• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

أطفال في كنف النبوة

زيد عزيز مطهر


تاريخ الإضافة: 25/5/2009 ميلادي - 1/6/1430 هجري

الزيارات: 15922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أطفال في كنف النبوة
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)


لقد كانت الطفولة والأطْفال في كنف النبوَّة محلَّ تقدير وتعظيم ورحمة واهتمام.

يأتي الأقرع ذاتَ يوم، ونبيُّنا الكريم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقبِّل سبطَه الحُسَين، فيقول: إنَّ لي عشَرةً من الولَد، ما فعلتُ هذا بواحد منْهُم، فيقول - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن لا يرحَم لا يُرْحَم))؛ أبو داود (5218).

هكذا هي إذًا نظرة النبوَّة للطُّفولة، نظرة تنطلِق من الرَّحمة، وهي رحمة وسِعَتِ العالمين، وبكل تأكيد سيكون للصِّغار الجزء الكافي من هذه الرَّحمة.

قال جابر بن سمُرة - الفتى الأنصاري، رضي الله عنْه -: "صلَّيتُ مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاة الأولى، ثُمَّ خرج إلى أهلِه وخرجتُ معه، فاستقبله ولدان فجَعَل يَمسح خدَّيْ أحدِهم، واحدًا واحدًا، قال: وأمَّا أنا، فمسح خدَّيَّ، فوجدتُ لِيده بردًا أو ريحًا، كأنَّما أخرجَها من جؤنة عطَّار"؛ مسلم (2329).

يا الله! ما أجملَها من رأفةٍ ورحْمةٍ وعناية! لَم تكُن قطُّ موقفًا عارضًا، بل كانت منهجًا حياتيًّا دائمًا يختطُّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم- فعن أنس - رضي الله عنْه - أنَّه قال: "كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يزورُ الأنصار، ويسلِّم على صبيانِهم، ويَمسح رؤوسهم"؛ ابن حبان (459).

وكان - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُحبُّ الحَسَن والحُسَيْن حبًّا جمًّا، وطالما كان يَقولُ لِفاطمة: ((ادعي ابنيَّ))، فيشمّهما ويضمّهما إليه؛ الترمذي (3772).
ويحمل أحدَهُما أو كِليْهِما على عاتِقه، ويقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أحبُّه فأحبَّه))؛ البخاري (3539).

وكان يأْخُذ أسامة بن زيْد، فيُقْعِده على فخِذه، ويُقْعِد الحسن على فخِذه الآخَر، ثمَّ يضمُّهما، ثُمَّ يقول: ((اللَّهُمَّ ارحمهما فإنِّي أرْحَمُهما))؛ البخاري (5657).

يَحكي عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: خطبنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأَقْبل الحسنُ والحسين - رضِي الله عنْهُما - عليْهِما قميصانِ أحْمران يعْثران ويقومان، فنزل فأخذَهُما فصعِد بِهما المنبر، ثم قال: ((صدق الله: ﴿ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [الأنفال: 28]، رأيتُ هذيْنِ فلم أصبِرْ))، ثمَّ أخذ في الخُطْبة؛ أبو داود (1109).

الله أكبر، إلى هذه الدَّرجة، بل اسمع إلى ما هو أعظم:
عن عبدالله بن شدَّاد عن أبيه قال: خرج عليْنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في إحدى صلاتَي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدَّم رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فوضعَه ثمَّ كبَّر للصَّلاة، فصلى فسجد بين ظهرانَي صلاتِه سجدةً فأطالَها، قال أبي: فرفعتُ رأْسي وإذا بالصَّبيِّ على ظهْر رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمَّا قضى رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الصَّلاة، قال النَّاس: يا رسولَ الله، إنَّك سجدت بيْن ظهْراني صلاتِك سجدةً أطَلْتَها حتَّى ظننَّا أنَّه قد حدث أمر أو أنَّه يُوحى إليْك، قال: ((كُلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارْتَحَلني، فكرهت أن أعجِلَه حتَّى يقضي حاجته))؛ النسائي (1141).

بل كان - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُصلِّي وهو حامل أمامة بنت زينب، فإذا سجد وضعَها وإذا قام حملها؛ البخاري (494).

وها هو ذا ابنُه إبْراهيم يلفظ أنفاسَه الأخيرة، فتجْعل عينا رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - تذرِفان، فيستغرب عبدالرحمن بن عوْف هذه الدموع، فيقول: وأنت يا رسولَ الله؟! فيعْلِنُها حبيبُنا مدوِّية: ((يا ابن عوف، إنَّها رحمة)) ثمَّ يتبعها بأُخْرى فيقول: ((إنَّ العين تدْمَعُ، والقلْب يَحزن، ولا نقولُ إلاَّ ما يُرْضِي ربَّنا، وإنَّا بفراقِك يا إبراهيم لمحْزونون))؛ البخاري (1241).

ولطالَما كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - رفيقًا بالأطْفال وهو يعلِّمُهم ويوجِّهُهم، فيُرْدِف عبدالله بن عبَّاس خلْفَه ليعلِّمَه كلمات: ((يا غلام، إنِّي أعلمك كلمات، احفَظِ الله يَحْفَظْك، احفَظ الله تَجِدْه تِجاهك، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعَنْتَ فاستَعِنْ بالله، واعلَمْ أنَّ الأمَّة لوِ اجْتَمَعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ لن يَنفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لن يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتَبَهُ الله عليك، رُفِعَتِ الأقلام وجفَّت الصُّحُف))؛ الترمذي (2516).

وتَطيش يدُ عمر بن أبي سلمة في صحفة الطَّعام، فيوجِّهه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِرِفْق وحنان: ((يا بُنَيَّ، سمِّ الله - عزَّ وجلَّ - وكُلْ بيمينك، وكُلْ ممَّا يليك))؛ أحمد (15895).

وها هو الحسنُ بن علي - رضي الله عنْهُما - يأْخُذ ذات مرَّة تَمرة من تَمر الصَّدقة، فيجْعَله في فيه، فيقول له النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كخ كخ)) ليطْرَحها ثم قال: ((أما شعرْتَ أنَّا لا نأْكُل الصَّدقة؟!))؛ البخاري (1420).

دعونا نستمِع إلى رافع بن عمرو الغِفاري وهو يَحْكي لنا مشهدًا آخَر من مشاهد الرِّفْق النَّبوي في التَّوجيه والتَّعليم.

يقول رافع: كنتُ أنا وغلام أرْمِي نخْل الأنصار، فقيل للنَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: إنَّ ها هنا غلامًا يَرْمِي نخْلَنا - أو قال: يرمي النَّخل - قال: فأُتِي بي النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((يا غلام، لا ترْمِ النَّخْل))، قال: قلت: آكل، قال: ((لا ترم النَّخْل، كُلْ ما سقط))، قال: ومسح رأْسَه، وقال: ((اللَّهُمَّ أشْبِعْ بطنه))؛ مسند أبي يعلى الموصلي (1482).

يا لَروعةِ هذا التَّوجيه النبوي! هل تظنُّون أنَّ رافعًا سوف ينسى هذا الرِّفق ما حيِي، كلاَّ بل إنَّه سطره لنا بروْعَتِه، وهاهي أجْيال الإسْلام تتداولُه على مر التاريخ.

وإذا كانت هذه العناية لأطْفال المسلمين، فكيف هي يا تُرى مع أطْفال غير المسلمين؟
إنَّ النَّبيَّ الَّذي أرْسِل رحمةً لِلعالمين، لا شكَّ سيُغْدِق برحماتِه على أطفال غير المسلمين، رحمة تنطلق من ردِّه على ملَك الجبال الذي عرض عليه أن يُطْبِق الأخشبَين على من أغلظوا عليْه أذاهم، وشدَّدوا حوله حصارَهم؛ لكنَّ الرَّحْمة المهْداة ما يلبث أن يُعْلِنها بكلِّ قوَّة وثقة: ((بَلْ أرْجو أن يُخْرِج اللهُ من أصلابِهم من يعبد الله وحْدَه، لا يشركُ به شيئًا))؛ البخاري (3059).

وهي رحمةٌ تَصفُّ أطفال غير المسلمين في إطار البراءة والفِطْرة، فهي تنطلق أيضًا من قولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم: ((كلُّ مولودٍ يُولَد على الفِطْرة، فأبواه يهوِّدَانِه أو ينصِّرانه أو يُمجِّسانه))؛ البخاري (1319).

وحينما يَمرض غلام يهودي كان يَخدم النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يأتِي إليْه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يعودُه، فيقعد عند رأسه، فقال له حريصًا مشفقًا: ((أسلم))، فينظر الغُلام إلى أبيهِ وهو عنده، فيقول له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم الغُلام، فخرج النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو يقول: ((الحمد لله الَّذي أنْقَذه من النار))؛ البخاري (1290).

وحين يشتدُّ القتال، وتلتقي سيوف الشَّباب والشُّيوخ في المعارك، تأْتِي العناية النبويَّة لتستَثْنِي صغار المشْركين وتمنحُهم حصانة من كلِّ تبعات الحرب.

قال الأسود بن سريع - رضي الله عنه -: أتيتُ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وغزوْتُ معه فأصبت ظهرًا، فقتل النَّاسُ يومئذ حتى قتلوا الولدان، وقال مرَّة: الذرِّيَّة، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقال: ((ما بال أقْوام جاوزهم القتْل اليوم حتَّى قتلوا الذرِّيَّة؟!))، فقال رجل: يا رسول الله، إنَّما هم أوْلاد المشْركين، فقال: ((ألا إنَّ خيارَكم أبناء المشْركين))، ثم قال: ((ألا لا تقْتلوا ذرِّيَّة، ألا لا تقتلوا ذريَّة))؛ أحمد (15162).

فيا لله! ما أجْملَ الطُّفولةَ في كنف النبوَّة!

رفق ولين، ورحمة وعناية، وحسن توجيه، ومزيد اهتِمام، وعظيم عطف، وكبير تقدير.

فصلَّى الله وسلَّم عليْكَ يا حبيبي يا رسولَ الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
8- بارك الله فيك
أبو طه الجزائري - الجزائر 20-07-2010 08:07 PM

بارك الله فيك ..
مقال مختصر مفيد اعجبني
وفقك الله تعالى ..
نتمنى لك الفوز والنجاح

7- رائـــــــــــع يا زيد
شوقي القاضي - اليمن 24-06-2009 12:36 PM

الموضوع جداً رائع

وبصراحة استفدت منه في بحث مختصر حول الأطفال

فكل الشكر لكاتبه الشاب/ ابن اليمن

زيد عزيز مطهر

6- شكراً لكم
زيد عزيز مطهر - اليمن 04-06-2009 12:29 PM

بلقاسم - الجزائر

ملحوظة مهمة أخي

ما ركزت والله

أتمنى تعديلها

كل الشكر لك

5- شكراً لكم
زيد عزيز مطهر - اليمن 04-06-2009 12:23 PM

عبد المحسن - مصر

سعيد بمروورك

وتقيل الله منك أخي

4- شكراً لكم
زيد عزيز مطهر - اليمن 04-06-2009 12:22 PM

Ibrahim El Shafey

كل الشكر والتقدير لمروورك الكريم وتعليقك الجميل

بارك الله في أخي

3- ملحوظة
بلقاسم - الجزائر 29-05-2009 06:15 PM

بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع لكن في البداية أطلقت كلمة الأقرع رضي الله عنه دون الترضي فمن المفترض أن يكون للصحابة رضي الله عنهم مكانتهم الخاصة من الاحترام والتبجيل والتوقير ، جزاك الله خيرا يا أخي.

2- شكر
عبد المحسن - مصر 25-05-2009 07:00 PM

موضوع رائع ونشكر الكاتب زيد عزيز مطهر على تميزه بالموضوعات الجميلة ونتمنى لكم الفوز

1- جزاك الله خيرا
Ibrahim El Shafey 25-05-2009 02:50 PM

جزاك الله خيرا على هذه المادة التي نتمنى لها الفوز والتوفيق..

كما ندعو الله أن يكون لأطفالنا ولو قليلا من هذه العناية النبوية الشريفة..

وندعو الآباء والأمهات إلى الاهتمام الأكثر بالأولاد وخصوصا في مراحلهم الأولى..

ونشكر الأم الألوكة على هذه المادة الجيدة التي أتاحتها لنا..

والسلام عليكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة