• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

محاربة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول ونصرته

محاربة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول ونصرته
د. منال محمد أبو العزائم


تاريخ الإضافة: 1/9/2022 ميلادي - 4/2/1444 هجري

الزيارات: 4747

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاربة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول ونصرته

 

إن الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليستْ جديدةً، فقد بدأتْ منذُ عهده صلى الله عليه وسلم حينما كان أبو لهب يُؤذيه هو وزوجته أمُّ جميل التي كانت تضع الشوك والأوساخ في طريقه، وعلى باب بيته، وتفسد بينه وبين الناس بالنميمة[1]، وفيهما نزل قوله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5]، ووضع عقبة بن أبي معيط بفرث بدمه وقذارته- أو ما يعرف بسَلا جَزُورٍ، وهو ما يخرج من الناقة عند ولادتها- فوق ظهره وهو ساجد في صلاته، فجاءت فاطمة فأزالته عنه[2]، وغير ذلك الكثير مما حدث في مكة قبل الهجرة، حينما كان المسلمون مستضعفين، وكان كُفَّار قريش يذيقونهم صنوف العذاب والذُّل، وكان صلى الله عليه وسلم صبورًا على كل ذلك، حتى أذِنَ الله تعالى له بالهجرة هو وأصحابه إلى المدينة، فوجدوا هناك الأنصار في استقبالهم والبُشْرى والفرح يملآن قلوبهم بقدوم الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فآوَوْه ونصروه وعظَّمُوه، وفازوا بصحبته ونصرته في الدنيا، كما فازوا بالوعد بالفلاح والجنة في الآخرة، قال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، فيا له من شرفٍ كبيرٍ وفضلٍ عظيمٍ سبقنا إليه الأنصار، وكان حريًّا بكل مسلم السعيُ إليه، نسأل الله أن يكون لنا منه نصيبٌ.

 

الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحديث:

توالَتْ إساءةُ الغربِ إلى الإسلام والمسلمين في العصر الحديث عَبْرَ وسائل الإعلام المختلفة، ولم يكتفوا بهذا؛ بل وصل بهم الأمر إلى نشر الرسوم الفاضحة والكاريكاتيرات الساخرة عنه صلى الله عليه وسلم في الصُّحُف والمجلات، وشبكات الإنترنت والتواصُل الاجتماعي، وبدأ تسلسُل الأحداث في هذا الشأن منذ عام ٢٠٠٥م، حين أشعل الدنماركي "كورت" نارَ الفتنة بنَشْر رسم مُسيء للنبي صلى الله عليه وسلم بأحد الصحف الدنماركية، فتَشجَّع الرَّسَّامون من بعده على نَشْر المزيد من الرسومات المسيئة له، فنشَرَتْ صحيفة جيلاندس بوستن الدنماركية اثني عشر رسمًا كاريكاتيريًّا تحريريًّا مُسيئًا بعنوان (محمد أنسيجت)- أي: وجه محمد)- ثم جاء بعده السويدي لارس فيلكس عام ٢٠٠٧م برسومه المسيئة للرسول[3]، وتكرَّر هذا الأمر الخبيث في الدنمارك وفرنسا والسويد وغيرها، فهم- عليهم لعنة الله- يسيئون إلى خيرة الخَلْق بأبشع الرسومات، والتي لا تُقبَل حتى في حقِّ مواطن عادي، ناهيك عن نبيٍّ مُرسل، ويتَّبعه ملايين من البَشَر حول العالم، ويا للعجب، أن هذا يحدث في أوروبا التي تدَّعي حريةَ الأديان والرأي، وأي حرية هذه التي يتحدَّثون عنها؟! إذ لو كانت هناك حرية لما أهانوا نبيًّا له أتباعه؛ إذ هم بهذه الإساءة يُوجِّهون اضطهادًا لجهة معينة بالطعن في دينها ومُقدَّساتها، وينقضون نظرية حرية المعتقد التي يتباهون بها، وقد توعَّد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم باللعن والعذاب في الدنيا والآخرة لمن يُسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]، وبالفعل رأينا النهايات الذليلة والمريرة لمن أساء إليه، والتي كان من آخرها مَوْتُ الرسَّام السويدي محترقًا في سيارته في أبشع صور الموت، كما لا يخفى على أحد الكوارث الطبيعية الكثيرة التي مرَّت بها البلاد الأوروبية مؤخرًا لا سيما فرنسا؛ وكأنه نوع من العذاب، وانتقام الله تعالى منهم.

 

مساوئ نَشْر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول من منظور إسلامي:

• في هذه الرسوم تجرُّؤ على مُقدَّسات الناس وأديانهم، وسوء أدب مع الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95].

 

• نشر مثل هذه الرسوم فيه وقاحة متناهية مع رسول الله، وإصرار على الكفر والعداوة لرسول الله والمجاهرة به، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى وليُّه وناصره، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [الحج: 15].

 

• كما أن فيه جهلًا بعواقب الأمور، وأن سُنَّة الله هو نصرة نبيِّه وعقاب من يُسيء إليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].

 

• نشر هذه الرسوم يمكن أن يثير المظاهرات والاعتراض على الدولة أو الدول الأخرى؛ مما يُسبِّب زعزعة لأمن وسلامة الدولة.

 

وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم:

يجب محاربة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الإعلام، وعلينا التكاتُف جميعًا لنصرته، كلٌّ حسب طاقتِهِ، فنحن أُمَّتُه وأوْلَى الناس بنُصْرته والدفاع عنه، قال تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وقال أيضًا: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 40]، ولنكن على يقين أن الله ينصر من ينصره وينصر نبيَّه، سواء بإظهارهم على أعدائهم في الدنيا، أو بفوزهم بالجنة في الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]، وقال أيضًا: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67].

 

مقترحات لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم:

يجب عدم نَشْر هذه الصور لأن ذلك يُسيء للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو مبتغى المسيئين. فنشرها يجعلها متداولةً وفي متناول الجميع مما يُسيء أكثر إليه، ويمكن الاكتفاء بنقل الخبر دون الصورة حتى يتصدَّى له المسلمون بالردِّ عليهم بالحكمة، ومن الوسائل المقترحة لتحقيق ذلك:

• نشر مقالات مضادَّة باللغة الإنجليزية وغيرها تُبرز أخلاق النبي ومكانته بين المسلمين وحبَّهم له، وأنهم يَفْدونه بأرواحهم، ويتم نشر هذه المقالات في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الأجنبية لا سيما الأوروبية.

 

• إنشاء مواقع تعريفية به وبسيرته وصفاته، وتترجم هذه المواقع للُّغات العالم المختلفة لإعلام العالم أجمع عنه صلى الله عليه وسلم، وعن خصاله الرفيعة، وسيرته العطرة.

 

• يمكن عمل برامج للجوَّال عن سيرته تستهدف الصِّغار لتعليمهم سيرته العطرة، وتُترجَم كذلك بلغات مختلفة.

عمل برامج تلفزيونية لنُصْرته والدِّفاع عنه صلى الله عليه وسلم.

 

• تأليف كتب في السيرة بمختلف اللغات، ومن هنا نهيب بمختصي الترجمة واللغات للمساعدة بترجمة كتب السيرة الجيدة ومنها الرحيق المختوم، ويُحبَّذ البدء بالكتب المختصرة أو الصغيرة نسبيًّا لتسهيل فَهْمِها من قِبَل غير المسلمين وغير الناطقين باللغة العربية، وربما يمكن البدء بمنشورات صغيرة تُوزَّع في مساجد أوروبا وأمريكا، فهي سهلة التصميم وقليلة التكلفة.

 

نسأل الله تعالى أن ننال شرف الدفاع عن نبيِّه ونُصْرته، ونسأله شفاعته يوم القيامة، وأن يسقينا من حوضه شربةً لا نَظْمأ بعدها أبدًا، ومرافقته في الفردوس الأعلى من الجنة، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.



[1] فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبدالرؤوف المناوي، جزء ٥، صفحة ٥٤.

[2] الراجحي، عبدالعزيز، شرح سنن النسائي ١٦/١٦.

[3] كيف بدأت قضية رسوم النبي محمد المنشورة في الدنمارك قبل ١٥ عامًا، swissinfo.ch، بتصرُّف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
مبارك سالم الضرمان - السعودية 20-02-2024 03:09 PM

جزيل الشكر والعرفان على تميزكم المستمر ومنكم نستفيد..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة