• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

من المستفيد من تقزيم الحمية الإسلامية؟

هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 29/9/2012 ميلادي - 13/11/1433 هجري

الزيارات: 7719

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من المستفيد من تقزيم الحمية الإسلامية؟


أضحتْ جرائم سَفك دماء الآلاف مِن المسلمين بغير حقٍّ، وتَشريدهم في المنظور الدولي المؤسَّساتي والشعبي - أمورًا وأحداثًا مُعتادة ومُبتذَلة، وغير مُستغرَبة ولا مُستهجَنة، وتَكاد تُغفَل أخبارها الفاجعة والمُتكرِّرة، أو تُعطى مساحاتٍ صغيرةً جدًّا على استحياء في الأخبار والصُّحف وكل وسائل الإعلام (بما فيها تلك الصادِرة في الدول الإسلامية) إذا ما قُورِنت بتغطيَة الأحداث والإنجازات الرياضية الجبَّارة، والمَهرجانات والاحتفالات، والجُهود العالميَّة للحِفاظ على فصائل الطيور والحيوانات النادِرة، والتي يُهدِّد بقاءَ نَسلِها الصيدُ الجائر وغير المَشروع!


ها هم المُسلمون يُقتَلون بمئات الآلاف في أفغانستان وباكستان وأحواز فارس وفلسطين وغزة والبوسنة والهرسك والشيشان وأسام وبورما وكشمير والفلبين وبعض زوايا إفريقية المسلمة، ودعونا لا نُغفِل ما يَلينا ومَن حولنا، فهم كذلك يُقتَلون في مركز العالم الإسلامي في العراق والشام واليمن والصومال، ويَستمرُّ السرد لهذه الجرائم النَّكراء، والأفعال الشنعاء تباعًا وبلا توقُّف، شرقًا وغربًا، وشمالاً وجنوبًا؛ ليشمل بلدانًا ومُجتمَعات إسلامية لم يَسمع بها الكثير مِنّا.

 

لن أضيِّع فِكري ولا حِبري في لوم المؤسَّسات الدولية، ومُحاوَلة إنعاش أو إحياء ما يُسمُّونه - زورًا وبهتانًا - بالضَّمير العالمي وأخلاق العالَم الذي يَنعتونه بالمُتطوِّر والمُتنوِّر والمُتحضِّر، والذي يدَّعي حمل لواء الدعوة إلى الدِّيمقراطيَّة، والمُساواة والعدل، وحقوق الإنسان، وحريته وكرامته، والوقوف بحزم أمام الأنظمة الدِّيكتاتوريَّة القَمعيَّة الجائرة الظالِمة، فكلُّ هذا الزُّخرف والترَف - كما أثبتت الأحداث والضرَبات المُتتاليَة، ورُدود الأفعال الانتِقائية، والكَيل بمِكيالَين - هراء وفُقاعة في داخلها كذبة كبيرة لا حقيقة لها، ولا لُبَّ ولا جَوهر، ولم يَعد يُصدِّق بهذا الهراء في عالمنا الإسلامي مَن لدَيه مسكة مِن عقل أو في قلبه ذرَّة من إحساس أو غيرة وحميَّة، أما أولئك النَّفر - مِن بني جِلدتنا - المُرتَمون في أحضانهم، والراجون لرضاهم ونوالهم، فلا حيلة في إفهامهم إلا الدعاء لهم بسلامة البصيرة والهداية، وصدَق الصادقُ الأمين إذ قال فيهم: ((ولو دخَلوا جُحْر ضبٍّ لدخلوه)).

 

إن الملوم - بحقٍّ - في هذا الجرم هو كل الشعوب الإسلامية، وفي هذا الأمر - كما لا يخفى - تفصيل وترتيب؛ فمِن المعلوم أن مَسؤولية بيان الحق، والذبِّ عن دَربِه، و نصرة أهله تَختلف بتفاوُت العِلم والقُدرة والمسافة بين القادرعلى النصرة والمحتاج لها، وتقصير الأعلى ترتيبًا ممَّن تتأكَّد النصرة في حقِّهم يَنقلها إلى مَن هم دونهم ترتيبًا؛ حتى تتمَّ نصرة المسلمين المُتضرِّرين، وإن قصَّر الجميع وتخاذَلوا عن واجب النصرة، أَثِموا جميعًا.

 

"وامُعتصماه! وامعتصماه!" صيحةُ امرأة مَظلومة في تاريخِنا الإسلامي، صرخة لم تَضِعْ هباءً في وادي الصمِّ البُكمِ العُمي، صرخة استجاب لها المُعتصِم بنخوَة وشجاعة في قصَّة رائعة حَفِظناها منذ نعومة أظفارِنا، ألا ما أجملَها مِن قصة مِن قصص النصرة والتناصُر، والحمية لدين الإسلام، والدفاع عن أهلِه أينما كانوا، قصة تهفو إليها قُلوبُنا، وتتعلَّق بها آمالُنا حينما يحلُّ الحيف والظلم على إخوانِنا فى الملَّة، فمَن يُنجِدهم؟ ومَن يَتحرَّك لآلامِهم، ومَن يَنتخي لمُصابهم، ولا يرتاح حتى ينتصر لهم ويُعيد حقَّهم أو يَهلِك دونه.

 

أين هذه الحمية الإسلامية في زَمنِنا؟ ما الذي حصل للنخوة الإيمانية؟ لِمَ تحوَّلت مِن عملاق شجاع جسور لا يهدأ حتى يُنصَر المظلوم، إلى قزم هزيل أو مسْخ ضَعيفٍ غايةُ جهده الدعاءُ للمُستضعَفين؟ حتى الدعاء حادَ - أو حِيدَ - عن مَساره، فقد كان في أصل التشريع بذرَةً ودافعًا للعمل الفوري، ومُحرِّكًا للقوة الكامِنة، فاستحال في أيامِنا إلى تَنفيسٍ مَحدود، للمَشاعِر لا يَشهد لصِدقه كثير عمل ما عدا مَزيد الإنكار والشجْب، وتبلُّد الإحساس، وبُرودة المشاعر، واستِمراء المصائب لكثرتها، وقلَّة التأثُّر بها، والشُّعور بالضعف، والوهَن، وقلَّة الحيلة، وانعِدام السُّبل، وانسِداد كل سُبل النصرة، والأنكى مِن كل هذا والأمرٌ الأثرُ المريع والمعيب لهذه الحال على تَنشئة الأجيال القادِمة مِن المُسلِمين.

 

إن ضعف الحمية الإسلامية ثمرةٌ شائكة مُرَّة يَغَصُّ بها العالم الإسلامي أجمع منذ زمن، ثمرة لم تُبذَر وتَكبَر وتُجْنَ بين عشية وضحاها، ولكنها نتيجة حتميَّة لأخطاء وتَراكُمات سياسيَّة واجتماعيَّة واقتصادية، أخطاء جَسيمة فكرية الجُذور، ونتيجة حتميَّة للإخلال والتفريط في الأخذ بسُنَن الله في خَلقِه.

 

يا ليتَ علماء أمة الإسلام ومُفكِّريها وعُقلاءها يَهتمُّون ويُسارِعون لدِراسة الأسباب التي أدَّت إلى هذه النتائج، ومِن نافِلة القول: إن غرض هذه الدِّراسة ليس التنظير العَقيم، ولا الترَف الفِكري الجامد؛ إنما الغرَض هو العمل على مشروع ومُهمَّة ضَخمة، هدفُها إحياء عِملاق الحمية والنخوة الإسلامية في عالَمِنا الإسلامي، والمأمول أن تشمَل هذه الدراسة البحث عن مُعوِّقات هذا المشروع، ومِن المَباحِث المُهمَّة المُتعلِّقة بموضوع المُعوِّقات بيان الجهات والأطراف المُستفيدَة مِن تَقزيم عِملاق الحمية الإسلامية؛ فمَعرفتهم - في مُحيطِنا وخارِجه - ومُواجَهتُهم، وإبطال مَكرِهم، وتَقليم أظافِرِهم - مِن أركان النَّجاح المأمول لهذا المشروع، والله المستعان على ما يَصِفون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة