• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

صلح الحديبية والمفاوضات بين المسلمين والمشركين

صلح الحديبية والمفاوضات بين المسلمين والمشركين
د. هند بنت مصطفى شريفي


تاريخ الإضافة: 5/11/2013 ميلادي - 1/1/1435 هجري

الزيارات: 254608

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صلح الحديبية والمفاوضات بين المسلمين والمشركين


عاد بُدَيْل بن وَرْقاء الخزاعي[1] ومن معه إلى قريش وأبلغوها مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبروهم أنه إنما جاء زائراً للبيت ومعظماً لحرمته، فازدادت قريش صلفاً وعناداً واتهموا بُديل وصحبه بالتحيز للمسلمين، وخاطبوهم بما يكرهون، وأصرُّوا على تعنتهم قائلين: (وإن كان جاء لا يريد قتالا، فوالله لا يدخلوا علينا عنوة أبدا، ولا تحدث بذلك عنا العرب)[2].

 

وحقيقة الأمر أن قريشا كانت أمام خيارات ثلاث:

الأول: أن تصد المسلمين عن دخول مكة، وتمنعهم من أداء العمرة، وفي هذا حطٌ من شرفها، إذ كيف تصدُّ من جاء معظماً للبيت الحرام، وهذا سيثير حفيظة العرب ضدها.

 

الثاني: أن تسمح للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بدخول مكة، وفي هذا أيضا حطٌ من كبريائها وكرامتها، إذ كيف يدخل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم في حالة حرب معه، وبينهم ما بينهم من الدماء، بل ويتمتع بحمايتهم له في الحرم.

 

الثالث: أن تعرض على الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرجوع، دون أن يدخل مكة، وتبعث لذلك رجالاً يستطلعون خبره، ويثنون من عزمه[3]، خاصة بعد أن تأكد لديها أن قدومه لم يكن لحربها بل لأداء العمرة، وبعد أن حمل لهم بُديل بن ورقاء عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبلغهم إياه.

 

وارتأت قريش الأمر الأخير وبدأت في إرسال مبعوثيها واحدا تلو الآخر[4]، فأرسلوا عروة بن مسعود الثقفي[5] رضي الله عنه - ولم يسلم بعد -، وذهب إلى معسكر المسلمين، وحاول تخذيل النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت أحدا من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك)[6].

 

وهناك رأى عروة إجلال الصحابة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعظيمهم وطاعتهم له في كل ما يأمر به، فرجع إلى قريش ونقل لهم هذه الصورة بتعجب فقال لهم: (أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا... وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها[7]، فلم يشف قوله صدور قريش، وأزعجها أن ترسل رسولها ليخذل عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإذا به يرجع إليها وقد امتلأت نفسه هيبة وإعجابا به وبأصحابه، ثم يشير عليهم بما يكرهون ويخذلهم هم أنفسهم.

 

ثم بعثت قريش بعده الحُلَيْس بن علقمة، سيد الأحابيش (فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له، واستقبله الناس يلبون)[8]، وهذا يدل على حكمته - صلى الله عليه وسلم -، فقد أدى هذا التصرف منه إلى عودة الرجل قبل أن يصل إلى المسلمين، وإعلانه تأييد النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل ونصرته إذا منعته قريش وصدته عن الحرم، فقال -وقد تبين له ظلم قريش وعدوانها-مغضباً: (يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصد عن بيت الله من جاء معظماً له، والذي نفس الحُليس بيده، لتخلنَّ بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرنَّ بالأحابيش نفرة رجل واحد[9]).

 

وكذلك بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سفراء له إلى قريش ليبلغوهم مقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - من القدوم، فبعث أولاً خِرَاش بن أمية الخزاعي[10] رضي الله عنه، وحمله على جملٍ له فلما دخل مكة عقرت به قريش، و أرادوا قتله فمنعهم الأحابيش من ذلك حتى أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم -[11].

 

وأراد أن يرسل عمر بن الخطاب[12] رضي الله عنه، ثم عدل عنه إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما تبين شدة عمر وعداوته لقريش، وأن بني عدي لا يحمونه فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان[13] رضي الله عنه إلى مكة، وقد علم علو مكانته في قريش،فانطلق حتى أتى أبا سفيان و عظماء قريش فبلغهم رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمحوا له بالطواف بالبيت فأبى حتى يطوف الرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

ثم احتبست قريش عثمان رضي الله عنه عندها، فشاع بين المسلمين أنهم قتلوه، وقد ذكر ابن إسحاق أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - - حين بلغه أن عثمان قتل - قال: ((لا نبرح حتى نناجز القوم)). فدعى الرسول - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة[14]، وهي البيعة التي أعلمه الله رضاه عن أصحابها، وأثنى عليهم في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18] [15].

 

وتتابع الصحابة يبايعون النبي - صلى الله عليه وسلم - على الثبات وعدم الفرار وأثنى عليهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((أنتم خير أهل الأرض))[16].

 

لقد بذل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما في وسعه لمنع نشوب الحرب بينه وبين قريش، وعرض خطة السلام للوسطاء الذين بعثتهم قريش، ثم بعثها مع رسله إلى زعمائهم، ولم يقرر شنَّ الحرب على قريش، ومناجزة المشركين، إلا حين شاع خبر مقتل عثمان رضي الله عنه.

 

وشعر القرشيون بالحرج الشديد من موقفهم، وخافوا من زحف النبي - صلى الله عليه وسلم - على مكة، فأرسلوا من يصالح المسلمين، واشترطوا أول بند في الصلح، أن يرجع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، فلا يدخلوا مكة هذا العام، واختاروا لذلك سهيل بن عمرو[17] وقالوا له: (ائت محمدا فصالحه، ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة أبدا)[18].

 

وجاء سهيل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتفاوض معه، ثم اتفقا على الصلح.



[1] بديل بن ورقاء بن عمرو بن عبدالعزى الخزاعي، وكان إسلامه قبل الفتح، وقيل يوم الفتح، ولجأت خزاعة إلى داره، قيل: إنه رضي الله عنه قتل بصفين وقيل: مات قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. بتصرف، الاستيعاب 1/165، والإصابة 1/141.

[2] سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/ 361.

[3]بتصرف، دراسة في السيرة: عماد الدين خليل ص 225، وصلح الحديبية: سلمي بن سلمان الحسيني ص 38، وقراءة جديدة للسيرة النبوية: الدكتور محمد رواس قلعه جي ص 297، دار البحوث العلمية للنشر والتوزيع الكويت، ط: 2 1404 هـ- 1984م.

[4] اختلف ترتيب رسل قريش للمسلمين، تبعا لتعدد الروايات، والتزمت بالترتيب الوارد في رواية الإمام البخاري.

[5] هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن عمرو الثقفي، عم والد المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، كان أحد أكابر قومه وقيل هو المراد بقوله تعالى: ﴿ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ أسهم في تقرير صلح الحديبية، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة الطائف فأسلم واستأذنه أن يرجع إلى قومه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخاف أن يقتلوك، فرجع ودعاهم للإسلام فرماه أحدهم بسهم فقتله فرأى أن دمه كرامة أكرمه الله بها وشهادة سيقت إليه رضي الله عنه. بتصرف، الإصابة 2/477، وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 4/194.

[6] صحيح البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب وكتابة الشروط 3/179.

[7] المرجع السابق 3/180.

[8] المرجع السابق نفس الصفحة.

[9] سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/361.

[10] هو خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل الخزاعي ثم الكلبي، أبو نضلة، شهد المريسيع والحديبية وحلق رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ وفي العمرة التي تليها، توفي في آخر خلافة معاوية. بتصرف، الاستيعاب 1/427، والإصابة 1/421.

[11] انظر الحديث الطويل الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما 4/323. وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/363.

[12] هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى القرشي العدوي أبو حفص أمير المؤمنين، قيل ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكانت إليه السفارة في الجاهلية، كان عند المبعث شديداً على المسلمين، ثم أسلم فكان إسلامه فتحا عليهم، قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام)). وكان أحبهما إلى الله عمر، من أوائل المهاجرين إلى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتوفي وهو عنه راض، وفي عهده فتحت الشام والعراق ومصر، قتله أبو لؤلؤة المجوسي سنة 23 هـ رضي الله عنه. بتصرف، الاستيعاب 2/458، والإصابة 2/518.

[13] عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ذي النورين، ثالث الخلفاء الراشدين، ولد بعد الفيل بست سنين، أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجه رقية رضي الله عنها، كان كثير الإنفاق في سبيل الله، تولى الخلافة سنة 24 هـ وقتل سنة 35 هـ وعمره 82 سنة وانفتح بموته باب الفتنة رضي الله عنه. بتصرف، الإصابة 3/462.

[14] انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/364.

[15] سورة الفتح آية 18.

[16] صحيح الإمام البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية 5/63.

[17] هو سهيل بن عمرو بن عبدشمس، العامري القرشي أبو زيد كان خطيب قريش ومن أشرافهم، تأخر إسلامه إلى يوم الفتح ثم حسن إسلامه، قام بمكة خطيبا عند وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فسكّن الناس وعظّم الإسلام، استشهد يوم اليرموك، وقيل في طاعون عمواس رضي الله عنه. بتصرف، سير أعلام النبلاء 1/194، والإصابة 2/93.

[18] مسند الإمام أحمد 4/325، وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/365.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة