• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

حوار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصغار

محمد عبده العصفوري


تاريخ الإضافة: 7/5/2009 ميلادي - 13/5/1430 هجري

الزيارات: 222616

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصغار

(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

لم تقتصر حوارات النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكبار فقط؛ بل حاور النبي الكريم الصغارَ أيضًا، واستمع إليهم، ولاطفهم وداعبهم، ولم يستصغر عقولَهم، ولم يهمل مشاعرهم أبدًا.

 

تأمَّلوا معي هذا الحوار الذي دار بينه وبين غلام صغير، جاء الدور عليه في شرب الماء، ولم يشأ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكسر قلبَه الغض، ومشاعرَه المرهفة، فاستأذنه أن يبدأ بالكبار:

عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: "أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشَرِب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: ((يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟))، قال: ما كنتُ لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله، فأعطاه إياه"؛ (البخاري في كتاب الشرب).

 

فالغلام جالس عن يمين النبي، والشيوخ عن يساره، ومن السُّنة البدء باليمين، وأيضًا من المتعارف عليه احترام الكبار، وتقديمهم في كل شيء، فاستأذن النبيُّ الغلامَ أن يبدأ بتقديم الماء للكبار؛ ولكن الغلام رفض أن يتنازل عن حقه، يريد أن يفوز بشرف الشرب من يد الرسول، فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الماء بادئًا به.

 

أيُّ احترام لمشاعر الإنسان يطل من هذا الحوار؟! وأي رحمة تفوح من خلاله؟! لن ينسى الغلام هذا الموقفَ أبدًا، وسيظل يذكر بالتأكيد إكبار النبي له، واحترام رأيه وحقه.

 

حوار آخر دار بين النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وبين غلام كانت يده تطيش في الطعام، فيأكل من كل جهة، وأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلِّمه بطريقة لا تريق ماءَ وجهه:

حدثنا علي بن عبدالله، أخبرنا سفيان، قال الوليد بن كثير: أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان: أنه سمع عمر بن أبي سلمى يقول: "كنت غلامًا في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك))، فما زالت تلك طعمتي بعد"؛ (البخاري في كتاب الأطعمة).

 

وللعلم كان الغلام يأكل بيمينه، وبعدما ذكر اسم الله؛ ولكن يده كانت تطيش في الطبق، فتلطف الرسول في إرشاده، وكأنه يأمره بشيء عام، وليس بشيء ملاحظ عليه، إنه أدب الحوار حتى مع الصغار.

 

ثم تأمل معي هذا الحوار الذي دار بينه وبين غلام كان يرمي الشجر بالحجر؛ ليأكل من البلح:

"حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا معتمر، قال: سمعت ابن أبي الحكم الغفاري يقول: حدثتني جدتي عن عم أبيها رافع بن عمرو الغفاري، قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلاً للأنصار، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل: إن ها هنا غلامًا يرمي نخلنا، فأُتي بي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا غلام، لِمَ ترمي النخل؟))، قال: قلت: آكُلُ، قال: ((فلا ترمِ النخل، وكُلْ ما يسقط في أسافلها))، ثم مسح رأسي وقال: ((اللهم أشبِعْ بطنَه))؛ ("مسند أحمد" - مسند البصريين).

 

فهو هنا يعلِّمه الفرق بين الحلال والحرام، تمامًا مثل الفرق بين ما يسقط منها بفعل الرياح، أو الطير، أو غيره، وبين ما نسقطه نحن برميها بالحجارة، إنه يعلمه أن يحتاط دائمًا في طعامه، ولا يأكل إلا حلالاً، وكان يمكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينصحه مباشرة؛ لكنه آثر أن يحاوره؛ ليسمع منه، ثم يوجهه إلى ما فيه الخير.

 

وكثيرًا ما كان النبي ينتهز فرصة وجود أحد الصغار؛ ليغرس فيه التعاليم؛ حتى يشب عليها، فتكبر معه، وكان لا يترك فرصة للنصح والإرشاد إلا واغتنمها:

"حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن عبدالله بن عباس، أنه حدثه أنه: ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، إني معلِّمك كلماتٍ، احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألتَ فلتسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف))؛ ("مسند أحمد" - مسند أهل البيت).

 

كلام في العقيدة، لكن الغلام لن ينساه أبدًا، وسيُحفر في ذاكرته؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله له وحده وهو يركب خلفه؛ مما أعطاه شعورًا بالأهمية عند النبي، وفيه أيضًا إكبار من النبي للغلام.

 

وها هو يخير غلامًا بين أبيه وأمه – بعدما انفصلا - ولم يُجبره على أحد منهما؛ احترامًا لرغبة الصغير:

عن هلال بن أسامة: أن أبا ميمونة سليمان - من أهل المدينة، رجل صدق - قال: بينا أنا جالس عند أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - جاءته امرأة فارسية معها ابن لها، وقد طلَّقها زوجها، فقالت: يا أبا هريرة، ثم رطنت، فقالت بالفارسية: زوجي يريد أن يذهب بابني، قال: فجاء زوجها، فقال: من يجافني؟ فقال أبو هريرة: إني لا أقول في هذا، إلا أني سمعت أن امرأة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده، فقالت: فداك أبي وأمي، إن زوجي يريد أن يذهب بابني، وهو يسقيني من بئر أبي عتبة، وقد نفعني، فقال: ((استهما عليه))، فقال: زوجها: من يجافني في ولدي يا رسول الله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، هذا أبوك، وهذه أمك، فخذ بيد أيهما شئت))، فأخذ الغلامُ بيد أمه، فانطلقتْ به"؛ هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ ("مستدرك الحاكم" - كتاب الأحكام).

 

هكذا كانت حوارات النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الكبار، ومع الصغار، ومع الخصوم، ومع الأصدقاء، ومع الرجال، ومع النساء، ومع أهل بيته، حاور النبي - صلى الله عليه وسلم - الجميع، واستمع إلى الجميع.

 

ما أشدَّ حاجتَنا اليوم إلى الحوار! الذي بدأ ينقطع حتى داخل الأسرة الواحدة، مسببًا بذلك كثيرًا من المشكلات والأزمات.

 

نسأل الله أن يشرح صدورنا لما فيه الخير، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- آداب الحوار
محمد - مصر 26-04-2014 11:26 PM

ليتنا نتعلم آداب الحوار من الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا قرة عيني يا رسول الله

6- إلى الامام
أبو أبيّ - تونس 15-05-2013 12:55 PM

بارك الله فيكم فنحن في حاجة في زمان كثر فيه اللّغط إلى التّذكير بأخلاق رسول اللّه فهو قدوتنا فنتعلّم منه آداب الحوار .

5- مقال رائع
الجازي - السعودية 16-04-2010 12:12 AM

جزاك الله خيرا على مقالك

هكذا نحتاج الى الترفق في الحوار مع الصغار قبل الكبار

4- شكر
ام مصعب - المغرب 01-04-2010 12:02 AM

جزاكم الله خيرا أهل الألوكة وانتم والكاتب المربي جزاك الله الف خير

3- شكر
عبد المحسن - مصر 25-05-2009 07:03 PM

الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
ونشكر الكاتب محمد عبده العصفوري على هذا الطرح المتميز

2- بارك الله فيك اخى
ام عبد الرحمن - مصر 09-05-2009 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقاله جميله

لم اتعجب من معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للغلامان لانه رحمة للعالمين

معلم البشرية

وقد تستغرب ما لفت نظرى فيها

ولكن الغلام رفض أن يتنازل عن حقه، يريد أن يفوز بشرف الشرب من يد الرسول، فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الماء بادئًا به.


هنا اذا كنت انا مكان الغلام كنت تنازلت على الفور .. ولكن ادرك هذا الغلام هذا الشرف ...سبحان الله


جزاك الله خيرا اخى الفاضل
1- شكر للكاتب
ابن الإسلام - egypt 08-05-2009 11:21 AM

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالأطفال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "من لا يرحم لا يُرحم" (متفق عليه)
* ونشكر الكاتب على هذا الموضوع ,بالفعل ما أشدَّ حاجتَنا اليوم إلى الحوار!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة