• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / روافد


علامة باركود

نتائج ميلاد الرسول - عليه الصلاة والسلام

الأعياد والمناسبات المعتبرة في الإسلام
الشيخ محمود شلتوت


تاريخ الإضافة: 18/3/2013 ميلادي - 6/5/1434 هجري

الزيارات: 16950

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نتائج ميلاد الرسول

عليه الصلاة والسلام


إن نتائج مولد الرسول وما اتَّصل به من الإعداد الإلهي لتحمُّل رسالة الله رب العالمين - يَعرفها كل مَن يعرف حال العالم في الفترة التي سبقت الميلاد، ويعرف ما تضمَّنته الرسالة من جهات الهداية والإرشاد، التي أخَذت تحوِّل العالَمَ رُويدًا رويدًا من مجاري الشر والشقاء، إلى سبيل الخير والسعادة؛ حتى استقرَّت كلمة الحق، وجعَلت تعمل عملها في أنحاء الكرة الأرضية.

 

وليس من شكٍّ في أن حال العالم في الفترة السابقة، قد خرَجت بالإنسان عن وضعه في صحيفة الترتيب الكوني.

 

• فهو بالنسبة إلى الله: أنكر أُلوهيَّته، أو أشرَك غيرَه معه في العبادة والتقديس، والخضوع والاستعانة، واشتطَّ في ذلك حتى عبَد ما لا يَسمع ولا يُبصر، وخضَع للأوهام والخُرافات.

 

• وهو بالنسبة إلى نفسه: قد أسلَم قِيادَها للشهوة والهوى، وعَمِيت عليه الفضائلُ، فعَبِث بالأعراض، وعبِث بالعقول، وعبث بالأرواح.

 

• وبالنسبة إلى أُسرته: وأَد ابنته، لا لشيء سوى أنها أُنثى، وقتَل ولده، لا لشيء سوى أنه لم يَنلْ حظًّا من المال والغنى، وعضَل اليتيمة وأكَل حقَّها، لا لشيء سوى أنها فقَدت أباها الذي يرعاها، وضارَّ الزوجة، لا لشيء سوى أنه مُكِّن منها، وسُلِّط عليها، وأخيرًا وَرِث زوجة أبيه أو أخيه كَرْهًا كمتاعٍ ترَكاه.

 

• وبالنسبة إلى المجتمع: أفسد جزئيَّته له، وقطَع صلته به، وحكَّم في روابطه القوةَ الغاشمة، والجبروت والطغيان، وبذلك انتُزِعت الرحمةُ من قلبه، وصار لا يُعنَى إلا بوسائل القسوة والتسخير، والتحكُّم في العقائد والأخلاق والاجتماع.

 

وأمام هذا المصير الذي انقلب إليه الإنسان، وصارت به الحياة جحيمًا لا يطاق، يطلع الرُّوحُ العالمي الفطري من وراء حُجُب الغيب إلى مصدر الخَلق والإيجاد، مصدر الهداية والإنقاذ، فاستمَع إليه وهو السميع العليم، ونظَر إليه وهو الرؤوف الرحيم.

 

وفي هذه الآونة سرَت بُشرى الإنقاذ بمولد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فاهتزَّ لها باطنُ العالم، واشرأبَّ الروح الفطري إلى السماء، يُقلِّب وجهه في آفاقها، وما هي إلا فترة النمو والإعداد، حتى وافَت الإنسانَ رسالةُ السماء؛ تدعوه إلى الخير، وتأمُره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتُخرجه من الظلمات إلى النور، وتُبصِّره بمكانته من الله، وبواجبه في الحياة، وتردُّه إلى دائرة الرُّوح الفطري، دائرة النقاء والصفاء؛ ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].

 

هدَته إلى التي هي أقوم: في علاقته بخالقه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بأسرته، وعلاقته بمجتمعه.

 

هدَته إلى كل ذلك بأسلوب أساسه التوجيه إلى الخَلْوة بالفطرة النقيَّة، التي لم تُدَنَّس، والتي ضرَعت إلى ربها تَلتمس الهداية والإنقاذ؛ ليجد منها العون والنصير على تقبُّل هذه الهداية، والانتفاع بها في استعادة الإنسانية والسير بها في طريق الغاية التي خُلِقت لأجلها، وعلى أساسٍ من الإيمان بخالق القُوى والقُدَر، مصدر التوفيق والهداية؛ ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

 

وليس لنا من سبيل إلى الكتابة عن كلِّ نتائج هذا الميلاد وآثاره القيِّمة التي عادت بالخير والبركة على العالم كله، حتى على مَن لم يؤمن بها أثارَت على رُوحه الباطني نفحاتٍ وجَّه بها نفسَه وقوْمَه في الحياة، وإن كانوا لا يشعرون، أو يشعرون ولا يَنطقون.

 

ذلك أن من أبرز هذه النتائج وأولاها: مبدأ أن "المخلوق" لا يَخضع لمخلوقٍ مثله، يعبده ويقدِّسه، ويتَّخذه صمدًا له في الحياة، وبالتالي يكون لأمره ولرأيه عنده قوةٌ تَملِك عليه قلبه، ولا يستطيع مناقشته، ولا إبداء رأي يُخالفه.

 

والقرآن قرَّر هذا المبدأ وربَط في كثيرٍ من آياته الواضحة وحدانيَّة الألوهية والخضوع، بوحدانية الربوبية والإنعام، وأرشد إلى أن الألوهيةَ والعبودية ليست لغير الربِّ الخالق المنعم؛ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 2 - 5]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102]، ﴿ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [يونس: 35].

 

بهذه الآيات ونحوها - وهو كثير في القرآن الكريم - سطَع على الإنسان نورٌ بصَّره أنه لم يُخلق ليُقاد بالزمام، وبهذا النور نفَض عن نفسه قُوى التسخير البشري، وعرَف عزَّته وسلطانه على نفسه وقلبه وحياته، وعرَف أنه لا يخضع لغير خالقه الذي بيده أمره.

 

ولا ريب أن هذا المبدأ له المكانة الأولى في الأصول المقوِّمة للإنسانية الفاضلة.

 

وإليك مبدأً آخرَ يَليه، وقد عزَّت به الإنسانية، واتَّخذت منه سبيلها على أساس من معاني السمو الإنساني الذي لا يَعرف الجنسية ولا التعصُّب لذات النفس، وإنما يَعرف الأخوة الإنسانية والرَّحِم الآدمي العام: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

 

وجاء في خُطبة الوداع التي تَوَّج بها صاحب الميلاد دعوته: ((أيها الناس، إن ربَّكم واحد، وان أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرَمُكم عند الله أتقاكم، لا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى)).

 

وفي ظل هذا المبدأ تناسى كثير من الناس الجنسيَّات، وعرَفوا تكاتُف القلوب، واتحاد القوى على إشاعة الخير، والنهوض بالإنسانية العامة.

 

هذان مبدآن، هما أولى نتائج الميلاد المحمدي، قد انتفع الناس بهما حينًا من الدهر، وتلقَّنهما الغرب من الشرق؛ وسرَت فيهم روح الحرية والاستقلال في البحث والرأي وإدارة الشؤون، كما سرى فيهم رُوح التعاون فيما بينهم، فتكتَّلوا وانتفعوا.

 

فهل لقادة اليوم - وقد بدت في بعض آفاقنا آياتُ الرجوع إلى عهد التبعية البشرية، وعهد التكتُّل الجنسي - هل لهم أن يسارعوا، فيَقِفوا بجماعات المسلمين عند الحد الذي رسَمه فاطر السموات والأرض؟!

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [فاطر: 15 - 17].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة