• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

إستراتيجية نزع القداسة

إستراتيجية نزع القداسة
د. محمد إبراهيم فرحات


تاريخ الإضافة: 23/10/2012 ميلادي - 7/12/1433 هجري

الزيارات: 7430

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إستراتيجية نزع القداسة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اتَّبع هداه، وبعد؛ فلدى أعداء الحق وأهله إستراتيجياتٌ مُتعدِّدة لمواجَهة الحق وأهله، منها ما هو مُباشِر؛ كالطعن في الدين والتشكيك فيه، والطعن في الأنبياء - صلوات الله عليهم - بل والتشكيك حتى في وجود الله - تعالى الله عما يَقولون.

 

ومنها ما هو أخبَث؛ كالطعْن غير المُباشِر في الدِّين، عن طريق الطعن في حمَلة هذا الدِّين، مِن أهل العلم وأهل الصلاح، وهذه هي نفْس الإستراتيجيَّة التي اتَّبعها المنافقون قديمًا؛ ففي غزوة تبوكَ قال رجل في مجلسٍ يومًا: ما رأيت مثْل قرَّائنا هؤلاء، لا أرغَب بطونًا، ولا أكذب أَلسِنة، ولا أجبَن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنَّك مُنافِق، لأُخبرنَّ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم - ونزَل القرآن، قال عبدالله بن عمر: فأنا رأيتُه مُتعلِّقًا بحقب ناقة رسول الله تَنكبُه الحِجارة، وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعَب، ورسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65]؛ "الصحيح المسند مِن أسباب النزول"، (ص: 108)، فهذا الاستِهزاء بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بجانب أنه مِن حِقدهِم عليهم، فهو أيضًا هدْم لهذا الدِّين، ولكن بأسلوب خبيث.

 

فعندما يُطعن فيمَن حول هذا النبيِّ، ثم يُطعن بعد ذلك في عِرض هذا النبي - فِداه أبي وأمي، وعِرضي دون عرضه - كما فعلوا في حادثة الإفك، فماذا بَقيتْ مِن قَداسة النبوة حتى نتبعه؟!


قال شيخ الإسلام:

"فإنَّ القدْح في خير القرون الذين صَحِبوا الرسول قدْحٌ في الرسول - عليه السلام - كما قال مالك وغيره مِن أئمة العلم: هؤلاء طعَنوا في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما طعنوا في أصحابه؛ ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا، لكان أصحابه صالحين" [مجموع الفتاوى: 4/ 429].

 

وبهذه الإستراتيجية "السلوليَّة" يُكمِل أعداء دين الله معركتَهم مع الدِّين وأهله، فتحْتَ الشعاراتِ البراقة مِن حرية التعبير، والنقد البنَّاء، والانفِتاح الفكريِّ، صار كل شيء مُعرَّضًا للنقد، ولا شيء بعيد عن التفنيد والنِّقاش، وعليه رأَينا أولاً إستراتيجية "تعدِّي الخُطوط الحمراء" فيما يُعرَض على الناس للنقاش والمُداوَلة؛ كمسألة رضاع الكبير التي أثيرت بشكل برَزتْ فيه آثار بصمات "السلوليَّة" الحديثة، فالمسألة لو طُرحَت مِن باب البحث العِلمي الصحيح، لظهَر للناس المعنى الصَّحيح لهذه المسألة وكيف تناوَلها أئمَّة الفُقهاء، وما هو الحكْم فيها، لكنَّ مدرسة تدنيس المقدَّس أبتْ إلا أن تُبَلبِل عقول الناس، وتُزَعزِع إيمانهم بإيراد الشبهات والطعنات الخفية، تحت أستار الطرح الإعلامي الهادف.

 

و لما زادَتْ جرعات الحريات الإعلامية، أدرَكت المدرسة " السلوليَّة" خُطورَة صعود التيار الإسلامي ليتبوأ مكانته الطبيعية في قيادة الأمة على كافة الأصعدة، فتسارَعتْ وتعالَتْ وتيرة الضرب في الثوابِت، ونزْع المهابة والاحتِرام لأهل العلم وأهل الصَّلاح، فتارة هم علماء السلطان، وتارة هم ناس مُغيَّبون لا يَعلمون شيئًا عن العالَم مِن حَولِهم، وتارةً هم طلاب دنيا... إلخ، وما زالت تتوالى الحملات المنظَّمة لتدمير مهابة الدِّين في القلوب عن طريق الطعن المُتواصِل في أهل العِلم وأهل الدعوة، وأهل الصَّلاح، فالكَلمة يوضَع أمامها ألف مُكبِّر، والهَفوة لا يُقبَل لها أيُّ مُبرِّر، بل حتى المُزحة يُقام لها مآتم على موائد الجلادين في برامج "التوك شو".

 

ولكن هل معنى هذا الكلام: هو عدم النقد مُطلَقًا، أو أن أهل العِلم وأهل الصلاح لا يُخطئون، وإن أخطؤوا لا يوجَّه إليهم اللَّوم؟

بالطبع لا.

 

ولكن هناك ضوابط وقواعد تَحكُم هذا:

أولاً: ليس هناك عِصمة لأحد بعد الأنبياء والرسل - صلوات الله عليهم - ودينُنا ليس فيه قَداسة لأحد، بل كل بشر يُخطِئ ويُصيب.

 

ثانيًا: فرَّق الشرع بين الخطأ الصادِر ممَّن له سابقة فضْل وصَلاح، وبين غيرهم.

 

فهؤلاء يُبيَّن لهم خطَؤهم، وتُحفَظ لهم مَنزلتهم ما داموا لم يُصرُّوا على ما فعَلوا، وتابوا إلى الله، وأقرُّوا بخَطئهم.

 

لما أخطَأ حاطِب بن أبي بلتَعة - رضي الله عنه - وأرسل إلى كفار قريش في القصَّة المشهورة، وتمَّ القبض على مَن أرسَلها، وبيَّن حاطب حقيقةَ موقفِه، فصدَّقه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعفا عنه، فقَالَ عمر: دَعْني أَضرب عُنقه؛ فإنه قد نافق، فقال: ((ما يُدريك، لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شِئتُم))؛ البخاري: (3081)، وعليه؛ فنحن لا نقول: إن هؤلاء لا يُخطِئون، ولكن كيفيَّة التعامُل مع الخطأ هي التي نَعنيها.

 

ثالثًا: فليحذَر الذين يُصفُّون حساباتهم مع الدِّين في صورة أهل الدِّين؛ فمثلاً: هناك مَن هم مِن أهل المعاصي، وأهل الغفلَة والتفريط، فتأتي إليهم هذه الشبُهات والطعنات بردًا وسلامًا على قلوبهم، فها هم الذين يدَّعون الدِّين، وهذا هو حالُهم، إذًا لا بأس بما نحن فيه، ويَبقى الحال على ما هو عليه.

 

وسبحان الذي قال على لسان قوم موسى - عليه السلام -: ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 85]، قال ابن كثير - رحمه الله -: "أي: لا تُظفِرْهم بِنا، وتُسلِّطهم علينا، فيَظنُّوا أنهم إنما سُلِّطوا لأنهم على الحق ونحن على الباطل، فيُفتنوا بذلك".

 

رابعًا: فليَحذر الطيِّبون أن يقعوا في شباك الخَبيثين، ولنعتبر بما حدث في واقعة الإفك، فإنَّ الذين خاضوا فيها وجُلدوا بسببِها كانوا مِن أهل الصلاح، ومِن فُضلاء الصحابة، لكنهم زلوا لما تابَعوا السَّلوليِّين فيما قالوا، بل وتعدَّى دورهم هذا إلى نشره، وسبحان الذي أدَّبهم، وأدَّبنا بأن أنزَل علينا قوله: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12].

 

اللهم ثبِّتْنا على الحق، واصْرِف عنا "السلوليِّين"، وكل أعداء الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة