• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

عجز الحروف

عبدالله راشد البوعينين


تاريخ الإضافة: 2/6/2011 ميلادي - 29/6/1432 هجري

الزيارات: 10808

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عجز الحروف

 

مواقف العظَمة في حياة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا تقف عند حدٍّ، فهو كتابٌ نُقِشت حروف صفحاته بكلِّ ألوان النُّبل والقِيَم والأخلاق، ومخزون واسعٌ، وثروة لا تنفد من كلِّ معاني الجمال، لا، بل من كلِّ معاني الحياة، نهر متدفِّق في قوَّته، نقي في صفائه، ما زال الظمْأَى يرتشفون منه أخلاقًا زُلالاً، يَرْوون بها ظمأَ النفوس، ويُغْنون بها فقرَ الأخلاق.

 

فلا إله إلا الله، كم حصرت الأقلام؟ ووَقَفت عاجزة عن توفيتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلمات المدح والثناء، وأشقُّ شيءٍ على الإنسان أن يكون في صدره سيل هادرٌ من المشاعر الفيَّاضة والمحبَّة الصادقة، والمعاني الكبيرة، وتلاطُم الحروف والكلمات، ثم لا يستطيع رصْفها وسبْكها على نحو ما يريد، لا لأنه عاجزٌ في لُغته، ولكن لأنَّ مشاعره لا تُسعفها الحروف، ولا تنتظمها الكلمات، ولكنَّ عزاءَ النفوس في ذلك محبَّة نرجو أجْرها وذُخرها عند الله - عزَّ وجلَّ - وإن كنَّا لا نستطيع التعبير عنها، فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً سأل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الساعة، فقال متى الساعة؟ قال: ((وماذا أعدَدتَ لها؟))، قال: لا شيء، إلاَّ أني أحبُّ الله ورسوله، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنت مع مَن أحببْت))، قال أنس: فما فَرِحْنا بشيءٍ فرَحَنا بقوله: ((أنت مع مَن أحببتَ))، قال أنس: فأنا أحبُّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبا بكرٍ وعمرَ، وأرجو أن أكون معهم بحبِّي إيَّاهم، وإن لَم أعمل بمثلِ أعمالهم.

 

بُعِثْتَ بِشِرْعَةٍ غَرَّاءَ تَهْدِي
تُرِينَا الْحَقَّ أَبْلَجَ مُسْتَبِينَا
بُعِثْتَ وَكَانَتِ الدُّنْيَا ظَلامًا
فَعَادَتْ تُشْرِقُ الأَنْوَارُ فِينَا
بُعِثْتَ مُبَجَّلاً حُرًّا كَرِيمًا
بُعِثْتَ بِرَحْمَةٍ لِلْعَالَمِينَا
بُعْثِتَ تُجَدِّدُ الأَخْلاَقَ عَانَتْ
دُهُورًا مِنْ سُفُولِ السَّافِلِينَا
وَحَنَّ الجِذْعُ لَمَّا قُمْتَ عَنْهُ
وَأَصْدَرَ فِي المَلاَ صَوْتًا حَزِينَا
فَقَامَ الصَّدْرُ مِنْكَ يَضُمُّ جِذْعًا
وَنَحْنُ يَضِيقُ صَدْرُ النَّاسِ فِينَا
فَلَسْتَ تُلامُ يَا جِذْعُ إِذَا مَا
تَحَوَّلَ عَنْكَ خَيْرُ المُرْسَلِينَا
فَإِحْسَاسُ الجَمَادِ يَتُوقُ شَوْقًا
وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَاتَ الحِسُّ فِينَا
تُفَدِّيكَ النُّفُوسُ وَلاَ تُبَالِي
تُفَدِّيكَ العُيُونُ وَلَوْ عَمِينَا
تُفَدِّي عِرْضَكَ الأَعْرَاضُ مِنَّا
وَلَوْ كَانَتْ صَبَايَا أَوْ بَنِينَا
تُفَدِّيكَ النِّصَالُ تَبِيتُ عَطْشَى
نُرَوِّيهَا الدِّمَاءَ وَإِنْ ظَمِينَا
فَعُذْرًا لاَ أُطِيقُ الْيَوْمَ مَدْحًا
فَيَعْجِزُ فِيكَ مَدْحِي أَنْ يَبِينَا

 

إن تَجوالاً عابرًا في كُتب السُّنة والصِّحاح، وتَطوافًا بين خمائلها، يُشبع نَهْمَة كلٍّ متعطِّش للعَظَمة، وساعيًا في تحصيلها، فالمجاهد يقرأ كتاب الجهاد، فكأنه يُعانق الجنة، ويَرتشف من رحيقها، والعالِم يقرأ كتاب العلم، فيحمد عاقبة علْمه، ويَشكر الله عليها، وكذا الساعي على الأرْملة والمسكين، والزارع والتاجر والسياسي، وكل طوائف المجتمع يجدون في سُنته - صلَّى الله عليه وسلَّم - معلمًا يهديهم سواء السبيل، حينما تَتيه الخُطوات وتَضطرب الوِجهات، فما أحرَى المسلمين أنْ يقرؤوا سيرته - صلَّى الله عليه وسلَّم - متأمِّلين في أبعادها، غائصين في أعماقها، محلِّلين لفقهها ورُوحها، دون أن تكون القراءة قراءة نصٍّ ومبنًى، ولكن لتكنْ قراءة رُوح ومعنًى، حينها سيُدرك المسلمون أنهم أمام ثروة لا تُحَد بحدٍّ، ولا تقدَّر بقدرٍ، سينهلون منها حتى تفْنى أعمارهم، وسيبقى فيها - لا أقول: بقيَّة - بل بقايا، وبقايا من الآيات والأسرار والمعجزات، وليس ثَمَّة تفسير لذلك إلاَّ أن يقال: "إنها النبوة"، فمن تلمَّس النور في غير مشكاتها، أضلَّه الله.

 

والسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- دعاء
amina - الجزائر 06-06-2011 08:15 PM

اللهم اهدنى واجعل قلبى عامراً بذكرك وحبك وحب من يحبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم ... ياربى انت تعلم كل شى وانا ما أتيت الا بالقليل فارزقنى علما نافعا وقلبا يخشع لذكرك ولكتابك ... اللهم انى اقسم بك أنى لا أريد سواك وحب نبيك فارزقنى حبك وحب نبيك المصطفى ... ياربى إنى لا اعلم ما كتبت لى وما حكمت به على لكنى أدعوك بكل حرف دعاك به كل من خلقت ان تنعم على بحبك وحب نبيك وبالهداية وحفظ كتابك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة