• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

لماذا لا نعبد محمدا؟

لماذا لا نعبد محمدًا؟
هيثم النوبي


تاريخ الإضافة: 10/9/2012 ميلادي - 23/10/1433 هجري

الزيارات: 14170

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا لا نعبد محمدًا؟


عاش فقيرًا ومات فقيرًا، يشهد له الجميع بحسن الخلق، رعى الغنم وتاجر، اؤتمن فلم يَخُن الأمانة، أحبَّه الجميع فما آذى أحدًا، حكيم إن استشاروه، كريم إن سألوه.

 

في الأربعين من عمره حمل رسالة إلى الناس كافة، كان الرد عليها: اتهام بالجنون، والسحر، والشعر، وكذَّبه الكثير، وآمن به القليل، وما لبثت رسالته تنتشر حتى أصبح الإسلام الديانة الأكثر انتشارًا في العالم، ولقد عانى كثيرًا، وأُوذي كثيرًا، وبذل أقصى جهده، وأفنى حياته لينشر الدين الحق، وانتشرت رسالته، حتى بَهَر العالم بشخصيته، وعلى الرغم من ذلك لم يَسجُد له أحد، ولم نجد له تمثالاً يمجِّده، أو صورة نعلقها على الحوائط، أو نُزين بها القلائد.

 

فلماذا لم يعبد الناس محمدًا، وقد أثبت التاريخ أنه الرجل الأكثر تأثيرًا في حياة البشر؟


قال العالم الأمريكي "مايكل هارث": "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي، إن هذا الاتحاد الفريد -الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا- يخوِّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".

 

فإذا كان الجميع يشهد بعظمته فلماذا لم يعبده أتباعه؟!


لا نعبده؛ لأنه لم يدعُ البشر إلى نفسه، وإنما دعاهم إلى الله الواحد القهار، ونهانا عن الشرك به، وهذا أكبر دليل على صدق رسالته، فلو كان ذلك الرجل كاذبًا لابتغى الدنيا، ولسعى إلى الألوهية وتمجيد نفسه، فما يحمله على أن يقول: إن هناك إلهًا يستحق العبادة، وإنه ليس إلا بشرًا يحمل رسالة، وما الذي حمله على تحمل المعاناة، وأذى الكفار له، وتكذيب الناس له، والصبر على أذاهم له.

 

ألم تُحدِّثه نفسه بأن يكون له نصيب من ذلك المجد؛ فينال سجدة، أو تكريمًا كما فعل كل الدعاة إلى أنفسهم؟!


لم يزعم يومًا أن بيده جنة أو نارًا، ولا أنه ملك من السماء، بل كان يأكل الطعام، ويمشي بالأسواق وما زعم أنه يُغني عنا من الله شيئًا!

 

عن حذيفة، قال: جئت إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والعباس جالس عن يمينه، وفاطمة عن يساره، قال: ((يا فاطمة ابنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اعملي لله خيرًا؛ إني لا أغني عنك من الله شيئًا يوم القيامة))، قالها ثلاث مرات .

 

ويلخص الذي لا ينطق عن الهوى الإجابة في أول نداء لأهله، حين قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أنزل الله -عز وجل-: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]؛ قال: ((يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بَنِي عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئتِ من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا))؛ رواه البخاري.

 

والتوجيه القرآني كان أبلغ في تحديد مهمة الرسل والأنبياء: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: 20، 21].

 

وهذا لا يقلل من شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما إعلاء لدين الله، ورفعة لقدر ذلك الرسول الأمين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، فلم يبتغِ الأجر إلا من الله الذي بيده الأمر كله، فلا مانع لما يعطي، ولا معطي لما منع.

 

وإني لأتعجب حين أرى أشخاصًا يُعبَدون ولم يقدِّموا للبشرية شيئًا، والرجل الذي حمل رسالةً أخرَجت الناس من الظلمات إلى النور، لا نجد ساجدًا واحدًا له، ولكن من يَعِي عظمة إخلاصه لباعثه الحق؛ يدرك قيمة فعلته، وصدَّق رسالته، فلو كان كاذبًا لنسب المجد لنفسه.

 

حتى القرآن -الذي هو معجزة رسالته-لم يصفه بالإله، بل زاده تواضعًا: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

وكم من الناس من أفنى حياته في صناعة اسمه، والسعي وراء شهرة ونجومية مزعومة، ظانًّا أنه تارك أثرًا في دنيا فانية، وما يدري أن ما ينفع الناس فقط يمكث في الأرض، وأن الخلود لله الباقي؛ فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر واستشارة
علي طنطاوي - مصر 02-02-2018 08:56 AM

جزا الله الكاتب كل خير وجعل ما كتب في ميزان حسناته... حقاً انه موضوع يستحق النشر والقراءة شكلا وموضوعاً... انا اليوم وبعد صلاة الفجر مباشرة جال بخاطري عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وما قدمه للبشرية ومن ثم جاء هذا العنوان (لماذا لا نعبد محمدا) حقيقة سؤال ستكون الإجابة عليه أبلغ من أي عمل آخر ولذلك قررت أن أكتب موضوعا شاملا أتناول فيه هذا السؤال لكن بشيء من التفصيل... ومع أول بحث على الشبكة العنكبوتية ظهر لي هذا المقال المبارك كاتبه وإني أستسمحه وأكون شاكرا له أن أقتبس شيئا من مقاله فالموضوع الذي سأقوم به وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا...  أسأل الله العظيم لنا ولكم الإخلاص والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.

1- عبدا رسولا
رؤى عليوة - مصر 10-09-2012 08:49 PM

شكرا للكاتب هيثم النوبى على الكلام الرائع فى حق رسولنا الكريم والذى إن أفردنا الصفحات لنهاية العمر لن نوفيه حقه علينا وعلى البشرية كلها وإن لم يعترفوا بقدره لكن الله يعلمه

الحمد لله أن جعلنا من أتباعه
النبى صلى الله عليه وسلم اختار أن يكون عبدا رسولا ولم يختر أن يكون ملكا رسولا
وهذا من إختيار الله له صلى الله عليه وسلم

لم يدعونا إلى عبادته لأنه صادق أمين وأعرف الناس بالله ربه ورب الكون فكان نذيرا وبشيرا

سيظل قدوتنا والمثل الذى ينسب له كل فضل نراه فى أى إنسان فهو الكمال البشرى والقرآن الذى يمشى على الأرض
القرآن أكمل كتاب ومن كان خلقه القرآن كان الأكمل بين البشر

صلى الله عليه وسلم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة