أعلى في التضحية والإيثار والثبات كما كان شأنهم من قبل وأراد أن يخصهم بهذه الميزة الكبرى فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اجتمعوا وقال: ما حديث بلغني عنكم! ألم آتكم ضُلّالاً فهداكم الله بي؟ وفقراء فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألف بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلى والله يا رسول الله. ولله ورسوله المن والفضل فقال: ألا تجيبوني؟ قالوا: بماذا نجيبك؟ فقال: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم: أتيتنا مكذَّباً فصدقناك! ومخذولاً فنصرناك! وطريداً فآويناك! وعائلاً فواسيناك! أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم فقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً!..


وهكذا علمهم الرسول بحكمته الباهرة معنى الإسلام وقوة الإسلام وقيمة هذا الإسلام الذي يجب أن يكون مبلغهم من العزة والمنعة وسؤددهم الذي يفاخرون به ليكونوا قدوة للآخرين والمتأخرين ويدون لهم فضل السبق في الأولين والعزة بين المسلمين والتضحية في سبيل الحق المبين.


المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثالث، 1355هـ - 1936م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة